بعد قطيعة دامت أشهرا عقب الإطاحة به من رئاسة حزب العدالة والتنمية، ظَهَرَ عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق ل"حزب المصباح"، اليوم الثلاثاء، إلى جانب سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، الذي خلفه أيضا على رأس الأمانة العامة للتنظيم السياسي نفسه. ولم يظهر بنكيران في أي نشاط لحزبه منذ المؤتمر الوطني الأخير الذي نظم شهر دجنبر الماضي، وهي المحطة التي اختارت العثماني أميناً عاماً جديداً بعدما كان بنكيران يرغب في ولاية ثالثة، عقب تعديل قوانين الحزب التي تتيح ولايتين فقط، وبعد إعفائه من تشكيل الحكومة. وحصل اللقاء اليوم الثلاثاء بمقبرة الشهداء بالرباط حيث زار قادة "الحزب الإسلامي"، رئيس الائتلاف الحكومي، يتقدمهم العثماني وبنكيران وسليمان العمراني، قبر الراحل عبد الكريم الخطيب، مؤسس "البيجيدي"، الذي وافته المنية سنة 2008. ولم تكن العلاقة بين العثماني وبنكيران على ما يرام منذ سنوات، لكنها ازدادت تدهورا بعد إعفاء بنكيران من تشكيل الحكومة، إثر "بلوكاج" دام ستة أشهر وأنهاه الملك محمد السادس بتكليف العثماني خلفاً لرئيس الحكومة السابق؛ الأمر الذي لم يرق كثيرا من أعضاء حزب العدالة والتنمية وتسبب في أزمة داخلية بينهم. ولا تعود الخلافات بين سعد الدين العثماني وعبد الإله بنكيران إلى المؤتمر الأخير، بل إلى فترة سابقة، لكن ذكرى وفاة مؤسس الحزب فرضت منطق "العداوة ثابتة والصواب يكون" بينهما.