اتهم معتقلو حراك الريف، خلال جلسة المحاكمة التي انطلقت صباح اليوم بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، النيابة العامة بتمرير المغالطات، عبر تضمينها شريط فيديو يزعم المتهمون أنه "يعود للحوثيين والدواعش". وانتفض المعتقلون، خلال جلسة استنطاق المتهم السابع في الملف عبد الخير اليسناري، على عرض المحكمة فيديو لشخص ملتحٍ، يحمل سكينا ويظهر بجانبه سلاح ناري، وهو الشريط الذي تم العثور عليه في شريحة هاتف المتهم المذكور، إذ طالبوا المحكمة بإدراج الصوت في الفيديو حتى يتسنى معرفة هوية الشخص الظاهر بالشريط. وقال المتهمون، وعلى رأسهم ناصر الزفزافي قائد الحراك: "لا علاقة للحوثيين بنا، وما علاقة داعش بنا، كفى إلصاقا للتهم بنا"؛ فيما كان حميد المهداوي، مدير الموقع الإخباري بديل، المتابع ضمن الملف، يصرخ من القفص الزجاجي: "جاتني الخلعة، هذاك داعشي وليس بمغربي". كما شككت هيئة دفاع المعتقلين في مضمون شريط الفيديو، وهوية الشخص الظاهر به، حيث قالت إحدى المحاميات: "أجزم أن الشخص سوري أو يمني"، مطالبين المحكمة بإدراج الصوت ليتسنى التأكد من ذلك؛ وهو ما رفضه رئيس الجلسة. ونفى المتهم، خلال مرحلة استنطاقه، أن يكون على علاقة بالشريط المذكور، مؤكدا أن "الفيديو الذي يظهر فيه هذا الشخص وصلني عبر الواتساب ولا علاقة لي به". وبعد رفع الجلسة إثر توترها، وعودتها من جديد إلى التداول في القضية، تبين من خلال بث صوت الفيديو أن الشخص يتوعد بالقيام بأعمال إرهابية في المملكة العربية السعودية. وبخصوص الحساب الفايسبوكي " خير الدين اليسناري" الذي تم عرضه بالقاعة من لدن الرئيس علي الطرشي والذي يتضمن تدوينة تحمل تحريضا على العنف، نفى المتهم أن يكون له، مؤكدا على أن "اسمي هو عبد الخير اليسناري وليس خير الدين، وهذا الحساب لا علاقة لي به". وعبّر المتهم، طوال فترة استنطاقه، على قدرته في الجواب عن أسئلة القاضي والنيابة العامة، إذ طلب في أكثر من مرة من دفاعه بتركه يقوم بالإجابة. وعرضت المحكمة صورة للمتهم وهو يشارك في إحدى المسيرات، والتي أكد أنها كانت الوحيدة التي حضرها والمتعلقة بمسيرة الرد على بلاغ الأغلبية الحكومية التي اتهمت المحتجين ب"الانفصال". وأوضح أن مشاركته فيها جاءت بالنظر إلى "وطنيتنا التي أخرجتنا بعد التشكيك فينا، وقد خرجت طوعا وليس إرضاء لأحد". ولفت، وهو يبرر أسباب المشاركة بالمسيرة التي نظمت في ماي من السنة الماضية، إلى أن "أبناء الريف يرفضون هذه الادعاءات، ولم نرض بها، وخرجنا للرد عليها". واستعرض المتهم ظروف اعتقاله من الحسيمة، إذ أكد أنه جرى اقتحام منزله وهو نائم رفقة أبنائه: "تهجموا عليّ، وأسقطوا زوجتي أرضا". وشدد المتهم السابع، المتابع بأربع تهم من بينها العصيان المسلح، على أنه تعرض للتعنيف وشاهد وسمع أمورا خطيرة في الحسيمة وأناس تجري دماؤهم، مؤكدا أن له مشاكل مع ضابط هناك. وتابع وهو ينتقد طريقة تعامل الفرقة الوطنية معه أثناء مرحلة التحقيق، متسائلا: "هل أنا من البوليساريو حتى يتم اختطافي في طائرة؟"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه حرم في الأيام الثلاثة الأولى من التواصل مع المحامين ومع الأسرة. وشهدت الجلسة، التي جرى رفعها من لدن القاضي إلى حين تهدئة الأوضاع، مشادات بين دفاع معتقلي حراك الريف ودفاع الطرف المدني، الذي كان يستفسر المتهم حول الشعارات التي رفعت في المسيرة وما إن كانت لها علاقة بإهانة المطالبين بالحق المدني؛ وهو ما رفضه دفاع الموقوف على اعتباره متهما وليس شاهدا.