أحيى الآلاف من الإثيوبيين في مدينة "عدوة" بإقليم تجراي (شمال)، والعاصمة أديس أبابا، يوم الخميس 2 مارس 2017، الذكرى ال121 لمعركة "عدوة" الشهيرة، التي انهزمت فيها قوات المستعمر الإيطالي عام 1896. وفي كلمة له في الاحتفال الذي جرى تنظيمه بمدينة عدوة بمناسبة هذه الذكرى، قال الرئيس الإثيوبي مولاتو تشومي، إن "هذا اليوم كان يوم الصمود أمام القوى الاستعمارية الكبرى ليس لإثيوبيا فقط بل لكل إفريقيا"، ومفق ما نقلت عنه"وكالة الأناضول للأنباء". وأضاف أن هذا اليوم هو "تاريخ مشرف ألهم حركات التحرر في جميع أنحاء إفريقيا، وكذلك في منطقة البحر الكاريبي". وبهذه المناسبة، دعا تشومي "جيل الشباب إلى الوقوف في انسجام تام لتعزيز النمو والتطور في البلاد". كذلك حث الشعب على مواصلة الدعم لاستكمال بناء مشروع سد النهضة وغيرها من المشاريع التنموية في البلاد. من جهته، قال نائب رئيس الوزراء دمقي مكونن، إن الشعب الإثيوبي "حقق في مثل هذا اليوم نصراً عظيماً على المستعمر". وتابع في كلمة له بالاحتفال نفسه: "قادرون على تحقيق التنمية والنهوض ببلدنا كما هزمنا الاستعمار من قبل". أما حاكم اقليم تجراي؛ أباي ولدو، الذي افتتح الاحتفال، فأشار إلى أن حكومة الإقليم بصدد إنشاء مزار سياحي بالمنطقة التي شهدت المعركة. وقال: "سنجعل من المنطقة مزاراً رئيسياً، عبر إنشاء موقع للسياحة البيئية، وبناء جامعة إفريقية للدراسات التاريخية والآثار"، داعياً كافة الجهات المعنية للمساهمة في هذه الخطة. رئيس جنوب إفريقيا السابق "ثامبو امبيكي" الذي شارك في الاحتفال، عبّر عن سعادته لحضور هذه المناسبة، وقال: "الأفارقة قادوا العديد من الحروب ضد الاستعمار وحققوا انتصارات عظيمة من أجل الحرية والاستقلال". وإلى جانب هؤلاء المسؤولين، شارك في احتفال عدوة، رئيس جمعية قدامى المحاربين بإثيوبيا "دانيال جوتي، وممثلون عن الأقاليم الإثيوبية التسعة، فضلاً عن المشاركة الجماهيرية الواسعة. أما في العاصمة، فاحتشد المئات لإحياء هذه الذكرى، أمام النصب التذكاري لضحايا الاستعمار، بميدان الامبراطور "مليك الثاني"، بحضورعمدة أديس أبابا "دربا كتما" ومسؤولين حكوميين ودبلوماسيين أفارقة، وقدامى المحاربين. وتم وضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري من قبل عمدة المدينة، في مشهد كرنفالي تخللته عروض عسكرية من قدامي المحاربين، والفرق الثقافية للقوميات والشعوب الإثيوبية، ضجت بها ساحة الاحتفال. الجدير بالذكر أن معركة عدوة الشهيرة ، وقعت في الأول من مارس عام 1896م عندما حاول الإيطاليون التغلغل إلى داخل إثيوبيا في محاولة منهم لتأمين خلفية البحر الأحمر. واستعان الإثيوبيون في هذه المعركة الفاصلة بأسلحة انجليزية الصنع وضباط انجليز متقاعدين لتدريب قواتهم، ومثلت هزيمة مدوية للعسكرية الإيطالية أذهلت العالم.