تخلد أسرة الطفلة "إيديا فخر الدين"، ابتداء من الأربعاء 11 أبريل الجاري، بقرية "تزكي"، ضواحي تنغير، الذكرى الأولى لوفاة الطفلة "إيديا" ذات السنتين، والتي توفيت إثر نزيف دماغي، بأحد مستشفيات مدينة فاس، بعد أن تعذر تلقيها للعلاج بمستشفى تنغير الذي لم يكن يتوفر على جهاز "سكانير". الذكرى الأولى لشهيدة "الحكرة والتهميش" يتزامن ومرور قرابة 10 أشهر على إعطاء الوزير السابق الحسين الوردي انطلاقة أشغال بناء المستشفى الإقليمي لتنغير، والتي توقفت بشكل كامل مؤخرا لتؤجل أحلام ساكنة 25 جماعة مكونة لإقليم تنغير في الحصول على مستشفى يقيها معاناة التنقل لمئات الكيلومترات لتلقي علاجات بسيطة. وتعود أسباب تأخر انطلاق الشطر الثاني من أشغال بناء المستشفى الإقليمي لتنغير الذي سيكلف ميزانية تقدر ب240 مليون درهم، بحسب ما كشف عنه مصدر مسؤول لجريدة "العمق"، إلى بطء الإجراءات الإدارية الروتينية وكذا بطء تحويل الاعتماد المالي المخصص لهذا الشطر من وزارة الصحة إلى وزارة التجهيز المكلفة بالأشغال. وأوضح المصدر ذاته، أن الإجراءات الإدارية هي التي تؤخر المشروع لحد الآن وأن الأهم قد تم انجازه حيث أن هناك دراسة للمشروع وهناك برمجة، وميزانية، مضيفا أن الدولة قامت بمجهود كبير وخصصت ميزانية لبناء المستشفى من المال العام ولم يعد هناك أي مبرر لتأخر انطلاق أشغال الشطر الثاني. وتابع المتحدث ذاته، أن زمن التنمية يهدره الزمن الإداري دائما، ومستشفى تنغير مثال على ذلك، حيث تنتظر ساكنة الإقليم بفارغ الصبر هذا المشروع منذ سنوات طويلة والذي لا يحتمل تشييده الانتظار أكثر خصوصا وأنه تم رصد ميزانية مهمة له، في حين أن الإجراءات الإدارية الروتينية هي التي تؤخر انجازه بشكل سريع. من جهته، قال ادريس فخر الدين، وهو والد الطفلة "إيديا" وحقوقي بالمنقطة، إن توقف الأشغال بمشروع المستشفى الإقليمي لتنغير الذي تنتظره الساكنة منذ سنوات "أمر مؤسف وقد صدمنا بذلك"، مستغربا من توقف الأشغال وما إن كان ذلك مرتبط فعلا بمشاكل إدارية أو أمور أخرى. وأضاف فخر الدين، أن وزارة الصحة لم تتفاعل مع حدث وفاة ابنته "إيديا" وما رافقه من حراك ونقاش عمومي حول الوضع الصحي بالمغرب، ولم تتفاعل أيضا مع مطالب المغاربة الذين تعاطفوا مع معاناة ساكنة إقليم تنغير آنذاك. وفي السياق ذاته، أشار المتحدث أن مستشفى تنغير لم يتم تجهيزه لحد الآن بالأطر الطبية الكافية لتغطية الخصاص الحاصل، ولا بالأدوية ولا بمختبر للتحاليل، مضيفا أن مستوصف قرية "تزكي" التي تنحدر منها الطفلة "إيديا" لا تزال بدون طبيب، على غرار عدد من الجماعات بإقليم تنغير. وشدد على ضرورة فتح نقاش عمومي في منظومة الصحة وإعادة النظر فيها، مؤكدا على أنه لا يمكن أن يبقى المغاربة رهائن لسياسة البنك الدولي، وأن "إديا" أصبحت رمزا للكفاح ليس فقط محليا بل على الصعيد الوطني من أجل خدمات صحية في المستوى. وتابع فخر الدين، أنه لا يمكن للتنمية أن تجد طريقها إلى هذه المناطق ما لم تكن هناك خدمات صحية محترمة، فالموظف والمستثمر وأي مواطن عاد لا يمكنه الاستقرار في منطقة لا تتوفر على مستشفى به أطر طبية ومجهز، ولذلك يضطر الكثيرون للهجرة إلى المدن الكبرى خوفا على أبنائهم. يشار أن عائلة الطفلة "إيديا" أعلنت عن برنامج الذكرى الأولى لوفاتها، والتي ستنطلق يوم الأربعاء المقبل، بإعداد وترميم قبر الطفلة إيديا تحت شعار "من أجل خطة وطنية لتأهيل المنظومة الصحية بالبلاد". وسيستمر برنامج الذكرى إلى غاية 14 من أبريل الجاري، عبر تنظيم شكل جماهيري ينطلق من قرية "تزكي" صوب المقبرة لتثبيت النصب التذكاري للشهيدة "إيديا"، مع وقفة احتجاجية أمام مستوصف القرية، تليها قراءة لإعلان الذكرى الأولى.