احتفل المسلمون -اليوم الجمعة- بعيد الفطر المبارك في العديد من الدول العربية والإسلامية، داعين الله أن يحقن دماء المسلمين في سورياوالعراق واليمن، وأن تحقق الأمة وحدتها، فيما استقبل كثيرون المناسبة في ظل اللجوء أو الحصار. ففي مكة، دعا إمام المسجد الحرام بالأمن والأمان لجميع البلاد الإسلامية، وأن تجتمع كلمة المسلمين وتنبذ الأمة الخلافات والانقسامات فيما بينها. وفي القدسالمحتلة, أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاة العيد في المسجد الأقصى، في ظل إجراءات أمنية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام -من جبل الزيتون بالقدس- إن الصلاة انتهت بهدوء وفي أجواء من السعادة والاحتفال، مشيرا إلى أن نحو مئة ألف من المصلين حضروا إلى باحات الحرم القدسي، وفق بعض المعلومات الرسمية، ومعظمهم من مدينة القدس وضواحيها. وألقى إمام المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو سنينة خطبة العيد وركز فيها على الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال داعيا للإفراج عنهم، كما حيا صمود الفلسطينيين في القدس. وفي غزة, أدى المسلمون صلاة العيد في مساجد القطاع في ظل ظروف صعبة بسبب البطء في عملية إعادة الإعمار جراء الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع. وألقى إسماعيل هنية -نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- خطبة العيد في مسجد بحي الشجاعية شرقي غزة، مؤكدا اقتراب إنهاء الحصار وإعادة الإعمار "فالجميع يخشى الانفجار في غزة مجددا". وأقبل أهالي ضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، على زيارة قبور ذويهم في الساعات الأولى من الصباح. عيد السوريين وفي سوريا، استقبل سكان الغوطة الشرقية بريف دمشق عيد الفطر وهم تحت حصار خانق يفرضه النظام السوري عليهم منذ أكثر من عامين.ورغم هذا الحصار، يحاول أهالي الغوطة الشرقية التمسك بفرحة العيد وبهجته بما تيسر لهم من إمكانيات متواضعة. وأدى الرئيس السوري بشار الأسد صلاة العيد بجامع الحمد في حي المهاجرين شمالي غربي العاصمة دمشق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية. وفي الأردن، وجه إمام صلاة العيد في إحدى الساحات العامة المخصصة من قبل وزارة الأوقاف الأردنية لصلاة عيد الفطر، الدعوات والابتهالات إلى الله بنصرة "الثورة السورية"، متوعدا إسرائيل ب"الهزيمة والزوال". ودعا الإمام في خطبته بساحة مدرسة خالد بن الوليد شرقي العاصمة عمان أن يحقن الله "دماء أهلنا في العراق، ومصر، واليمن، وليبيا، وأن يجنبهم شرور الصهاينة". وفي العراق, أدى المسلمون صلاة العيد في مساجد العاصمة في ظل ظروف أمنية صعبة، حيث تشهد محافظات مثل الأنبار وصلاح الدين عمليات عسكرية أسفرت عن نزوح الآلاف من منازلهم. وقال مراسل الجزيرة أمير فندي، من مخيم بحركة القريب من مدينة أربيل (شمالي العراق)، إن المخيم يفتقر إلى أي مظاهر للعيد في ظل معاناة سكانه، ومجموعهم ألف عائلة قدموا من محافظة نينوى، ثم من محافظتي صلاح الدين والأنبار فيما بعد. وفي بيروت, توافد المصلون من اللبنانيين وأيضا من اللاجئين السوريين إلى المساجد ولا سيما في العاصمة حيث أدوا صلاة العيد. وفي دولة قطر، أدى المواطنون والمقيمون صلاة العيد بمساجد الدولة. كما أدى أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وكبار المسؤولين بالدولة صلاة العيد في مصلى قصر الوجبة. وفي تركيا، قال رئيس الوزراء التركي المكلف أحمد داود أوغلو -عقب أداء صلاة العيد بجامع السلطان أحمد في إسطنبول- إن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب المظلومين في كافة أنحاء العالم. ودعا الله قائلا "أعان الله إخوتنا الذين يقضون أعيادهم في ظروف معيشية صعبة في كل من فلسطين، وسوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، والصومال، وبعض مناطق آسيا الوسطى". صلاة جامعة بإثيوبيا وفي إثيوبيا، ذكرت وكالة الأناضول أن أكثر من مليون ونصف المليون مسلم، أدوا صلاة العيد في الملعب الرياضي وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والطرق المحيطة به. ويتميز عيد الفطر في أديس أبابا، بأنه الأكثر تجمعا، حيث دأب المسلمون على صلاة العيد في ملعب العاصمة، وذلك بخلاف عيد الأضحى الذي غالبا ما يؤدي المسلمون صلاته في أقاليمهم وقراهم. وفي إندونيسيا، امتلأ جامع الاستقلال بالعاصمة جاكرتا -رابع أكبر مساجد العالم، وأكبر مسجد بجنوب شرق آسيا- بمئات الآلاف من المصلين الذين حضروا لأداء صلاة العيد. وقد وجه عدد من زعماء العالم تهانيهم بمناسبة العيد. وتمنى الرئيس الأميركي باراك أوباما للمسلمين في الولايات المتحدة والعالم عيدا سعيدا، مشيدا بالمبادرة التي أطلقتها بلدية نيويورك لإضافة عيدي الفطر والأضحى إلى أيام العطل المدرسية. كما توجه رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون للمسلمين بالتهنئة قائلا "لقد شهدنا في شهر رمضان أهم القيم عند المسلمين البريطانيين في تقديمهم الآلاف من الجنيهات كزكاة للمحتاجين وتنظيمهم لموائد الإفطار في مناطق عديدة من بريطانيا".