بعد الانتقادات التي وجهتها ساكنة إقليم زاكورة للوضع الصحي "المتردي" بالإقليم، أمام وزير الصحة أنس الدكالي، خلال الزيارة الاستطلاعية التي قادته بعد مدينة ورزازات إلى المرافق الصحية بأكدز وتينزولين ومدينة زاكورة، استقبلت ساكنة إقليم تنغير يوم الثلاثاء المسؤول الحكومي نفسه بالانتقاد والاحتجاج على ما سمته "الوضع الصحي المزري بالإقليم". المسؤول الحكومي وجد نفسه وسط انتقادات شعبية تحمله مسؤولية الوضع الصحي بالإقليم، كما وجهت له مجموعة من الأسئلة عن سبب التأخر الحاصل في إطلاق صفقة بناء المركز الاستشفائي الإقليمي، متهمين إياه بالقدوم إلى تنغير ل"ممارسة السياسة". كما عبر عدد من المواطنين الذين عملوا على محاصرة سيارة الوزير في مدخل المستشفى الإقليمي لتنغير، لبعض الدقائق، عن استيائهم من واقع الصحة بالإقليم، مشددين على أن مصالح وزارته على المستوى الإقليمي قامت أمس باستنفار العمال وإخراج أغطية جديدة وصباغة الجدران من أجل استقباله وتقديم صورة غير حقيقية له، لافتين إلى أن عددا كبيرا من الأطر استقدموا من مناطق أخرى لتلميع الصورة، وسيغادرون بمجرد أن تتحرك سيارة الوزير والوفد المرافق له، وفق تعبيرهم. مصطفى السليماني، فاعل جمعوي بمدينة تنغير، أكد أن زيارة الوزير "لا تعدو أن تكون لالتقاط الصور وتوقيع تدوينة على فايسبوك"، موضحا أن "الوضع الصحي يحتاج إلى تشاور وإعداد مخطط تشاركي يساهم فيه الجميع من أجل بلورة رؤية واضحة المعالم تنقد الوضع الصحي من الهاوية، وليس زيارات استطلاعية كان بإمكان لجنة القيام بها"، وفق تعبيره. المتحدث ذاته، وفي تصريح لهسبريس، شدد على أن القطاع الصحي يحتاج إلى مسؤول له دراية بالقطاع وملم بمشاكله، من أجل التقاط جميع الإشارات التي يلقيها المواطن المتضرر، مشيرا إلى أن "هذه الزيارة ساد فيها الكذب والبهتان، وخير دليل على ذلك أن جميع التخصصات مشغلة اليوم، وحتى العمليات الجراحية يتم إجراؤها"، على حد قوله. حبيبة ايت معزا، فاعلة جمعوية وحقوقية بمدينة تنغير، تساءلت عن سبب التأخر في بناء المستشفى الإقليمي الذي جاء الوزير السابق وأعطى انطلاقة أشغاله، موضحة أن ساكنة إقليم تنغير كانت على علم بأن الأشغال ستتوقف بعد أشهر، لأن الهدف من الأشغال كان تهدئة الأوضاع وتخفيف احتجاجات الساكنة التي قامت بها بعد وفاة الطفلة إيديا فخر الدين. وأضافت المتحدثة في تصريح لهسبريس: "المنطقة في حاجة ماسة إلى تغيير ملموس في القطاع الصحي، وليس زيارات تفقدية أو استطلاعية بدون نتائج"، مبرزة أن "هذه الزيارة كان بإمكان المندوب الإقليمي أو المدير الجهوي للصحة القيام بها، ما سيخفف من تكاليف التنقل من الرباط إلى المغرب العميق"، وفق تعبيرها. كما واجه الوزير انتقادات من بعض المرضى المتواجدين بالمستشفى المحلي لقلعة مكونة، خلال زيارة قام بها إليه، ملتمسين منه توفير الأطر الطبية الكافية والتجهيزات الطبية الضرورية لتخفيف عبء التنقل إلى ورزازازت أو مراكش عنهم.