عيون دادس، نواحي ورزازات في إحدى روايات الأسطورة: محمد المنور: الباحث محمد المنور، في كتابه: الجنوب – الشرقي المغربي، تأمل حول امتلاك وتنظيم المجالات السوسيو – سياسية (دادس نموذجا)؛ وهو بصدد البحث عن الأصل الإيتيمولوجي والدلالي لاسم دادس من خلال التقليد الشفوي؛ يشير إلى رواية شفوية متعارف عليها في جل مناطق دادس – الأوسط، يظهر أن في وسعها رفع اللثام والإبهام عن مسألة هذه التسمية. مفاد هذه الرواية – الأسطورة أن أحد أولياء هذه المنطقة؛ مولاي بوعمران، أثناء رحلته التي قادته من فاس، استقر قريبا من هذه المنطقة برفقة أتباعه (مرافقيه): أيت سدرات. لقد اشتد الجفاف في هذه المنطقة الأولى التي حلوا بها: قرية ئميتر ((إحدى قرى أيت عطا الموجودة بين بومالن وتينغير؛ الهامش للمؤلف)). بعد جولة لكلابهم بالضواحي ذات يوم عادت وقوائمها (أرجلها) مبللة بالماء؛ الشيء الذي أثار انتباه المخيمين البائسين الذين قرروا تعقب آثارها إلى أن أطلوا على وادي مغطى بغابات، يعبره جدول غزير المياه. أمام هذا الاكتشاف المبارك، صاحت فئة من أتباع مولاي بوعمران قائلين: هو ذا "واد الكلب"، هتاف رد عليه الشريف بقوة قائلا: هذا الوادي سيكون بنعمة الله "واد باديس"، ومع مرور الزمان سيصبح "داديس" أو "دادس"(1). وقد أورد المؤلف الرواية الشفوية نفسها في كتاب: آخر له بعنوان: دادس، من التنظيم الاجتماعي التقليدي إلى الهيمنة الكولونيالية (القرنان 19 و20). وأصل الكتاب هذا هو أطروحة جامعية (دكتوراة دولة) (2). الرواية الثانية: محمد العمراني وفي رواية ثانية للأسطورة يرى محمد العمراني أن "الذاكرة المحلية تجعل الولي «أباعمران» أول مستقر بالمنطقة، حيث أتى إليها بعد وفاة إدريس الثاني هربا من بني العافية، وتضيف الرواية الشفوية أنه حينما قدم الولي إلى المنطقة وجدها عبارة عن غابات كثيفة الأشجار وبها العديد من الحيوانات المتوحشة، فإذا بكلابهم التي كانت تجوب الواحة أتت عائدة إليهم وأرجلها مبللة بالمياه، ما أثار انتباه أبي عمران، وأفراد من قبيلة سدراتة التي استقدمها معه من الأطلس المتوسط. فاقتفوا آثار الكلاب حتى وصلت بهم إلى نهر غزير المياه، فنطق أحد أتباع الولي: «ها هو واد الكلب». الأمر الذي لم ينل إعجابه، ورد عليهم قائلا: «سيكون إنشاء الله واد بادس». ومع التداول أصبح: واد دادس."(3). (1)EL MANOUAR, Mohamed (2004) Le Sud-Est Marocain, Reflexion sur l'occupation et l'organisation des espaces sociaux et politiques (le cas du Dades), impression Phediprint, p.15. (2)EL MANOUAR, Mohamed (2012) Dades, de l'organisation sociale traditionnelle à la domination coloniale XIXème – XXème siecles, T.1, Publication de l'Institut Royal de la culture Amazighe, p. 65-66. (3) محمد العمراني: "دادس، إشكالية التسمية"، طالب باحث في علم الاجتماع والتاريخ؛ كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الحسن الثاني، المحمدية: http://www.dades-infos.com/?p=19581 *باحث في الأنثروبولوجيا