أولت صحف أروبا الغربية الصادرة اليوم الثلاثاء، أبرز اهتماماتها لعدد من المواضيع من ضمنها ، نتائج الانتخابات التشريعية بألمانيا، والحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتحدي الانفصالي الكاتالاني، والمفاوضات الأوروبية البريطانية حول البريكزيت. ففي ألمانيا واصلت الصحف اهتمامها بنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في البلاد اول امس الاحد. واعتبرت صحيفة "ستوتغارتر تسايتونغ"، ان نتائج الانتخابات هي "عار" إذ أنه لم يسبق لمستشار من الحزب الديمقراطي المسيحي ان تولى الحكم و حزبه بمثل هذا الضعف، غير أن ميركل، تضيف الصحيفة، تقول أنها حققت أهدافها الاستراتيجية وأهمها الدفاع عن سلطتها. وكتبت صحيفة "لودفيشبورغر كرايس تسايتونغ" أن ميركل ما فتئت تنقذ تحالفاتها من خلال التوفيق بين الاتحاد المسيحي وشركائه، لكن لا يمكنها القيام بذلك مع الاتحاد المسيحي الاجتماعي "المحبط" من النتائج التي سجلها في الانتخابات. وقالت الصحيفة إن فجر المستشارة سيبدأ بالتوقيع على اتفاق "جامايكا" مع الحزب الديمقراطي الحر والخضر ، متوقعة أن تحقيق ذلك سيتطلب وقتا طويلا. وعادت صحيفة "راين بفالتس" الى الحملة الانتخابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي مني بخسارة كبيرة في الانتخابات، معلقة أن عامة الناس في المانيا منشغلون بامور جد مختلفة مثل ارتفاع معدل الجريمة وعبء الضرائب التي يتحملونها في بلد غني. وعلقت صحيفة "فرايه بريس" على النتائح التي حققها حزب البديل في ساكسونيا، مشيرة الى انه بدا اقوى من الحزب الديمقراطي المسيحي، لكنها اعتبرت أن انهيار الحزب في الانتخابات يشكل فرصة لاعادة البناء من خلال تشبيب اطره وتمكين السياسيين من إحداث فرق في الدولة الحرة. في السياق ذاته ، تناولت الصحف البلجيكية الاختراق الذي حققه اليمين المتطرف في ألمانيا، ورفض المجموعة الدولية لتنظيم استفتاء من أجل استقلال كردستان العراق. فتحت عنوان " الفوضى السياسية "، اعتبرت (لوسوار) في عمود لها أن الناخبين الذي مكنوا البديل من أجل ألمانيا من تحقيق نجاح في الانتخابات التشريعية لم يصوتوا بسبب قناعتهم بالفكر النازي ، بل كان تصويتهم تعبيرا عن غضبهم وعقابهم لقادة يبتعدون أكثر فأكثر عن واقع حياتهم اليومية. وفي السياق ذاته، كتبت (ليكو) أن التواصل السياسي لليمين المتطرف يزداد قوة بفضل اعتماده على الأفكار الجديدة للتسويق. وعلقت (لاليبر بلجيك) على تنظيم استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق ، مشيرة إلى أن جميع بلدان العالم تعارض هذه الخطوة باستثناء إسرائيل. وبالعودة الى سياق الانتخابات الالمانية كتبت صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية تحت عنوان "اشباح" ان هذه المرة لم يكن هناك عنف شارع ولا ازدراء للتدابير الديموقراطية ولا هوس العنصرية، فضلا عن ان المؤسسات الفيدرالية متينة كما ان "التراث الدستوري" الالماني يظل قاعدة الثقافة السياسية، مشيرة الى ان فرنسا حيث حصل حزب الجبهة الوطنية المتطرف على نسبة 20 في المائة في الانتخابات مقابل 13 في المائة بالمانيا ، ليست