ركزت الصحف الصادرة اليوم السبت في بلدان اوروبا الغربية اهتماماتها على تشكيل ائتلاف حكومي في ألمانيا و تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المهينة في حق بعض البلدان المصدرة للهجرة والوضع في كاتالونيا في أفق تشكيل الحكومة الإقليمية المقبلة. ففي المانيا، سلطت الصحف الضوء على الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل اليه بين المحافظين بزعامة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والاشتراكيين الديمقراطيين لتشكيل ائتلاف حاكم. وتساءلت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" هل يمكن للائتلاف الكبير المحتمل أن يشكل انطلاقة سياسية رائعة وأن يتيح سياسة استشرافية ؟"، مشيرة الى أن ذلك "كان بالكاد ممكنا مع شركاء متعددين، لذلك، وجد الاتحاد المسيحي والحزب الديمقراطي الاشتراكي ما تفتقر إليه مباحثات جامايكا في نهاية المطاف: الرغبة في التوصل إلى حل توفيقي كانت هناك حاجة ماسة اليه بعد نتائج الانتخابات التشريعية المعقدة، بحسب الصحيفة. وكتبت صحيفة (لانديزتسايتونغ ) "لم يكن بإمكان المرء أن يتوقع أي شيء أكثر من الرغبة في التوصل إلى حل توفيقي في أفضل معنى للكلمة، كما أبان عن ذلك الشركاء المحتملون الثلاثة في الائتلاف وهو أمر جدير بالاشادة"، مشيرة الى أن الأحزاب الثلاثة تسعى إلى تبني أسلوب سياسي "يثير النقاش العام" و "يجعل الاختلافات واضحة". وأضافت انه "في المستقبل، يريد كل حزب أن يحكم ويعارض، وهي الطريقة التي يمكن بها تعريف حكومة انتقالية ". وعلقت يومية "زود دويتشه تسايتونغ "على نتائج المباحثات التمهيدية بكونها "حبة دواء مرة" ومع ذلك ترى الصحيفة أنه سيكون من الصواب والمهم للاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي بدء المفاوضات حول ائتلاف كبير بشكل سريع بعد مباحثات عسيرة ومضنية. من جانبها ، اعتبرت صحيفة "شفاربيشه تسايتونغ " أنه "لا تزال هناك مفاجآت سارة في العالم: مفاوضون عانوا الامرين لمدة 24 ساعة، وتفاوض المستشارة الالمانية لفترة أطول مما تطلبه اتفاق مينسك للسلام، والنتيجة مقنعة حيث سيتم استثمار فرص الائتلاف الكبير : المزيد من العدالة والمزيد من الاستثمارات ولكن قبل كل شيء بداية جديدة لأوروبا. وفي فرنسا، كتبت صحيفة "لوموند" أن أنغيلا ميركل وزعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي مارتن شولتس مهدا الطريق لتجديد ائتلافهما، مبرزة أنه مع التوصل الى اتفاق أمس الجمعة، الذي يأتي بعد ثلاثة أشهر ونصف من الانتخابات البرلمانية في 24 شتنبر 2017، وبعد شهرين تقريبا من فشل المحاولة الأولى في تشكيل ائتلاف بين المحافظين والليبراليين والخضر، تم قطع مرحلة هامة في مسلسل من المنتظر ان يسفر عن تشكيل حكومة جديدة وأضافت الصحيفة ان "هذه " ليست سوى محطة" حيث سيقرر يوم الأحد 21 يناير، الحزب الديمقراطي الاشتراكي ، خلال مؤتمر استثنائي في بون ما اذا كان سيزكي على هذا الاتفاق ام لا. من جانبها، اشارت صحيفة "ليبراسيون" تحت عنوان "في المانيا، ائتلاف كبير وارتياح كبير لانغيلا ميركل" انه بعد مشاورات طويلة، توصل الاتحاد المسيحي والاشتراكيين الى اتفاق مبدئي لتشكيل حكومة. واضافت اليومية "واخيرا وثيقة من 28 ورقة وارضية للتفاهم ومسالك جدية"، مبرزة انه بعد حوالي 4 أشهر على الانتخابات التشريعية، من المنتظر اطلاق مفاوضات رسمية من اجل تشكيل ائتلاف حاكم بين الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي. واعتبرت