بعد حوالي 20 يوماً من التظاهر والوقفات الاحتجاجية، تُواصل ساكنة جرادة أشكالها النضالية المختلفة تعبيراً منها على عدم رضاها على الوعود المقدمة من قبل الحكومة في شخص عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، إذ من المرتقب أن تشهد المدينة يوم السبت المقبل مسيرة إقليمية حاشدة في اتجاه ساحة "الشهداء" الشهيرة، حسب البرنامج الذي أعلن عنه نشطاء الحراك الشعبي. وبالرغم من المبادرات التي أعلن عليها المسؤول الحكومي المشرف على القطاع واستدعاء باشا مدينة جرادة لممثلي الحراك قصد حضور لجنة متابعة مخرجات الحوار خلال الأسبوع المقبل، فإن الحسين كرماط، الكاتب العام المحلي للاتحاد المغربي للشغل، أشار إلى أن "الساكنة سطرت برنامجاً نضالياً تأكيداً منها على عدم رضاها على الوعود المقدمة من قبل المسؤولين، والتي تعتبرها الساكنة لا ترقى إلى مستوى التطلعات والتضحيات التي قدمتها المدينة منذ إغلاق مناجم الفحم". وشدد النقابي بفرع جرادة، ضمن تصريح لهسبريس، على أن واقع المدينة يتطلب حلولاً استعجالية وتوفير مناصب شغل قارة، خصوصا أن نسبة البطالة تصل إلى 37 في المائة حسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط. في المقابل، يرى وديع العتابي، المدير الجهوي للطاقة والمعادن في وجدة، أن إخراج المبادرات الوزارية يتطلب بعض الوقت ولا يمكن بين عشية أو ضحاها تحقيق جميع المطالب المرفوعة، وقال في حديث مع هسبريس إن هناك لجانا تشتغل على إتمام الملف الاجتماعي للعمال السابقين بمفاحم المغرب، والشروع في إنجاز مشاريع استثمارية بالمنطقة قد توفير بدائل اقتصادية. وبخصوص الحلول الآنية، أوضح العتابي أن "الوزارة طلبت من عمال "الساندريات" تأسيس شركات قانونية لتسويق الفحم مقابل مضاعفة المراقبة بالنسبة إلى رخص الاستغلال وأن المساطر القانونية ستطبق على جميع المخالفين"، وأبرز أن "الشركات وضعت طلبات الملاءمة، وأن اللجان المختصة تعكف على دراسة أزيد من 600 رخصة؛ وهو الأمر الذي يتطلب وقتاً لمعالجة جميع الملفات". وأضاف المسؤول الجهوي أن الحلول المستعجلة تتضمن "ربط الآبار المهجورة وغير المستغلة مع تشجيرها وإعطاء الأولوية لعمال الساندريات للعمل في هذا الورش، بالإضافة إلى قيام قافلة طبية بتشخيص الأمراض الناتجة عن السيليكون لفائدة جميع العاملين مع ضمان مجانية العلاج". ويتضمن البرنامج أيضاً مواصلة الاستثمار الطاقي بإقليمجرادة، يضيف المصدر ذاته الذي أورد أن هناك مشاريع لبرمجة إنجاز محطة حرارية جديدة بإقليمجرادة ستسهم في توفير مناصب شغل جديدة. وكان عزيز الرباح قد أعلن، في إطار تجاوب الحكومة مع مطالب ساكنة إقليمجرادة، عن سلسلة من المبادرات، همت على الخصوص مضاعفة المراقبة لرخص الاستغلال والقيام بدراسات لإيجاد حل لتأمين المواقع المنجمية القديمة والتعاقد مع مكتب للدراسات قصد القيام بدراسة لجميع آبار الفحم الموجودة بجرادة، وإغلاق الآبار غير المستعملة لتجنب المخاطر، وإحداث مديرية إقليمية لوزارة الطاقة والمعادن بجرادة.