في موقع اعطاء الدروس لكن الانذار كان واضحا. من جانبها ذكرت صحيفة (لوموند) تحت عنوان " تحت صدمة نجاح اليمين" بان حزب البديل من اجل المانيا المعادي للاسلام واروبا، اصبح ثالث قوة سياسية ب12،6 من الاصوات و94 منتخبا. واضافت الصحيفة ان حزب البديل من اجل المانيا اليميني المتطرف لم يستطع بالتأكيد ازاحة المستشارة ، لكنه بلغ الهدف الذي حدده ، أي احتلال المرتبة الثالثة ، وراء المحافظين والاشتراكيين الديموقراطيين، موضحة انها المرة الاولى التي يلج فيها اليمين المتطرف البوندستاغ منذ الحرب العالمية الثانية . اما صحيفة (لوفيغارو) فقالت من جهتها انه يتعين على المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ، التعامل مع الشعبويين الذين يضمون تيارات متناقضة، ( المعارضون للاتحاد الاروبي، والمعادين للمهاجرين، والموالين لروسيا،واليمين المتطرف. في نفس الموضوع تساءلت صحيفة (لاتريبون دو جنيف) السويسيرية تحت عنوان " نهاية الاستثناء الألماني " عما إذا كانت انتخابات الأحد قد دقت ناقوس الخطر في ألمانيا التي شكل ماضيها النازي حصنا منيعا أمام عودة التيار القومي. وبالنسبة ل (24 أور)، فإن أنجيلا ميركل دخلت مرحلة من الضبابية بعدما أحرزت على أضعف نتيجة للاتحاد المسيحي لما بعد الحرب. وفي رأي (لو طون) فإن ألمانيا " مدعوة إلى إعادة تشكيل مشهدها السياسي بعد انتخاب عقابي غير مسبوق بالنسبة لحكومة ميركل، التي أصبحت مدعوة للبحث عن توافق مع الليبراليين والخضر بعدما أعلن الحزب الاجتماعي الديمقراطي اصطفافه في المعارضة. وفي موضوع آخر اهتمت الصحف الإيطالية بتنامي ظاهرة هجرة خريجي الجامعات إلى خارج إيطاليا و "الحرب الكلامية المستعرة" بين دونالد ترامب وكوريا الشمالية. وهكذا ، كتبت صحيفة "كوريري ديلا سيرا " في مقال بعنون "شباب يؤسسون حياتهم خارج إيطاليا" ، أن العديد من خريجي الجامعات الإيطاليين يفضلون البحث عن فرص عمل في أسواق شغل دولية خارج حدود بلدهم بسبب السياسات المعتمدة في البلاد والتي تركز على التشغيل بدل الاهتمام بالإنتاج والرأس المال البشري. وأضافت أن معطيات للمعهد الإيطالي للإحصاء تشير إلى أن 23 ألف شاب تترواح أعمارهم ما بين 15 و 39 سنة هاجروا سنة 2016 إلى الخارج ، مشيرة إلى أن هجرة العقول تكبد الاقتصاد الوطني خسائر تقدر بحوالي 14 مليار دولار سنويا، أي ما يعادل 1 نقطة مائوية من الناتج المحلي الإجمالي. وسجلت ان إيطاليا باتت لسوء الحظ تصدر بشكل متنامي أطباء ومهندسين وأخصائيين في الرعاية الاجتماعية والذين يقصدون على الخصوص المملكة المتحدة وسويسرا وفرنسا ، ما يدفع إلى التساؤل لماذا مواطني هذه الدول لا يهاجرون بشكل مكثف إلى إيطاليا. ودوليا ، تطرقت صحيفة "لاستامبا " إلى المخاوف الدولية التي أثارتها الحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، مسجلة أن تلك الحرب قد تتطور و تتسارع لتصبح أكثر تقلبا . واعتبرت صحيفة "لاريبوبليكا " أنه فى ظل دراسة الإدارة الأمريكية ومناقشتها للخيارات المتاحة أمامها للتعامل مع كوريا الشمالية، بما فى ذلك توجيه ضربة عسكرية استباقية و بيونغ يانغ بإسقاط القاذفات