نظم عدد من التلاميذ والتلميذات بثانوية يوسف بن تاشفين، بمركز الجماعة القروية امسرير، الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم تنغير، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية رفعوا من خلالها شعارات تندد بواقع الوضع الصحي بالإقليم، وجهة درعة تافيلالت عامة. وجاء تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية من طرف تلاميذ الحركة الثقافية الأمازيغية "موقع امسرير"، إثر "الحدث المأساوي المتمثل في وفاة الطفلة ايديا فخر الدين، المنحدرة من جماعة تودغى العليا، بأحد مستشفيات فاس، نتيجة الإهمال الطبي، بعد نقلها إليه، بسبب قلة التجهيزات الضرورية بكل مستشفيات تنغير والرشيدية؛ وأمام تردي الخدمات الصحية المقدمة من طرف مختلف المؤسسات الصحية التابعة للمندوبية الإقليمية للصحة بتنغير"، وفق تعبيرهم. وردد التلاميذ المحتجون، في وقفتهم التضامنية مع أسرة الفقيدة "ايديا"، التي لقبت ب"شهيدة الحكرة والإهمال"، شعارات تنديدية بواقع الوضع الصحي بجميع مناطق إقليم تنغير، معتبرين غياب مستشفى إقليمي بتجهيزات وأطر طبية "دليلا على زيف الشعارات التي ترفعها الحكومة كل مرة، وزيف شعارات ومخططات الجهوية الموسعة وكل ما يوجد ببرامج هذه المخططات"، ومشددين على أنها "تبقي الأولوية دائما للمغرب النافع، رغم أن جهة درعة تافيلالت تتوفر على ثروات معدنية وسياحية مهمة"، حسب تعبيرهم. وعبر هؤلاء التلاميذ الغاضبون عن تنديدهم وتذمرهم من "السياسة الإقصائية المفروضة من طرف المسؤولين بمراكز القرار على مناطق أسامر وساكنته"، متسائلين عن "مصير ثروات البلاد المنهوبة"، ومؤكدين عزمهم الاستمرار في النضال من أجل حقوق سكان "المغرب غير النافع"، وفق التعابير المستعملة خلال الاحتجاج. وأشار أحد التلاميذ، مفضلا عدم كشف هويته، إلى أن هذه الوقفة "تأتي للاحتجاج على تعرض المواطنين بإقليم تنغير، وجهة درعة تافيلالت عموما، لممارسات لا تحترم إنسانيتهم وكرامتهم، ولا تستجيب لحاجياتهم الطبية، بفعل تفشي المحسوبية والزبونية ورفض الاستقبال وسوء الخدمات، وغياب التجهيزات الطبية". ورفع المحتجون شعارات من بينها: "لا للحكرة، لا للتهميش، لا للإقصاء الممنهج"، و"تنغير المنسية لا صحة لا تنمية"، و"علاش جينا واحتجينا على الحقوق اللي بغينا"، و"لا للعقاب الجماعي، نعم للحياة الكريمة"، مذكرين بأنهم سيشاركون في القافلة التضامنية مع عائلة الطفلة ايديا فخر الدين، المزمع تنظيمها يوم الأحد القادم، انطلاقا من ساحة المقاومة بتنغير. وكانت الطفلة ايديا فخر الدين انتقلت إلى مستشفى الإقليمي بعد سقوطها وارتطام رأسها بالأرض، بمسقط رأسها بدوار تزكي جماعة تودغى العليا إقليم تنغير، ليتم توجيهها إلى المستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية، الذي اتهمته عدة فعاليات بالتقصير والإهمال في حقها، ليتم بعدها نقلها بسيارة إسعاف إلى أحد المستشفيات بمدينة فاس، وهناك لبت نداء ربها، وأثارت وفاتها موجة استياء كبير وسط عدد من النشطاء الحقوقيين بمواقع التواصل الاجتماعي، متهمين إدارتي المستشفى الإقليمي لتنغير والمستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية بإهمالها.