موقف محرج واجهه وزير الصحة أنس الدكالي يوم أول أمس الاثنين، خلال حلوله بمدينة زاكورة في إطار زيارة تفقدية للمستشفيات والمراكز الصحية بالأقاليم الثلاثة زاكورة وتنغير وورزازات، حيث استقبله سكان زاكورة لحظة وصوله إلى المستشفى الإقليمي بالمدينة بالاحتجاجات، واصفين الوضع الصحي بمنطقتهم ب"المريض"، خصوصا أن زيارته لمناطق الجنوب الشرقي تزامنت مع وجود لجنة استطلاعية تابعة لمجلس المستشارين تقوم بجولة استطلاعية بجهة درعة/تافيلالت، للوقوف على العرض الصحي بها وما تعانيه من خصاص، بحسب ما كشفه مصدر قريب من الموضوع ل"أخبار اليوم". واستنادا إلى المعلومات التي استقتها الجريدة من مصادر حضرت زيارة وزير الصحة لمدينة زاكورة، ونقل تفاصيلها شريط فيديو نشره ملتقطوه على المباشر بمواقع التواصل الاجتماعي، فقد أقدم سكان غاضبون على محاصرة أنس الدكالي بداخل مستشفى زاكورة، حيث نقلوا له صورة قاتمة عن الوضع الصحي بالمنطقة، ركزوا فيها على النقص الكبير في عدد من التخصصات والأطر الطبية التي تحتاجها المنطقة، يوازيها كما يقولون الخصاص في التجهيزات والمعدات الطبية، والتي ظهرت فجأة كما قال المحتجون مع زيارة الوزير، وهو ما دفع أحد الغاضبين إلى مخاطبة أنس الدكالي بقوله كما جاء في الفيديو، "ما تراه في المستشفى من تجهيزات وحضور مكثف للأطر الطبية والتمريضية والإدارية ليس حقيقة، فمباشرة بعد رحيلك سيعود كل شيء كما كان"، فيما كشف آخرون للوزير عن تزايد حالات الوفيات بين النساء الحوامل والأطفال وبقية الحالات التي تطلب تدخلات طبية استعجالية، أغلبهم يموتون في الطريق خلال نقلهم إلى المستشفى الجامعي بمراكش، يورد الغاضبون على الوضع الصحي بزاكورة وبقية مناطق الجنوب الشرقي. من جهته حاول وزير الصحة أنس الدكالي، والذي وجد نفسه وسط عاصفة من الانتقادات الموجهة إلى القطاع الذي يدير شؤونه، (حاول) امتصاص غضب المحتجين الذين استقبلوه بمستشفى زاكورة، بتأكيده لهم بأنه سيسارع إلى فتح تحقيق فيما كشفوا عنه من معلومات تخص غياب الأطر الطبية والتمريضية وتقصيرهم في أداء واجباتهم المهنية، فيما شدد على أن زيارته الهدف منها ليس تلميع عمل الأطباء والمستشفيات والمراكز الصحية، بل الغرض منها هو الوقوف على العرض الصحي ورصد النواقص لتحسين جودة الخدمات المقدمة لسكان المنطقة، حيث قدم الوزير خطته لذلك، والتي همت كما جاء في كلمته بين الحشد الذي حاصره بمستشفى زاكورة، إحداث وتجهيز مراكز صحية جديدة وتأهيل مثيلتها المتوفرة بعموم تراب الإقليم، ومدها بمستعجلات القرب لاستقبال المرضى وتقديم العلاجات الأولية لهم قبل توجيه الحالات الخطيرة منها إلى المستشفيات الإقليمية وخاصة بورزازات، فيما أمر وزير الصحة بتوسيع المستشفى الإقليمي بزاكورة وتأهيله عبر إحداث قاعات جديدة للعمليات الجراحية وتجهيزه "بالسكانير" وباقي التجهيزات البيوطبية في القريب العاجل، حيث لاحظ الوزير بحسب كلامه، غياب أقسام الإنعاش بالمنطقة ونقصا في عدد العمليات الجراحية على المسالك البولية بسبب عدم توفر المستشفى على التجهيزات التي يحتاجها الأطباء، حيث وعد بتمكينهم منها، إضافة إلى تجهيزات أخرى تخص التقنيات الحديثة في الجراحة العامةla célioscopies ، والتي تسمح بإجراء عمليات "تنظير البطن" بدون حاجة إلى جراحة وفحصه عن طريق إدخال جراحي بالمنظار عبر جدار البطن. الأخبار القادمة من الأقاليم الثلاثة بالجنوب الشرقي والتي سيقضي بها وزير الصحة أنس الدكالي ثلاثة أيام خلال زيارته لها والتي بدأها يوم أول أمس الاثنين، تفيد بأن الاحتجاجات الأكثر قوة هي تلك التي تنتظره بإقليم تنغير، والتي سيحل بها صبيحة هذا اليوم الأربعاء، خصوصا أن حضور أنس الدكالي إلى المنطقة يأتي بعد مرور ثلاثة أشهر عن الذكرى الأولى لوفاة طفلة تنغير "إيديا فخر الدين"، والتي سبق لقضيتها أن أشعلت بالمنطقة بعد أسبوع عن تعيين حكومة سعد الدين العثماني في ال5 من أبريل 2017، احتجاجات عارمة وازتها حملة تضامن شعبي غير مسبوقة من المغاربة، والذين لقبوها ب"شهيدة التهميش والإهمال الطبي".