هاجمت هيئات حقوقية بإقليم زاكورة، وزير الصحة أناس الدكالي، الذي قام أمس الاثنين بزيارة تفقدية للمستشفى الإقليمي، واصفين زيارته ب"السياحية"، و"الضحك على الذقون" محملين الوزير مسؤولية الوفيات نتيجة الإهمال الطبي. وأصدرت كل من الكتبة الإقليمية للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، والهيئة الوطنية لحقوق الانسان بزاكورة، بيانا مشتركا عقب زيارة الوزير الدكالي لإقليم زاكورة، جاء فيه أن "زيارة الوزير تأتي أياما بعد وفاة مواطن في مقتبل العمر يمسى قيد حياته الغفيري البشير، والذي توجه إلى المستشفى الإقليمي (المقبرة) لإجراء عملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية (المصرانة) ولمدة ساعتين ونصف والمواطن يتقطع موتا داخل المستشفى، نظرا لغياب المسؤولية واستهتار المندوب الإقليمي للصحة ومدير مستشفى الدراق بصحة المواطن الزاكوري ثم إحالة المريض إلى المستشفى الإقليمي بورزازات لينتهي به المطاف جثة هامدة". إقرأ أيضا:مواطنون بزاكورة يحاصرون الدكالي ويفضحون واقع الصحة بالإقليم (فيديو) هذا الحدث الأليم، يضيف البيان الذي توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، "ينضاف للأسف الشديد لحالات اهمال طبي واستخفاف بحياة المواطن الزاكوري كحالة العبدلاوي، الغفيري، وبودوار …، ويرجع هذا الوضع بالأساس إلى عوامل النقص المهول في الموارد البشرية والتجهيزات وسوء التدبير للمرافق الصحية لانعدام الكفاءة والتكوين اللازمين والتسيب والفوضى..، كل هذه العوامل تجعل المستشفى الإقليمي بزاكورة ملحقة إدارية ومحطة تحويل المرضى إلى مستشفيات خارج الإقليم لأنه لا يمكن أن يقدم الخدمات الصحية في المستوى المطلوب بدون قسم الانعاش وجهاز السكانير ..". وشدد حقوقيو زاكورة، على أن "زيارة الوزير إلى إقليم زاكورة، زيارة سياحية بامتياز، تذكرنا بزيارة الوزير السابق التي قام بها سنة 2015، اطلق خلالها الوزير مجموعة من الوعود والالتزامات بإصلاح قطاع الصحة بالإقليم، لكن بعد مرور ثلاث سنوات لم يتحقق من هذه الالتزامات أي شيء يذكر"، مؤكدين أن "ساكنة إقليم زاكورة سئموا من سياسة الوعود والانتظار والزيارات الفارغة، وتلميع واقع مزري للقطاع". وعبروا عن رفضهم لاستمرار ما أسموه ب"سياسة حجب الشمس بالغربال التي تمرس عليها المسؤولون في الصحة مركزيا، جهويا وإقليميا"، داعين إلى "محاسبتهم عن حالات الإهمال المؤدي إلى الوفاة بسبب عدم القيام بالواجب وإعمال مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة". واعتبرت الهيئتان الحقوقيتان، أن "زيارة وزير الصحة لإقليم زاكورة، ضحك على الذقون واستمرار نهج سياسة امتصاص الاحتقان الذي تعرفه ساكنة الإقليم بسبب الأوضاع الكارثية التي عليها هذا القطاع".