تناولت الصحف الصادرة اليوم الإثنين ببلدان أوروبا الغربية تطورات الأزمة الكاتالونية، والمفاوضات حول البريكسيت، ونتائج الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها في اليابان بالإضافة إلى عدد من المواضيع الوطنية. وهكذا، ركزت الصحف الإسبانية على الوضع بإقليم كتالونيا بعد قرار الحكومة المركزية تفعيل الفصل 155 من الدستور الذي يتيح التعليق الجزئي للحكم الذاتي الذي يتمتع به الإقليم وذلك في مواجهة التهديد الانفصالي . وكتبت صحيفة " البايس " أن حكومة ماريانو راخوي تستعد لإقالة رئيس الحكومة المحلية كارليس بيغدومونت انطلاقا من يوم السبت المقبل بالإضافة إلى إقالة نائبه أوريول جينكيراس والأعضاء 12 للحكومة المحلية للإقليم . كما ستعمل الحكومة المركزية على مراقبة 150 مسؤولا كبيرا في الإدارة المحلية لإقليم كتالونيا مع إزاحة كل من يتحركون ضد الشرعية . وأوضحت الجريدة أن الحكومة المحلية لمنطقة كتالونيا تواصل من جهتها تحدي مدريد وتؤكد أن لا نية لها في الدعوة إلى انتخابات جهوية وهي إحدى الحلول التي تم اقتراحها من أجل عدم تفعيل الفصل 155 من الدستور . وبدورها قالت صحيفة " إلموندو " أن كارليس بيغدومونت الرئيس الكتالاني يواصل رفضه لاستدعاء الناخبين إلى انتخابات جهوية قبل دخول تطبيق الفصل 155 من الدستور حيز التنفيذ والذي سيتم مباشرة بعد مصادقة مجلس الشيوخ على حزمة الإجراءات التي اعتمدتها الحكومة المركزية الإسبانية لمواجهة التحدي الانفصالي بمنطقة كتالونيا والمقررة يوم الجمعة المقبل . وأضافت الصحيفة أن بيغدومونت يريد أن يعقد البرلمان المحلي لكتالونيا بدوره يوم الجمعة المقبل جلسة لمناقشة الرد على تفعيل الفصل 155 من الدستور. ومن جهتها كتبت صحيفة " أ بي سي " أن الحكومة المركزية لمدريد تنوي في إطار تفعيل الفصل 155 من الدستور بكتالونيا تفكيك شبكة مستشاري دعاة الانفصال وهم حوالي 300 من الموظفين الكبار الذين عينتهم الحكومة المحلية والذين تقدر أجورهم الإجمالية بحوالي 6 ر 23 مليون أورو سنويا . وفي فرنسا، كتبت صحيفة (ليبراسيون) انه بعد اعلان ماريانو راخوي عن عزمه تنفيذ الفصل 155 من الدستور ، الذي يجرد البرلمان الكاتالاني من صلاحياته، اصبح المعسكران يتحديان بعضهما البعض بشكل اكبر،فيما يمكن ان يغير رد فعل كارلس بيدغمونت كل شيء الى غاية الجمعة. واضافت الصحيفة انه بعد اربعين سنة على اضفاء الصفة القانونية على الحكومة الكاتالانية التي عمل نظام فرانكو على ازالتها سنة 1939 ، ها هي نفس المؤسسة اليوم على وشك ان توضع تحت الوصاية من قبل مدريد. وتابعت الصحيفة باستثناء حصول مفاجأة ، او ان تدعو السلطات الانفصالية الى تنظيم انتخابات سابقة لاوانها، فان كاتالانيا ، ستصبح مسيرة منذ السبت من قبل الادارة التي يترأسها المحافظ ماريانو راخوي. من جانبها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان قرار مدريد اللجوء الى الفصل 155 وتعليق المؤسسات الكاتالانية شكل تطورا جديدا في هذه الازمة بين الحكومة المركزية الاسبانية ، والانفصاليين الكاتالانين، مشيرة الى ان الاكثر تفاؤلا لازالوا يعتقدون بوجود مخرج لتجنب ازمة المراقبة التامة للمؤسسات الكاتالانية. واضافت الصحيفة ان مدريد تنظر بعين الرضى لدعوة برشلونة الى