الاستراتيجية (الأمريكية) حتى في حال عدم وجودها في مجالها الجوي تقوض جهود إيجاد حل دبوماسى للنزاع حول برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بالمفاوضات الأوروبية البريطانية حول البريكزيت، وتهديد كوريا الشمالية. وتوقفت (الغارديان) عند الجولة الرابعة من المفاوضات حول البريكزيت التي انطلقت أمس الإثنين ببروكسل حيث أشارت إلى استمرار الخلاف بين الطرفين حول طريقة خروج بريطانيا من هذا التكتل. وأوضحت الجريدة أن الاتحاد الأوروبي يربط بدء المحادثات حول المرحلة الانتقالية بوفاء بريطانيا بشروط الخروج من الاتحاد والمتمثلة في حق المواطنين الأوروبيين المقيمين في المملكة المتحدة وإيرلاندا وفاتورة الخروج، في حين تطالب لندن ببحث العلاقات المستقبلية مع الاتحاد بالموازاة مع التزامها بشروط الاتحاد الأوروبي. وسلطت (الديلي تلغراف) الضوء على موقف الحزب العمالي من البريكزيت والذي اقترح، إذا ما عاد إلى السلطة، أن تبقى بريطانيا في إطار اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي بعد مغادرة هذا التكتل في مارس 2019. أما (الإينديبندنت)) فركزت على تصريحات وزير الشؤون الخارجية الكوري الشمالي الذي اتهم أمس الإثنين، بنيويورك، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ب " إعلان الحرب " على ببلاده. وواصلت الصحف الإسبانية اهتمامها بالتحدي الانفصالي في كاتالانيا، حيث كتبت إل بايييس أن رئيس شرطة كاتالانيا جوسيبي لويز ترابيرو لم يحضر اجتماع مسؤولي قوات الأمن، الذي دعا إليه مدير الحرس المدني دييغو بيرين دو لوس، والذي يعمل تحت إمرة النيابة العامة في كاتالونيا من أجل وقف القضاء للاستفتاء المتوقع تنظيمه في فاتح أكتوبر. وكتبت (إل موندو) أن " ترابيرو يتحدى النيابة العامة وهيئة القيادة التي وضعتها وزارة الداخلية " معتبرا أن هذه المبادرة تهدف إلى إظهار رفض شرطة كاتالونيا وضعها تحت وصاية قيادة موحدة مهمتها تنسيق جهود جهاز الأمن من أجل مواجهة الاستفتاء. أما (لاراثون) فأشارت إلى أن قرار مدير شرطة كاتالونيا بعدم حضور اجتماع القيادة الموحدة لقوات الأمن يعرضه إلى التوقيف عن العمل لعدم الامتثال للأوامر إذا لم يتم تقديمه أمام النيابة العامة اليوم الثلاثاء. وفي البرتغال، اهتمت الصحف بالعلاقات المتوترة بين الولايات المتحدةوكوريا الشمالية والتحدي الانفصالي في كاتالونيا. وكتبت (بوبليكو) أن كوريا الشمالية اتهمت واشنطن بإعلان الحرب عليها، مشيرة إلى أن من حقها التصدي للمقاتلات الأمريكية حتى ولو لم تحلق فوق أراضيها. ومن جانبها، أشارت (دو نوتيسياس) الى ان البرلمان الكاتالاني أدان أمس تعطيل موقعه الإلكتروني دون سابق إنذار في انتظار معرفة ما إذا كان الأمر يتعلق بهجوم على الموقع أو بمسطرة قضائية لوقف الاستفتاء المتوقع في الفاتح من أكتوبر. أما (دياريو دي نوتيسياس) فأشارت إلى أن النائب العام الإسباني خوصي مانويل مازا لم يستبعد أمس إمكانية إصدار الأمر باعتقال رئيس حكومة كاتالونيا كارلس بيغديمونت الذي يتشبث بتنظيم الاستفتاء حول استقلال كاتالونيا الأحد المقبل والذي تعتبره حكومة مدريد غير شرعي.