احتفل سكان مدينة "هراري" الإثيوبية بمرور ألف و10 أعوام على نشأة مدينتهم؛ بينما لازال سورها العريق شامخا، وأزقتها الضيقة تكتنز قسما عظيما من إرثهم الذي يغذّي الحركة السياحية في هذا البلد. ويعود تاريخ المدينة، الواقعة على بعد 525 كيلومترا، شرق العاصمة أديس ابابا، إلى القرن العاشر الميلادي، كواحدة من أقدم مدن شرق إفريقيا. ويتباهى سكان "هراري" بأن ثلاثة من مساجدها ال99 تعود إلى بدايات نشأتها، علاوة على حزمة من أضرحة وقباب الصالحين؛ الأمر الذي أضفى عليها لقب مدينة "المآذن والأولياء". الاحتفال بالمدينة، التي تشتهر أيضا بتقليد إطعام الضباع، شهد مشاركة واسعة ولافتة من أبنائها المقيمين خارجها، فضلا عن مئات الإثيوبيين. وشمل الاحتفال، الذي نظمه مكتب السياحة في إقليم "هراري"، محاضرات ومعرضا حول إرث المدينة. وكان في صدارة حضور الفعالية، التي نُظمت في المركز الثقافي لمدينة "هراري"، رئيس مجلس الإقليم، ياسين حسين، إلى جانب ممثل عن الحكومة الفيدرالية، وعدد من الدبلوماسيين وممثلي المنظمات الإنسانية والثقافية العاملة في هذا الجزء من إثيوبيا. كما شارك في الحفل منسق وكالة التنسيق والتعاون التركية (تيكا) في إثيوبيا "فاضل اكين اردوغان"، والمدير العام للمكتب الإقليمي لوكالة الأناضول بأديس ابابا "إبراهيم تغل". وفي تعليقه، قال الإثيوبي "عبدالله وزير"، الذي يحضر دراسات عليا في تركيا، إن كل أبناء هراري يحتفلون بهذا اليوم "حفاظا على إرث أجدادهم". وأغلب أبناء "هراري"، كما يضيف ابن المدينة، يعيشون في بلاد المهجر، وقرروا، منذ أكثر من 20 عاما، أن يحتفلوا بتاريخ مدينتهم، منتصف يوليوز من كل عام. ومدينة هراري حاضرة إقليم يحمل الاسم نفسه، ويُعد من أصغر أقاليم إثيوبيا، مساحة وسكانا، إذ يقطنه نحو 210 آلاف نسمة، من أصل ما يزيد عن 102 مليون إثيوبي، وفق تعداد العام 2012. لكن هذا لم يقلل من فرصة الإقليم، المعروف بتسامح أهله، ليكون الأهم، من بين أقاليم البلاد التسعة، في قطاع الساحة، أحد الموارد الرئيسة في إثيوبيا. وإن كانت احتفالات هذا العام قد طويت، إلا أنها حمسّت أبناء "هراري"، التي كانت تسمى قبل ثلاثة قرون "أبادر"، للابتهاج، مرة بعد مرة، بأعوام ألفيتها الثانية. *وكالة أنباء الأناضول