أفادت مصادر محلية أن نشطاء « حراك جرادة » قرروا استقبال الوفد الوزاري، الذي يضم وزراء في حكومة العثماني، بالاحتجاجات، حيث خرج سكان مدينة جرادة، صباح اليوم الأربعاء (03 يناير 2018)، في مسيرات احتجاجية، من العديد من أحياء المدينة. وتأتي إحتجاجات سكان جرادة هاته، على وفاة « شهيدي الفحم » داخل منجم ، والتي وصلت اليوم الاربعاء، ليومها الثالث عشر على التوالي مرافقة لزيارة الوفد الوزاي بقيادة عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن. واوضحت مصادر « فبراير » أن المسيرات الاحتجاجية بالمنطقة جاءت من مناطق مفترقة متجهة صوب ساحة البلدية، التي أصبح يطلق عليها المحتجون « ساحة الشهداء »، والتي أصبحت تعرف وقفات احتجاجات يومية منذ وفاة عاملين « شقيقين » منجميين الأسبوع الماضي. هذا وفي نفس السياق قال عزيز الرباح، وزير الطاقة والمعادن، مساء أول أمس إنه سيزور مدينة جرادة اليوم الأربعاء رفقة أعضاء آخرين من الحكومة » للحوار مع ممثلي المحتجين وجرد مطالبهم للعمل على الاستجابة للمستعجل منها ومواصلة الحوار حول المطالب التي تحتاج بعض الوقت ». وأوضح الوزير في جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين مساء الثلاثاء على أن أي احتجاج في مدينة جرادة، أو غيرها، تتعاطى معه الحكومة بشكل إيجابي، ووفق استراتيجية الإنصات والإنجاز، مبرزًا أنه ليست هناك مقاربة أمنية لمواجهة الاحتجاجات بالمدينة. وكشف الوزير أن الدولة استثمرت حوالي 12 مليار درهم في مدينة جرادة، في الفترة الممتدة ما بين 2003 و2017، في مشاريع للطاقة والمعادن ومشاريع اجتماعية والتنمية البشرية. واعتبر الرباح أنه » ليس هناك مقاربة أمنية في التعامل مع احتجاجات جرادة »، مضيفا: « الحكومة تتجاوب مع كل الانتقادات حتى من الفاعلين في الحراك ». هذا وقد دعا مجمموعة من النشطاء على الفيسبوك منذ مساء أمس للتعبئة لإستقبال الوفد الوزاري على إيقاع الغليان الإحتجاجي، بملابس عمال « الساندريات »، حاملين نعوشا كتبت عليها عبارة « شهيدي الفحم « ، مرددين بذلك شعارات تطالب بتوفير بديل اقتصادي لسكان المدينة « . واوضح مصدر » فبراير » أن » الإحتجاجات مازالت متواصلة في المنطقة بعدما بلغت اليوم الأربعاء يومها الثالث على التوالي » و يضيف المصدر » أن هذا الاحتقان الاحتجاجي جاء حدادا على وفاة » شهيدي الفحم » وكذا للمطالبة ببديل اقتصادي يقي شباب المنطقة من أزمة البطالة التي يتخبطون فيها ». وللإشارة فإن هذه الاحتجاجات، جاءت مرافقة لحالة الإحتقان الشديد، إثر الاحتجاجات التي شهدتها المدينة منذ الخميس الماضي، بعد توقيف ثلاثة من المحتجين على غلاء فواتير الكهرباء . ويذكر أن الشقيقين » شهيدي الفحم » لقيا مصرعهما داخل بئر للفحم الحجري بمدينة جرادة بعد انهيار البئر المعروفة محليا باسم » الساندريات » أثناء قيامهما بعملها في استخراج الفحم الحجري.