أيها التلميذ المغربي العزيز، لا تحزن -يا صديقي- عما حصل، بل قل: لعله خير أقولها لك بلسان التلميذ الذي كنته والأستاذ الذي صرته. هل تعلم يا صديقي، -أني مثلك تعثرت في الدورة العادية، وكرهت الدورة الاستدراكية كرها جعلني أحيد عن المطلوب في مادة اللغة العربية التي صرت مدرسا لها، ومتخصصا في مباحثها ومبدعا بها. -أني مثلك أصبت بالإحباط واليأس، بدرجة جعلتني أؤذي جسدي أذية وشومها ما زالت إلى الآن شاهدة على طيش التلميذ الذي كنته. -أني أيضا أحسست مثلك بالغيرة من زملاء كنت أحس في قرارة نفسي أنني أفضل منهم، فسخروا مني عند رسوبي ونجاحهم. - أني – أيضا- مثلك قال لي -ذات يوم -أستاذ سلبي متكبر لن تنجح أبدا، فابحث عن "صنعة" تحفظ كرامتك. يا صديقي، قد كنت مثلك فكن اليوم وغدا مثلي: -أنصت إلى توجيهات أفراد أسرتك وأصفيائك كما أنصت لتوجيهات أسرتي وأصدقائي. -آمن بأن دعوات أمك تسمعها السماء كما آمنت بدعوات أمي فكان الخير العاجل والآجل. -تحدى الظروف والمقولات السلبية، وثق في قدراتك العقلية والجسدية، كما وثقت في قدراتي العقلية واعتذرت لجسدي الذي آذيته في لحظة طيش ومراهقة نفسية وفكرية. - ثر على كلام أستاذك السلبي كما ثرت على كلام أستاذي السلبي، الذي عندما رآني أحاضر في إحدى الندوات لم يصدق عينه، مما جعله يعانقني ويعتذر عما قاله حين ذكرته به. - يا صديقي، قل لمن انتقص من قيمتك الفرق بيننا هو السن والأيام دول، كما قلتها لأستاذ جامعي، أصبح اليوم يتحاشاني متى جمعنا محفل علمي أو أدبي خيفة إحراجه أو فضح جهله المركب. - يا صديقي، أثبت لأضرابك أنك ما زلت كما كنت دوما متفوقا عليهم في كل شيء، وجدد أناك وعزيمتك -يا صديقي، كن ما تريد بعد الباكالوريا لأفتخر بك وأستفيد منك كما يفتخر اليوم بي أساتذتي المنصفين الذين تشرفت بالتتلمذ على أيديهم في ما مضى وبصداقتهم اليوم. يا صديقي، صر أنا كما كنتُ أنا -في ما مضى – أنتَ. -يا صديقي، كلنا في حاجة إليك، أنا آخرك والبلد، فكن من رجالات هذا البلد. *شاعر وناقد مغربي باحث بمختبر دكتوراه الأدب والبناء الحضاري/تلميذ متعثر في سلك الباكالوريا