تراجع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، عن زيارة مدينة جرادة، التي كانت مقررة نهاية الأسبوع الجاري. وأبلغت قيادات الحراك بأن رئيس الحكومة سيحل بعاصمة الشرق وجدة، عِوَض جرادة، حيث ينتظر أن يستقبل قادة الحراك هناك لمناقشة مطالبهم. وقال عزيز بن عبو، الناشط في "حراك جرادة"، والملقب بعزيز الرش، في تصريح ل"اليوم 24″، صباح اليوم الأربعاء، إن قيادات حراك المدينة، أبلغت أمس الأربعاء، من طرف السلطات المحلية، بأن تنتدب ثلاثة من ممثليها، لحضور لقاء مع العثماني، السبت المقبل، في مقر جهة الشرق بوجدة. وأضاف الرش، أن "الحراك" الذي طالب منذ بدايته بزيارة وفد حكومي يقوده العثماني، للاطلاع عن كثب على مآسي المدينة، وفتح الحوار المباشر مع ساكنتها، يرفض بشكل قاطع "تهريب" نقاش جرادة إلى وجدة، وتقزيم مطالب الساكنة، لتصبح نقطة ضمن عدد من المواضيع المدرجة في جدول أعمال الزيارة. وأمام هذا التطور الأخير في مسار الحوار مع المسؤولين الحكوميين، طالب نشطاء "حراك جرادة"، بتصريح رسمي يوضح مسار اللقاء المرتقب ما بينهم وبين العثماني، متشبثين بأن لا حوار على مشاكل المدينة إلا فيها. أهالي المنطقة والنشطاء، الذين رفضوا عروض الحكومة السابقة، التي قدمها كل من الوزيرين عزيز رباح وعزيز أخنوش، كانوا قد أعلنوا عن خطوات احتجاجية غير مألوفة، ضمنها خروج النساء في المظاهرات باللباس الأبيض، تشبها بلباس أرامل شهداء "الساندريات"، وحمل لافتات كتب عليها الرقم "45" الدال على عدد شهداء آبار الفحم الحجري، وخروج الرجال للتظاهر بلباس عمال "الساندريات". يشار إلى أن "حراك جرادة" انطلق منذ شهر دجنبر الماضي، نتيجة الزيادة في أثمنة فواتير الماء والكهرباء، وتأجج بسقوط "شهيدي الفحم" نتيجة انهيار في منجم للفحم الحجري، ليتفاقم الوضع أكثر بعد سقوط شهيد ثالث قبل أسبوع من اليوم.