ارتفعت نفايات مدينة سلا، خلال أيام عيد الأضحى، إلى حوالي 1200 طن يومياً على مدى ثلاثة أيام، مقابل 650 طناً يومياً التي كانت تسجل في الأيام العادية. ووفق أرقام حصلت عليها هسبريس من لدن مسؤولي جماعة سلا، فقد تمت تعبئة حوالي 1000 عامل نظافة تابعين للشركات المفوض لها تدبير هذا القطاع، إضافة إلى 20 مراقباً تابعين لجماعة سلا. وقال عبد اللطيف سودو، نائب عمدة مدينة سلا، في تصريح لهسبريس، إن النفايات المنزلية ترتفع خلال شعيرة عيد الأضحى؛ وهو ما دفع المسؤولين المحليين إلى اعتماد برنامج خاص لجمع هذه النفايات ذات الخصوصية من ناحية الرائحة والبكتيريا. وتعمل بمدينة سلا شركتان لتدبير قطاع النظافة، حيث حازت شركة أوزون بعقد التدبير في كل من مقاطعتي بطانة وحصين، إضافة إلى عقد آخر يهم مقاطعتي تابريكت والعيايدة، في حين تتكلف شركة ميكومار بمقاطعة المريسة. ولجأت الجماعة إلى إرساء برنامج خاص لجمع النفايات خلال هذه المناسبة الدينية، عبر متابعة الأمر من قبل لجان خاصة بكل عقد تدبير مفوض وتحت إشراف من قسم المصالح المفوضة بالجماعة. وواجه عمال النظافة في الأيام الماضية نقطاً سوداء، خصوصاً تلك التي يتم تجميع الجلود الضائعة فيها، وقال سودو إن "المواطنين يرمون الجلود كلها في الشارع، ويأتي آخرون لاختيار تلك التي يمكن بيعها، ويتركون غير الصالحة". وكان وجود جلود الأضاحي "الهيضورة" إلى جانب المكونات المختلفة لنفايات عيد الأضحى أمراً نادراً في السابق، خصوصاً في القرى، حيث كانت الأسر تحتفظ بها لتصنع منها أثاثاً يستعمل في قاعات الجلوس في الصالونات المغربية؛ فيما كان آخرون يهبونها للمساجد. كما أن ظاهرة نقط شيّ الرؤوس تعدّ من الأمور التي تؤرق بال الجماعة نظراً للمخلفات التي يتركها المواطنون بعد عملية الشيّ، وتعمل شركات النظافة على استعمال مواد خاصة لمعالجة ما يترتب عن هذه الظاهرة في الأحياء السكنية. وتتم معالجة هذه النفايات العضوية بمادة الكلور المعقمة لقتل البكتيريا، كي لا تبقى منتشرة في جنبات ووسط الحاويات، هذه الأخيرة كثيراً ما تتضرر خلال عيد الأضحى، ويصبح عدد كبير منها غير صالحاً؛ وهو ما دفع جماعة سلا إلى التفكير في توفير 600 حاوية جديدة لتعويض الضرر. وعاب عبد اللطيف سودو عدم استعمال المواطنين لأكياس بلاستيكية تسهل مأمورية عامل النظافة، وقال: "المواطن ينتظر شركة النظافة كي تمده بالأكياس البلاستيكية وهذا ليس من اختصاصها، كيف للمواطن أن يشتري أضحية العيد ب3000 درهم ويستكثر شراء أكياس بلاستيكية خاصة بالنفايات؟". وأشار المسؤول إلى أن رمي الأزبال دون وضعها في أكياس بلاستيكية، باتت متوفرة لدى البقالين، يُصعب مسؤولية النظافة على العمال الذين يشتغلون خلال أيام عيد الأضحى من أجل تنقية المدينة من هذه النفايات. وقال سودو إنه "بقدر ما يجب محاسبة الشركات ومتابعة عقود تدبيرها، بقدر ما أن هناك ضرورة لتوعية المواطنين بأهمية وضع النفايات في أكياس بلاستيكية، للمساهمة في تسهيل عملية جمع النفايات والحد من انتشار الرائحة الكريهة قرب المنازل". ويلاحظ تراكم النفايات بشكل كبير دون وضعها في أكياس بلاستيكية في المناطق الأكثر كثافة، خصوصاً في قرية ولاد موسى ذات الكثافة السكانية العالية بمدينة سلا التي تقارب ساكنتها المليون نسمة حسب آخر إحصاء وطني أجري سنة 2014.