من المنتظر أن يحل سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بمدينة جرادة، نهاية الأسبوع الجاري، على رأس وفد من الوزراء للوقوف على مشاكل الساكنة التي فجرت حراكا مستمرا إلى الآن. أهالي المنطقة والنشطاء، الذين رفضوا عروض الحكومة السابقة، التي قدمها كل من الوزيرين عزيز رباح وعزيز أخنوش، أعدوا "استقبالا" خاصا للعثماني ووفده، حيث أعلنوا عن تنظيم مسيرة حاشدة، يوم وصولهم، ابتداء من الساعة الواحدة ظهرا. وأطلق "حراك جرادة" برنامجا احتجاجيا جديدا، سيفتتح اليوم الثلاثاء، بمسيرة يرفع فيها المتظاهرون "الورقة الصفراء" في وجه الحكومة، لمطالبتها بتدخل عاجل لإنهاء أزمة تفجرت منذ ما يقارب الشهر والنصف. وقال نشطاء في حراك المدينة، إن لجان الأحياء التي عقدت مساء أمس الإثنين، سطرت برنامجا جديدا، يضم خطوات احتجاجية متنوعة إلى غاية يوم الأحد المقبل، موزعة بين مسيرة بالشموع وإضراب عام، ومسيرة إقليمية. واتفقت قيادات حراك المدينة على خطوات احتجاجية غير مألوفة، ضمنها خروج النساء في المظاهرات باللباس الأبيض، تشبها بلباس أرامل شهداء "الساندريات"، وحمل لافتات كتب عليها الرقم "45" الدال على عدد شهداء آبار الفحم الحجري، وخروج الرجال للتظاهر بلباس عمال المناجم. يشار إلى أن "حراك جرادة" انطلق منذ شهر دجنبر الماضي، نتيجة الزيادة في أثمنة فواتير الماء والكهرباء، وتأجج بسقوط "شهيدي الفحم" نتيجة انهيار في منجم للفحم الحجري، ليتفاقم الوضع أكثر بعد سقوط شهيد ثالث قبل أقل من أسبوع.