ان "هذا الاتفاق المؤقت هو بلا شك انفراج كبير على الأقل بالنسبة لميركل: في حالة فشل هذه المفاوضات، من المحتمل اجراء انتخابات جديدة في خريف عام 2018. وهو احتمال محفوف بالمخاطر بالنسبة للمستشارة". وفى بريطانيا، ركزت الصحف على الغاء الرئيس الامريكي للزيارة التي كان يعتزم القيام بها الى لندن حيث كان من المحتمل أن يتم استقباله بمظاهرات. وذكرت صحيفة "ديلى ميل" ان السفارة الامريكية ستفتح ابوابها يوم 16 يناير الجاري ولكن ليس من المقرر تدشينها رسميا قبل نهاية فبراير المقبل. من جانبها، اشارت صحيفة "ديلي تلغراف" الى رد فعل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي عبر عن رفضه لتصريحات صادق خان وجيريمي كوربين زعيم المعارضة العمالية بشان زيارة دونالد ترامب الى لندن ، معتبرا أن الموقف الذي أظهره هذان السياسيان يؤثر على العلاقات العريقة بين لندنوواشنطن. وذكرت صحيفة "التايمز" ان العلاقة "الخاصة" بين واشنطنولندن قد تأثرت عبر العديد من محطات التوتر، وكان آخرها في نوفمبر الماضي عندما أعاد ترامب نشر مقاطع فيديو عبر تويتر معادية للمسلمين كانت قد نشرتها مجموعة بريطانية يمينية متطرفة . وفي إسبانيا، ركزت الصحف على نوايا تصويت الإسبانيين والوضع في كاتالونيا في أفق تشكيل الحكومة الإقليمية المقبلة. ونشرت (إل باييس) نتائج استطلاع للرأي والتي كشفت على أن حزب الوسط شيودادانوس احتل المرتبة الأولى في نوايا التصويت ب 1ر27 في المائة، متقدما على الحزب الشعبي الحاكم ب 2ر23 في المائة، والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، أكبر أحزاب المعارضة ب 6ر21 في المائة. وذكرت (إلموندو) من جانبها أن المحكمة العليا الإسبانية رفضت تمكين النائب السابق لرئيس كاتالونيا أوريول خانكيراس من الخروج من السجن لحضور الدورة الأولى للبرلمان الإقليمي الجديد، لكنها أمرت هذا البرلمان بتمكين خانكيراس ونائبين آخرين معتقلين في إطار قضية مسلسل الانفصال من تفويض تصويتهم. من جانبها، أكدت (آ بي سي) أن المحكمة الدستورية ستلغي أية محاولة للتنصيب عن بعد لكارلس بيغديمونت رئيسا مقبلا للحكومة الكاتالانية، مما سيؤدي إلى إرجاء تفعيل الفصل 155 من الدستور والذي بموجبه تقوم السلطة المركزية بإدارة مؤسسات الإقليم بشكل مباشر. وفي بلجيكا، علقت الصحف على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المهينة في حق بعض البلدان المصدرة للهجرة. وأشارت صحيفة (لوسوار) إلى أن تصريحات ترامب في حق عدد من البلدان الإفريقية والسالفادور وهايتي خلفت موجة من الغضب والإدانة عبر العالم. وجاء في عمود للجريدة أن تصريح ترامب ذو طبيعة عنصرية مضيفا أن العنصرية ليست تعبيرا عن رأي بل إنها جريمة، مشيرا إلى أنه لم يسبق لرئيس أمريكي أن تمادى في التمييز العنصري بهذا الشكل. من جانبها، كتبت يومية (لاليبر بلجيك) أنه " وبعدما شبه المكسيكيين بمهربي المخدرات والمغتصبين، وبعدما استهدف المسلمين في قراراته المثيرة للجدل المتعلقة بدخول التراب الأمريكي، وبعدما وضع العنصريين البيض في نفس الكفة مع معارضيهم خلال مظاهرات شارلوتفيل، يؤكد دونالد ترامب بتصريحاته الأخيرة توجهه العنصري. أما صحيفة (ليكو) فنقلت من جانبها " ردود الفعل الكثيرة " أمس الجمعة بعد تصريحات ترامب مشيرة على الخصوص إلى الناطق باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الذي وصف هذه التصريحات بالعنصرية.