انتخابات جهوية، حيث ستكون مستعدة لتجميد الفصل 155 في هذه الحالة. من جهتها اشارت صحيفة (لوموند) الى ان ماريانو راخوي لطالما اعتقد ان التهديد الوحيد لوضع الجهة تحت الوصاية، سيكون كافيا لدفع الحكومة الانفصالية الكاتالانية الى التراجع ، مبرزة انها قررت في الاخير وضع اجراءات مراقبة غير مسبوقة حيز التنفيذ. واوضحت الصحيفة ان الوضع تحت الوصاية سيتم بشكل تدريجي من اجل فرض احترام سلطة مدريد. وهيمنت أزمة كاتالونيا بدورها على عناوين الصحف البلجيكية حيث وصفت (لاليبر بلجيك) إجراءات التقليص من صلاحيات الحكم الذاتي في المنطقة والتي سيتم مناقشتها اليوم بمجلس المستشارين بمدريد ب"غير المسبوقة ". أما (لوسوار) فقد اعتبرت أن الصراع بين راخوي وبيغديمومنت انتقل إلى مرحلة جديدة مع تفعيل الفصل 155، مشيرة إلى أن الأمور خرجت على السيطرة في غياب حوار بين مدريدوبرشلونة. وفي موضوع آخر، اهتمت (لوسوار) برهانات الانتصار الذي حققه الوزير الأول الياباني المحافظ شينزو آبي في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها، حيث كتبت تحت عنوان " الانتخابات التشريعية في اليابان : طوفان آبي يأتي على الأخضر واليابس " أن الوزير الأول الياباني حقق انتصارا كاسحا في هذه الاستحقاقات ساعده في ذلك سياق دولي متوتر، وعدم الاستعداد الجيد للمعارضة. وأضافت أن انتصار آبي سيعطيه القدرة على تحقيق حلمه السياسي المتمثل في تعديل الدستور السلمي لليابان والذي يعود لسنة 1947 خلال فترة الاحتلال الأمريكي والذي شكل موضوع انتقاد القوميين اليابانيين. وفي سويسرا، تساءلت الصحف حول انعكاسات تعليق الحكم الذاتي في كاتالونيا من قبل الحكومة الإسبانية، حيث كتبت (لوطون) أن غالبية الكاتلونيين سيعتبرون وضع المنطقة تحت الوصاية إهانة لهم سواء كانوا انفصاليين أم لا. وبالنسبة ل(لاتريبون دو جنيف)، فإن مدريد تسعى إلى السيطرة على جميع دواليب الإدارة في المنطقة بما فيها الشرطة المحلية والإذاعة والتلفزة العمومية ووضع البرلمان الإقليمي تحت الوصاية. أما (24 أور)، فأشارت إلى أن الجناح المتطرف في حكومة كاتالونيا يدفع بيغديمونت إلى اللجوء إلى القطيعة، مضيفة أن رئيس كاتالونيا فضل التريث أمام الانعكاسات الاقتصادية للأزمة وغياب الدعم الأجنبي. اهتمت الصحف الالمانية، بدورها، بتطورات الازمة في كتالونيا، اذ ذكرت صحيفة "راينيشه بوست" أن اسبانيا تشهد أسبوعا حاسما، مبرزة أنه "اذا كان مجلس الشيوخ سيعطي الضوء الاخضر لمسار رئيس الوزراء ماريانو راخوي، غير المستعد لتسوية، في غضون ايام قليلة، فان الحكومة المحلية في برشلونة ستفقد سلطاتها وتصبح خاضعة لوصاية مدريد. وأضافت الصحيفة انه "لغاية اليوم لايزال المشكل قائما. على مدريد أن تضمد جروحا عميقة، وبالخصوص، مؤلمة، والذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تحسن ملحوظ للحكم الذاتي". وأكدت صحيفة "ذي فيلت" أن هذا التصعيد المتزايد للصراع له ثمن باهظ، والذي ستؤديه البلاد برمتها اقتصاديا وأيضا سياسيا، مضيفة انه أكثر من أي وقت مضى، ليس من الواضح متى ستخرج إسبانيا من هذه الأزمة. وذكرت الصحيفة أن قادة برشلونة وصفوا لائحة راخوي من الاجراءات بأنها "غير مقبولة"، متسائلة : والآن ما هي الخطوة التالية في هذه الحرب الباردة من الرسائل واالتوضيحات التي تشد أعصاب البلاد لعدة أسابيع؟ من جانبها، لاحظت صحيفة "لايبتسيغر فولكس تسايتونغ" ان علاقة رئيس الحكومة الاسبانية راخوي مع المتمردين الكتالانيين مزيج من التردد ورد الفعل المفرط، مشيرة الى انه منذ 9 نونبر 2015 كان يعلم ان الانفصاليين يريدون استقلال كتالونيا بشكل جدي. وتمحورت تعاليق الصحف الإيطالية حول نتائج الاستفتاء في منطقتي لومبارديا والبندقية وثغرات التصويت الإلكتروني التي تم اعتمادها كتقنية تجريبية. وفي مقال بعنوان ' الاستفتاء على الحكم الذاتي في لومبارديا .. فوضى نتائج التصويت"، كتبت صحيفة "لاستامبا" أنه من أجل التصويت إلكترونيا وقع حاكم لومبارديا عقدا بقيمة 23 مليون أورو لشراء 24 ألف حاسوب لوحي، لكن الأسوء أنه خلق فوضى عارمة في نقل نتائج الانتخابات ونسبة المشاركة ، إلى جانب مشاكل أخرى . وأضافت أنه ربما ستحمل نتائج هذا الاستفتاء رياح التغيير للسياسة الإيطالية، مشيرة إلى أن أحزاب اليمين المتطرف ستستخدم الاستفتاء كورقة للتفاوض مع الحكومة المركزية في روما حول قضايا تهم الأمن والهجرة والاقتصاد قد تتطلب تعديلات دستورية. وأضافت الصحيفة أن أجهزة التصويت الإلكتروني ، وهي الصناعة الرائدة عالميا، تم استخدمها كتقنية تجريبية في إيطاليا من أجل فرز مبتكر وفعال لأصوات كانت فيا ثغرات تسببت في تأخر نتائج الاستفتاء وتناقضها أحيانا. من جانبها، قالت "لاريبوبليكا" انه حتى ساعات متأخر من الليل لم تظهر أي أرقام عن النتائج النهائية للاستفتاء بعد أن تمكن جميع الناخبين من التصويت ، معتبرة أن تقديم النتائج في الوقت المناسب أمر حاسم لمصداقية عملية ديمقراطية حديثة . وأضافت اليومية انه من مفارقات هذا الاستفتاء أن فرز الأصوات إلكترونيا كان أبطأ من عملية الفرز التقليدية، لدرجة أنه حتى الساعة التاسعة صباحا من اليوم الاثنين ولايزال المواطنون لا يعرفون النتائج النهائية. وذكرت أنه حسب لجنة فرز الأصوات فإن 98,1 في المائة من الناخبين صوتوا لصالح "نعم" في البندقية، مقابل 95 في المائة في لومبارديا ، فيما قدرت نسبة المشاركة في التصويت بنحو 57,2 في المائة و 40 في المائة على التوالي في المنطقتين. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف باحتجاز رهائن بنادي للبولينغ بانجلترا، ومفاوضات البريكزيت والانتصار الذي حققه رئيس الوزراء الياباني تشينزو آبي في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها. وتوقفت (الغارديان) عند اعتقال الشرطة البريطانية لشخص احتجز عاملين بإحدى نوادي البولينغ بالمركب الرياضي بيرمودا شرق بيرمينغهام، مشيرة إلى أن الشرطة استبعدت فرضية الإرهاب. من جانبها، اهتمت (الإينديبيندينتي) بتصريحات وزير التجارة البريطاني ليام فوكس والذي أكد فيها على أن " فاتورة البريكزيت " التي تشكل أكبر عائق في المفاوضات البريطانية - الأوروبية لا يمكن حلها إلا بعد التوصل إلى اتفاق حول آليات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. أما (الفاينانشل تايمز) فقد سلطت الضوء على الانتصار الكبير الذي حققه رئيس الوزراء الياباني في الانتخابات السابقة لأوانها، مبرزة تعهده بالتصدي بحزم لتهديدات كوريا الشمالية وهو الملف الذي هيمن على الحملة الانتخابية.