وسط أجواء موسيقية تنهل من عوالم وطقوس اللون الگناوي، أحيا كل من مهدي الناسول ومصطفى باقبو وحميد القصري الليلة الگناوية بمنصة سلا، ضمن فعاليات الدورة السادسة عشرة من مهرجان "موازين.. إيقاعات العالم". وكان افتتاح الحفل مع ابن مدينة تارودانت، مهدي الناسولي، الذي أتحف الجمهور بباقة من الأغاني الگناوية الحديثة المصحوبة بموسيقى غربية، ليخلق مزيجاً بين آلة الگمبري الكهربائية وبين موسيقى الريكي. وتواصل سمر السهرة الگْناوية، التي جذبت مغاربة وأجانب، مع لمْعلم مصطفى باقبو الذي أمتع الجمهور بأجواء روحانية، رفقة فرقته التي تفننت في تأدية رقصات تنهل من التراث الكناوي الحركي، تفاعل معها الجمهور بالزغاريد و"الصلاة على النبي". وتواصل الحفل الفني، الذي امتد إلى ساعات متأخرة من ليل أمس، مع لمْعلم حميد القصري، الذي سافر ب"جمهور سلا" إلى عوالم موسيقى كناوة المتميزة بسحرها الخاص، وشد انتباه الجميع بإيقاعاتها التي تسللت إلى دواخل الذوات دون استئذان. وأطلق لمعلم حميد القصري العنان لصوته المتميز، ولأوتار الكنبري الذي ظل يداعبه طيلة هذا الحفل الساهر، لم يهدأ خلالها الجمهور المتفاعل مع الموسيقى. وخلال العرض الفني لمجموعة لمعلم حميد القصري، انجذب الحضور إلى حوار الآلات الموسيقية التي امتزجت بين التقليدي، كآلة "الهجهوج" و"القراقب" وأخرى عصرية ك"الساكسفون" و"البيانو"، وبرع بمغامرته التجريبية الطويلة التي خالطت "كناوة" مع ألوان موسيقية عصرية، وانخرط في مشاريع تعاون مع أسماء وازنة في ألوان موسيقية مغايرة، مما أسهم في نقل كناوة من مدارها الفولكلوري إلى أرفع المحافل الفنية عبر العالم.