تمكنت عدة مدن مغربية، خلال أيام عيد الأضحى المنصرم، من تجاوز حالة “البلوكاج” التي تعرفها على مستوى تدبير مخلفات العيد من نفايات، وذلك بفعل الانخراط الواسع للمجتمع المدني في حملة النظافة بالمقارنة مع السنوات الماضية، حيث ساهمت الساكنة بشكل كبير، في عملية تنظيف أحياء المدن وجمع النفايات في الأكياس المخصصة لها، وذلك لتسهيل عملية جمعها من قبل عمال شركات النظافة. وعلى مستوى مدينة الدارالبيضاء، التي كانت تعاني مشكلا شبه مزمن في تدبير النظافة خلال أيام العيد، لاحظ المواطنون أن هذا العيد مر في أجواء جيدة، مسجلين تفاعل الساكنة البيضاوية الكبير مع الحملة التي أطلقتها شركات النظافة قبل حلول عيد الأضحى، والتي تهدف إلى تحسيس ساكنة المدينة، بضرورة تغيير سلوكيات المواطن اتجاه مجاله البيئي. كما ساهم استنفار شركات النظافة بالعاصمة الاقتصادية لكافة طاقمها البشري وآليات جمع وتدوير النفايات في جعل المدنية تتخلص في وقت قياسي من الأزبال والنفايات الكثيرة التي تتشكل في عيد الأضحى، وهو ما يخلف روائح كريهة بمعظم الأحياء السكنية، وخاصة الشعبية منها، وهو الأمر الذي دفع بعدد من سكان الدارالبيضاء، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى توجيه الشكر الجزيل لعمال النظافة، اعترافا منهم بالدور الفعال الذي يقومون به للحفاظ على نظافة العاصمة الاقتصادية. وعلى مستوى العاصمة، شهدت مختلف أحياء مدينة الرباط، خلال اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، تعبئة استثنائية من طرف كافة المتدخلين والفاعلين في قطاع النظافة، من أجل السهر على تأمين نظافة العاصمة، وذلك من خلال التخلص بشكل سريع من كافة النفايات المترتبة عن ذبح الأضاحي. ومن خلال جولة في أحياء المدينة، لوحظ العمل الدؤوب الذي قامت به الفرق التابعة لشركات التدبير المفوض في قطاع النظافة، تحت إشراف مجلس جماعة الرباط، من خلال تنظيف أسواق بيع الأضاحي والمصليات التي أقيمت بها صلاة العيد، وجمع الأكياس البلاستيكية التي تم توزيعها مسبقا على سكان العاصمة للحد من تراكم النفايات، وكذا من خلال تنظيف الأماكن التي تستعمل في شواء رؤوس الأضاحي. وفي هذا الصدد، أكد النائب الأول لرئيس مجلس جماعة الرباط، لحسن العمراني، أن الجماعة وضعت هذه السنة، كباقي السنوات، برنامج عمل غني ومتكامل، بتعاون وتنسيق وثيقين مع شركاء الجماعة من سلطات محلية وشركات التدبير المفوض في قطاع النظافة، يتضمن مجموعة من التدابير تروم تأمين نظافة مختلف أحياء العاصمة، خلال عيد الأضحى المبارك وإرجاعها إلى هيئتها الطبيعية في وقت وجيز. وأشار العمراني، في تصريح صحفي، أن أولى هذه التدابير همت إطلاق عملية تحسيسية وتوعية لدى الساكنة بأهمية مساهمة الجميع في الحفاظ على الفضاء العام وجمالية المدينة، كما شرعت شركات النظافة، منذ يوم الأحد الماضي، في توزيع أكياس بلاستيكية لتسهيل عميلة جمع مخلفات الأضاحي، مبرزا أن عدد الأكياس الموزعة بلغ 160 ألف كيس على مستوى مدينة الرباط. وأضاف المسؤول المحلي أنه تم حث شركات النظافة على إضافة وسائل اشتغال أخرى يتم اكتراؤها وتوفير كل المعدات اللوجستية الضرورية للتغلب على حجم مخلفات العيد، مسجلا أنه تم كذلك وضع عدد مهم من الحاويات ذات الحجم الكبير (12 متر مكعب)، لاسيما في المناطق التي تشهد كثافة سكانية عالية. وبمدينة طنجة، أفاد المجلس الجماعي المحلي بأن كمية النفايات التي تم جمعها، خلال فترة عيد الأضحى، تجاوزت 7000 طنا. وأوضحت الجماعة أن عملية جمع مخلفات عيد الأضحى، التي انطلقت بتعاون وتنسيق مع الشركتين المفوض لهما تدبير مرفق النظافة، أسفرت عن جمع أزيد من 7000 طن من النفايات خلال يومين، ومكنت المدينة من كسب رهان العودة إلى “الحالة الاعتيادية” قبل منتصف ليلة الثلاثاء. وعلى مستوى منطقة طنجة الشرقية، يضيف المصدر، بلغت كمية النفايات التي تم جمعها 3644 طن، خلال اليوم الأول من العيد، قبل أن ترتفع إلى 5000 طن في اليوم الثاني، فيما بلغ مجموع النفايات التي تم جمعها بمنطقة طنجة الغربية، خلال نفس الفترة، ما يناهز 2000 طن. وأشارت الجماعة إلى أن المصالح التابعة لها قامت بتوزيع أزيد من 2700 طن من المواد المطهرة لرش أماكن جمع النفايات وتحت الشاحنات، إضافة إلى رش مواد معطرة في نقط تجميع النفايات، بغية الحفاظ على نظافة المدينة. وعلى مستوى مدينة فاس، مكنت الحملة التواصلية التي أطلقتها الجماعة مع الجمعيات البيئية النشيطة بالمدينة العتيقة لفاس، من إنجاح حملة التوعية والتحسيس