وَجَدَ وزير الصحة أناس الدكالي، خلال زيارته للمستشفى الإقليمي بزاكورة، نفسه وسط عاصفة من الانتقادات كالها لوزارته، عشرات من المواطنين ظلوا مرابطين بالمستشفى منذ صباح اليوم الاثنين، لينقلوا للوزير ما قالوا عنه إنها الصورة الحقيقية لواقع الصحة التي يحاول مسؤولي الإقليم "تلميعها". وحاصر العشرات من المواطنين يتقدمهم حقوقيون بالإقليم، الوزير أناس الدكالي، خلال تفقده لمرافق المستشفى الإقليمي بزاكورة، حيث بسطوا أمامه جملة من المشاكل التي يتخبط فيها قطاع الصحة بالإقليم، مستنكرين محاولات المسؤولين تقديم صورة "مغلوطة" و"مخالفة" للواقع، خوفا من "غضبة الوزير". وفي هذا الصدد، قال عثمان رزقو رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بزاكورة، في تصريح لجريدة "العمق" إن عشرات المواطنين والحقوقيين حجوا إلى المستشفى الإقليمي بزاكورة، طلبا للقاء وزير الصحة الذي يقوم بزيارة للإقليم، مشيرا أن تدخلات المواطنين الذين حاصروا الوزير عرت عن الواقع المزري للقطاع الذي يحاول المسؤولون تلميعه. رزقو كشف أن المواطنين الغاضبين أكدوا للوزير الدكالي أن الأطباء والممرضين الذين وجدهم في استقباله خلال زيارته، سيغادرون المستشفى عند نهاية هذه الزيارة مباشرة، مبرزين أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد "زواق خاوي" أعده المسؤولين لاستقباله فقط، متسائلين أن الوضع لو كان على ما يرام ما كان الناس ليموتوا بسبب غياب الأطباء، وما كانت سيارات الإسعاف لتنقل المرض لورزازت ومراكش. وأشار المتحدث ذاته، أن المواطنين تحدثوا بمرارة عن الوضع الصحي وأكدوا للوزير على أنه كارثي، مضيفا أنه تم تصحيح عدد من المغالطات التي يحاول المسؤولين تمريرها للوزير، مبرزا أن الدكالي قدم وعودا وأجوبة عامة من أجل تهدئة المواطنين الغاضبين. وأثار المواطنين الغاضبين قضية الموظف الغفيري البشير الذي توفي بسبب غياب الطبيب الجراح بالمستشفى، حيث أكد رزقو أن عائلته كانت حاضرة بقوة، وحكوا له بمرارة عن واقعة وفاة ابنهم بسبب الزائدة الدودية، كما سلموه ملفا، ووعدهم الوزير بفتح تحقيق في الواقعة، يضيف رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وأشار إلى أنهم أخبروا الوزير بأن الطبيب الجراح غير منضبط في عمله وكثير الغياب، وأنه تم إبلاغ المندوب ومدير المستشفى بالأمر أكثر من مرة لكن لا أحد منهم يقوموا بواجبه، مشيرا إلى أن وزير الصحة وصلته الرسالة كما يجب على لسان المواطنين وليس المسؤولين.