بدأت الصورة تكتمل لدى وزير الصحة أناس الدكالي الذي يقوم منذ أمس الاثنين بزيارات تفقدية لمراكز صحية بكل من أقاليم ورزازات وزاكورة وتنغير، حول أن الوضع الصحي بهذه المناطق "كارثي"، وأن محاولات المسؤولين "تلميع" هذه الصورة باءت بالفشل، بعد أن قرر المواطنون بأنفسهم كسر جدار الصمت والتوجه بالكلام مباشرة للوزير ل"فضح" واقع هذا القطاع. فبعد زاكورة، التي حاصر فيها مواطنون وحقوقيون الوزير أناس الدكالي بمستعجلات المستشفى الإقليمي "الدراق" طالبين منه نصف ساعة ليشرحوا له واقع الصحة بالإقليم، عكس ما وجده خلال زيارته، استمر مواطنو المغرب العميق، في إحراج وزير الصحة الجديد، ومعه المسؤولين على القطاع، حيث استقبله مواطنون بقلعة امكونة بسيل من الشكايات حول الوضع الصحي بالمدينة. إقرأ أيضا: مواطنون بزاكورة يحاصرون الدكالي ويفضحون واقع الصحة بالإقليم (فيديو) ووجد الدكالي، صباح اليوم الاثنين، في استقباله مواطنين غاضبين من الخدمات التي يقدمها المستشفى المحلي لقلعة امكونة، الذي تم تدشينه منذ ثلاث سنوات، حيث أكد هؤلاء للوزير أن المستشفى لم يعرف حضور هذا الكم الهائل من الأطباء والممرضين إلا خلال زيارته هذا اليوم، متسائلين "ما إن كان الوزير قد جلبهم معه خلال قدومه لهذه الزيارة". وأحرج مواطن الوزير الدكالي بقوله: "أنت تنظر الآن للعدد الهائل من المرضى بالمستشفى، تصور معي لو لم تكن هنا، وما لاحظته اليوم أن الكل يلبس الأبيض (إشارة لعدد الأطباء والممرضين)، هل جاؤوا معك، هل حراس الأمن الخاص أيضا جاؤوا معك، الكل حاضر لأنك هنا الآن، وفي الأيام الأخرى نقصد المستشفى ولا نجد حتى دواء آلام الرأس". إقرأ أيضا:حقوقيون: زيارة الدكالي لزاكورة "سياحية" و"ضحك على الذقون" وتابع المواطن الذي كان يتحدث بمرارة عن الواقع الصحي بمناطق المغرب العميق، "الشكايات تطاردك من زاكورة، وهنا وفي مناطق أخرى، إلى متى ستظل هذه الشكايات تطاردكم يا سيدي الوزير، قصدت المستشفى في الثانية صباحا بمعية مريضة ولم يكن هناك أي مسؤول به"، وتدخل عدد من المسؤولين المحليين والإقليمين من أجل ثني المواطن عن مواصلة الحديث، قبل أن يرد عليهم "لا أعرف لماذا تتحدثون معنا الآن لأن الوزير حاضر هنا، وفي غيابه ترفضون ذلك". ورد الوزير على المواطن بقوله، "إذا وجدت المستشفى مغلق يجب عليكم أن تشتكوا الأمر للمسؤولين هنا"، قبل أن يجيبه المواطن بنبرة قوية "لمن سنشتكي، كل الأبواب مسدودة في وجهنا أيها الوزير، نحن نعترف بأن المستشفى موجود والدليل أن الكل حاضر اليوم". واستوقف مواطنون آخرون الوزير أناس الدكالي مؤكدين له أن الحركية التي يعرفها المستشفى وعدد الأطباء والممرضين الذين وجدهم داخل، لم يكن من قبل وأن المواطنين يقصدون دائما مستشفيات ورزازات ومراكش والرشيدية للاستشفاء بالرغم من وجود مستشفى بالقرب منهم بمواصفات عالية.