وسط أجواء موسيقية تنهل من عوالم وطقوس اللون الكناوي، أحيى الفنان المغربي المعلم حميد القصري٬ مساء أمس الثلاثاء بمنصة سلا٬ حفلا فنيا ضمن فعاليات الدورة الثانية عشر من مهرجان موازين إيقاعات العالم٬ مجددا بذلك العهد مع أبناء مدينة سلا الذين تفاعلوا بشكل كبير مع إيقاعاته. الفنان المغربي حميد القصري سافر الفنان حميد القصري٬ الذي يعد من أشهر معلمي فن كناوة٬ بجمهور مدينة سلا الذي توافد بكثافة لمتابعة فقرات هذه الأمسية الفنية٬ إلى أجواء روحانية رفرفت بالنفوس رفقة إيقاعات لون موسيقي ذي جذور إفريقية ضاربة. وخلال العرض الفني لمجموعة المعلم حميد القصري٬ انجذب الحضور لحوار الآلات الموسيقية التي امتزجت بين التقليدي كآلة "الهجهوج" و"القراقب" وأخرى عصرية ك"الساكسفون" و"البيانو". وافتتح الفنان بمعية مجموعته٬ التي تميزت بلباسها التقليدي ورقصاتها الفريدة، باقة من أغانيه الناجحة في هذه السهرة بأغنية "الله لا إله إلا الله "٬ فضلا عن مجموعة أخرى تتمثل بالخصوص في "الله مولانا" و"مولاي أحمد" و"صل على نبينا". وفي وقت سابق من الحفل الفني٬ كان جمهور منصة سلا٬ على موعد مع مجموعات مغربية تؤدي أغاني في فن الراب، وهي مجموعة "إم بوي" و"باري" و"كازا كرو". وهي مجموعات شابة٬ وإن كانت تحمل طابع الهيب هوب٬ إلا أنها لا تحيد كثيرا عن عوالم كناوة٬ الحاضرة بقوة في مزيجها الإيقاعي وكلماتها. يذكر أن الفنان حميد القصري٬ المزداد عام 1961 بالقصر الكبير٬ وولج عالم الموسيقى في سن السابعة تحت إشراف المعلم علوان والمعلم عبد الواحد استيتو٬ واستطاع فرض نفسه بفضل صوته وحضوره القوي على الخشبة كواحد من بين سفراء موسيقى كناوة بالمغرب والعالم. وبرع القصري بمغامرته التجريبية الطويلة التي حاورت كناوة مع ألوان موسيقية عصرية وانخرط في مشاريع تعاون مع أسماء وازنة في ألوان موسيقية حديثة٬ مما ساهم في نقل كناوة من مدارها الفولكلوري إلى أرفع المحافل الفنية عبر العالم.