لفظ "لغفيري البشير"، وهو موظف بجماعة "تامكروت" ضواحي إقليم زاكورة في عقد الرابع، أنفاسه الأخيرة، مساء أمس الإثنين، بالمستشفى الإقليمي سيدي احساين بورزازات، بعد معاناة مع التهاب الزائدة الدودية كان يحتاج خلالها المريض لتدخل جراحي بسيط قبل أن تنفجر وتودي بحياته. وتعود تفاصيل هذا الحادث المأساوي، بحسب ما أكده مصدر مقرب من عائلة الهالك، في تصريح لجريدة "العمق"، إلى أمس الاثنين، حيث أحس المتوفي بآلام حادة على مستوى الجانب الأيمن من البطن، ما جعله يقصد عيادة خاصة للطب العام، حيث شخص الطبيب مرضه بأنه مصاب بالتهاب الزائدة الدودية وأن حالته تستوجب إجراء عملية جراحية مستعجلة. وأضاف المصدر ذاته، أنه "جرى نقل المريض بواسطة سيارة إسعاف إلى المستشفى الإقليمي "الدراق" بزاكورة من أجل إجراء عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية "المصرانة"، غير أن إدارة المستشفى طالبت عائلته بإجراء فحوصات أخرى للمريض من أجل التأكد من مرضه وما إن كان يحتاج فعلا إلى عملية جراحية، وهو ما استغرق وقتا طويلا". وأردف المتحدث ذاته، أنه "بعد كل ذلك الوقت فوجئوا بأن الطبيب الجراح غير موجود في المستشفى، ليتم تسليمهم ورقة إرسال إلى ورزازات لإجراء عملية جراحية للمريض بالمركز الاستشفائي الإقليمي "سيدي احساين"، حيث تم نقله إلى هناك عبر سيارة إسعاف ما فاقم معاناته ومعاناة عائلته". وأوضح أن "مستشفى ورزازات لم يعد يستقبل الحالات القادمة من زاكورة لكون مستشفى هذه الأخيرة يتوفر على جناح للجراحة وعلى طبيب جراح"، مشيرا إلى أنه "تم استقبال المريض الذي كانت حالته حرجة وتتطلب تدخلا جراحيا عاجلا لإنقاذ حياته، غير أن الأطباء ارتأوا عدم القيام بها إلى الليل، ما تسبب في وفاة الهالك بعد أن انفجرت الزائدة الدودية داخله"، مضيفا أنه جرى دفنه ظهر اليوم الثلاثاء. واعترف مدير المستشفى الإقليمي "الدراق" بزاكورة، في تصريح لجريدة "العمق" بغياب الطبيب الجراح في الوقت الذي قصد فيه المريض المستشفى أمس الاثنين، مشيرا إلى أن الطبيب تقدم بطلب للحصول على عطلة لمدة أسبوع وتمت الموافقة عليها. وأضاف المتحدث ذاته، أن الطبيب الجراح الوحيد بالمستشفى يشتغل 20 يوما وفق نظام الحراسة الإلزامية كل شهر، وقد تم منحه عطلة لمدة أسبوع، موضحا أن المستشفى لا يتوفر على طبيب جراح ثان ليقوم مكانه. وقال عد من النشطاء بالمدينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إن هذه الواقعة تعكس الوضع الصحي المتردي بإقليم زاكورة، وما يقتضيه ذلك من تدخل عاجل لوزارة الصحة من أجل توفير عدد كاف من الأطباء في جميع التخصصات بالمستشفى الإقليمي وتزويده بالتجهيزات حتى تخفف على الساكنة معاناة التنقل إلى ورزازات أو الرشيدية ومراكش.