تتميز أسعار اللحوم الحمراء، منذ شهور، بالاستقرار، بفضل توازن العرض والطلب، في الأسواق المحلية. ومنذ مدة، تراوحت الأسعار بين 65 و70 درهما للكيلوغرام، بينما يستقر سعر اللحم المفروم بين 80 و90 درهما للكيلوغرام. المواطن المغربي يستهلك في المعدل 12 كيلوغرام من اللحوم سنويا (خاص) وأوضح عدد من المواطنين أن محلات بيع اللحوم الحمراء، التي تشهد إقبالا كبيرا، خاصة بعد مواعيد خروج الموظفين مساء، تستغل حاجة هؤلاء إلى التبضع واقتناء ما يلزمهم من اللحوم الحمراء، في حين أفاد آخرون أن هذه المحلات تعمد إلى إغراء المستهلكين بجمالية واجهاتها وأضوائها لتفرض عليهم أسعارها. ويتراوح اللحم المفروم في هذه المحلات بين 80 و90 درهما للكيلوغرام الواحد، وأجزاء اللحوم الأخرى فتقفز إلى حدود 120 درهما، أما السقط مثل الكبد وغيره فكل محل يشهر الأثمان على هواه. ومقارنة مع محلات الجزارة في هذه الأحياء، تبدو الأسعار مناسبة وفي المتناول بالأسواق البلدية، ففي سوق باب مراكش غير البعيد عن حي المعاريف مثلا، نجد أفضل أنواع اللحوم الحمراء جودة تباع ب 70 درهما، في حين لا يتجاوز اللحم المفروم من النوع الممتاز 80 درهما. وعلاقة بهذا الموضوع، يشار إلى أن حي الزاوية بدرب غلف، المحاذي لحي المعاريف، عرف في الآونة الأخيرة اكتشاف أطنان من اللحوم الحمراء الناجمة عن الذبيحة السرية، وهو أمر يبرز أن عددا من محلات الجزارة خارج هذا الحي تستفيد من اقتناء هذه اللحوم وعرضها، على اعتبار أن حجم الاستهلاك بمنطقة درب غلف غير قادر على امتصاص الكميات المكتشفة. ويرى متتبعون أن وتيرة إنتاج المجازر عموما بالدارالبيضاء، تراجعت في الآونة الأخيرة، نتيجة انتشار ظاهرة الذبيحة السرية بشكل مكثف وبارز. يذكر أن مهنيي نقل اللحوم والسقط راسلوا المكتب الوطني للسلامة الصحية، بغية متابعة المتورطين في الذبيحة السرية، ويبدو أن هذه التحركات بدأت تعطي النتائج المتوخاة منها. ويقول مهنيون من قطاع نقل اللحوم بمجازر الدارالبيضاء، أن لوبيات الذبيحة السرية تعمل جاهدة على نهج التضليل، بادعائها أن مجازر الدارالبيضاء غير قادرة على تلبية حاجيات المدينة، بينما تعتبر هذه المجازر من أكبر وأحدث المجازر بالمغرب وإفريقيا. وفي ظل ارتفاع الذبيحة السرية، التي أصبحت تمثل ما بين 50 و60 في المائة من اللحوم الرائجة بالدارالبيضاء، حسب المراقبين، إضافة إلى اللحوم المهربة، يرى المتتبعون أن القضاء على هذه الآفة يعتبر مسؤولية الجميع. كما دعا هؤلاء إلى تشديد المراقبة على الأسواق الأسبوعية، مثل سوق تيط مليل، وخميس مديونة، واللويزية، وحد السوالم، مع تحديد عدد الذبائح، ومنع الذبيحة بالأسواق، باستثناء يوم واحد في الأسبوع. ولا ينتج المغرب من اللحوم الحمراء سوى 17 ألفا و490 طنا، في وقت يرتفع حجم الاستهلاك إلى أكثر من ذلك، ويرجع السبب في عدم بلوغ التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، إلى اعتماد أساليب تقليدية في تربية الأبقار والمواشي، زيادة على تأثر القطيع بتوالي سنوات الجفاف. ويطمح المخطط الفلاحي، المعروف ب "المخطط الأخضر" إلى رفع الإنتاج إلى 20 ألفا و770 طنا، من اللحوم الحمراء، في أفق 2020، بارتفاع يبلغ 20 في المائة. وجرى توقيع اتفاقية مع المهنيين لزيادة الإنتاج بهدف بلوغ 450 ألف طن في سنة 2014، ورفع حجم الاستهلاك الفردي للحوم الحمراء في المغرب من 11.7 كيلوغراما، حاليا، إلى 13.4 كيلوجرام في 2014. وتبلغ موازنة البرنامج المتعلق بهذه الاتفاقية 10 مليارات درهم تساهم فيها الدولة بمبلغ 850 مليون درهم.