على بعد ساعات من وصول رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، رفقة وفد وزاري، عشية اليوم الجمعة إلى الجهة الشرقية، تُواصل ساكنة جرادة خطواتها النضالية التصعيدية بإضراب عام شل جميع المرافق بالمدينة التي تعيش على إيقاع الاحتجاجات منذ شهور. وقال نشطاء الحراك في تصريحات لهسبريس إن الاستجابة لدعوات الإضراب العام كانت شاملة بنسبة مائة في المائة، إذ أغلقت جميع المحلات التجارية في انتظار خروج مسيرة شعبية حاشدة نحو ساحة الشهداء، مرفوقة بألواح يحملها عمال "الساندريات" مكتوب عليها رقم "45"، في إشارة إلى عدد ضحايا آبار الفحم. وحول اللقاء المرتقب أن يقوم به رئيس الحكومة غداً السبت مع فعاليات بالجهة، قال الناشط الحقوقي محمد الفازيقي إن السلطات طلبت من ممثلي الساكنة أن يلتقوا العثماني في مدينة وجدة، ولكن أغلب المواطنين رفضوا ذلك، وأكدوا أن اللقاء يجب أن يكون في جرادة. وأبلغ نشطاء الحراك السلطات المحلية بأن "الساكنة لا تُريد مناقشة الملفات المطلبية المعروفة، بل تُريد من العثماني أن يأتي بحلول عملية لإنقاذ المدينة وتوفير بديل اقتصادي حقيقي"، وأشاروا في تصريحات لهسبريس إلى أن "السلطات وجهت تعليمات إلى مختلف برلمانيي الجهة من أجل التواجد في لقاء العثماني لإنجاحه". بدوره، أكد عزيز بن عبو، الناشط في "حراك جرادة"، أن الطريقة التي أعلن بها العثماني زيارته إلى الجهة ترفضها الساكنة؛ "لأنها لا تأتي تجاوباً مع الحراك الذي تشهده المدينة، بل في سياق الزيارات الحكومية إلى الجهات والأقاليم". وقال بن عبو في تصريح لهسبريس: "لا يُمكن لمدينة لديها مطالب واضحة وقدمت تضحيات أن تتم معالجة مشاكلها داخل مجلس الجهة بوجدة، وإدراجها كنقطة ضمن جدول أعمال البرنامج". ودعا الناشط رئيس الحكومة إلى زيارة جرادة للوقوف على الأوضاع بشكل مباشر وتقديم أجوبة آنية؛ "لأن المطالب واضحة منذ أزيد من 50 يوماً"، وفق تعبيره. وللشهر الثالث على التوالي، يطالب الحراك الشعبي في جرادة بتدخل حكومي عاجل لإنقاذ مدينة الفحم وتوفير بديل اقتصادي يرقى إلى تطلعات الساكنة والتضحيات التي قدمتها جراء استمرار سقوط "شهداء الرغيف الأسود"، خصوصا بعد مصرع شاب ثالث قبل أيام، بعد انهيار منجم عشوائي. ومن المرتقب أن يقدم العثماني تصور الحكومة لتنمية الجهة الشرقية، خصوصا النهوض بقطاعات الفلاحة وتوفير مناصب الشغل وبناء مؤسسات وطرق جديدة لفك العزلة عن المناطق التي تُطالب بنصيبها من التنمية.