بأهمية استعمال أكياس صديقة للبيئة يوم عيد الأضحى المبارك. وحسب مقاطعة فاسالمدينة، فإن الحملة التحسيسية، جاءت كصيغة لتدبير تشاركي انخرطت فيه المقاطعة منذ سنوات، حيث تعمل إلى جانب شركائها من الجمعيات المدنية البيئية على التصدي ومحاربة مجموعة من السلوكيات والمظاهر التي تلوث البيئة. واستهدفت الحملة التحسيسية أحياء عديدة من المدينة العتيقة لفاس التي تتسم بدروب وأزقة ضيقة يصعب على شاحنات النظافة المرور منها، يتطوع فيها شباب المدينة وكذا الفعاليات المدنية من أجل التحسيس أولا ثم السهر يوم العيد وبعده على الحفاظ على جمالية المدينة التي تتحول إلى فضاء عائلي تتبادل فيه الأسر الزيارات بمناسبة عيد الأضحى. وعملت مقاطعة فاسالمدينة يومين قبل العيد على توزيع الأكياس البلاستيكية على الجمعيات الفاعلة في المجال البيئي والمستشارين بالمقاطعة بالإضافة إلى التنسيق مع الشركة المكلفة بتدبير قطاع النظافة، في توزيع هذه الأكياس على أسر المدينة العتيقة إلى جانب حملة توعوية بضرورة الحفاظ على البيئة. وعقدت الجمعيات البيئية لقاء تواصليا تطرقت فيه إلى تدابير وإجراءات تهم يوم عيد الأضحى، من أهمهما موعد إخراج فضلات أضحية العيد، حيث تم إخبار الساكنة عبر حملات التحسيس بوقت إخراج القمامة الذي يتناسب مع موعد بدء عمل عاملات وعمال النظافة في الشوارع. وأجمعت الجمعيات المشاركة في اللقاء على أهمية التصدي للعديد من المظاهر التي تنافي الوعي البيئي خاصة في شواء رؤوس أضحية العيد في الأماكن العامة، وهو ما ينتج عنه فضلات وقاذورات كبيرة يصعب على عمال النظافة التعامل معها بالإضافة إلى قطع الطرق وتحويلها إلى ساحات للشواء، وكذا التخلص من الجلود بشكل عشوائي الشيء الذي يتسبب في انبعاث روائح كريهة تلوث المجال البيئي. وبمدينة وجدة نظمت الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة، حملة تحسيسية لفائدة ساكنة المدينة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث خصصت الشركة بتنسيق مع الجماعة الحضرية أزيد من 6 أطنان من البلاستيك، أي ما يفوق 100 ألف كيس بلاستيكي تم وضعها رهن إشارة الساكنة لجمع مخلفات الأضاحي. وجندت ذات الشركة لهذه المناسبة الدينية حوالي 30 عاملا مهمتهم توزيع الأكياس البلاستيكية على المنازل، وعدة آليات من سيارات ودراجات نارية ثلاثية العجلات، إضافة إلى نصب خيمة بشارع محمد الخامس أمام مقر جماعة وجدة، لتوعية المواطنين وتحسيسهم بأهمية التعامل الجيد مع مخلفات أضحية العيد، عبر توزيع منشورات تتضمن شروحات كافية بخصوص هذا الموضوع، إضافة إلى برنامج العمل والمتمثل أساسا في توقيت مرور شاحنات جمع النفايات المنزلية. وعن الأرقام المحتملة بخصوص حمولة النفايات المنزلية خلال فترة العيد قال كمال بيوض نائب مدير الشركة المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمدينة وجدة، إنه من المتوقع أن يتم جمع أزيد من 3 آلاف طن خلال ثلاثة أيام، وهو رقم كبير جدا ويتطلب مجهودا كبيرا. من جهته، نظم المجلس الجماعي لكلميم لقاء تحسيسيا لجمعيات المجتمع المدني المعنية بالبيئة حول التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة والنظافة استعدادا لعيد الأضحى المبارك. وتم خلال اللقاء، الذي نظم يوم الجمعة الماضية، بالتعاون مع الشركة المدبرة للنفايات بالمدينة، توزيع أكياس بلاستيكية ومنشورات توعوية للجمعيات المشاركة من أجل الاستعانة بها في حملة التحسيس وفي تنظيم القوافل التواصلية مع السكان في الأحياء لتدبير أمثل للنفايات خلال أيام عيد الأضحى المبارك. وطرح الحاضرون خلال اللقاء أهم المشاكل التي تعرقل حملات النظافة بكلميم والتحديات التي تواكب تدبير النفايات المتراكمة أيام العيد، وسبل تجاوزها من خلال مقاربة تشاركية بين المجلس الجماعي لكلميم وكل الأطراف المعنية بتدبير النفايات والبيئة بالمدينة. بدورها لم تخرج مدينة أكادير عن الاستثناء في حملة النظافة خلال أيام العيد، حيت تم تسجيل نجاح كبير في نظافة معظم أحياء المدنية، وذلك بفضل انخراط المجتمع المدني أيضا في هذه الحملة، حيث توصلت الجمعيات المهتمة بما ما يقارب 130 ألف كيس من طرف المجلس الجماعي، تم توزيعها على معظم الأحياء، في حين تدخلت مصالح النظافة وعمالها في تنظيف الأحياء التي عرفت غياب أو ضعف حضور الجمعيات التي تنشط في المجال. وخصصت الجماعة لإنجاح حملة النظافة زهاء 37 شاحنة لنقل النفايات، كما تم تهيئ 5 شاحنات ناقلة للحاويات، في حين تم استنفار 150 عاملا و45 سائقا في هذه الحملة.