في ظاهرة نادرة، مرَّ كُويكب ضخم بجانب الأرض على مسافة "غير آمنة"؛ وهو العبور الذي يُعد الأقرب إلى الأرض منذ 400 سنة؛ فيما عمد الاتحاد الفلكي الدولي إلى تصنيف هذا الجرم السماوي ك"كويكب محتمل الخطورة"، نظرا لحجمه الكبير. وقدَّر علماء الفلك حجم الكويكب المسمى "JO25-2014" بحجم صخرة جبل طارق، إذ يبلغ قطره 650 مترا، فيما تم تسجيل مروره بجانب الأرض اليوم الأربعاء على مسافة غير آمنة تبلغ 1.8 ملايين كيلومتر، واعتبروا أنها تعد "قريبة جدا بالنسبة لكويكب بذلك الحجم الكبير". وكالة "ناسا" أفادت ضمن مقال علمي منشور على موقعها الرسمي بأن الكويكب الذي تم رصده منذ ما يقرب 3 سنوات سيطير بأمان على مسافة تبعد عن الأرض بحوالي 1.8 ملايين كيلومتر، ما يعادل 4.6 أضعاف المسافة الفاصلة بين كوكب الأرض والقمر، مستبعدة أي احتمال لاصطدامه مع الكوكب الأزرق. ورغم معرفة الوكالة بمسار الكويكب فإنها لم تنكر خطورته، على اعتبار أن المسار الذي ينتهجه قريب من الأرض، مع الأخذ بعين الاعتبار حجمه الضخم؛ ذلك أن القياسات التي أجرتها بعثة "نيويس" في ناسا أشارت إلى أنه يبلغ حوالي 2000 قدم، ما يناهز 650 مترا، في وقت لا يعرف الكثير عن خصائصه الفيزيائية. وأضافت المعطيات العلمية التي اطلعت عليها جريدة هسبريس أن المسار الذي سلكه الكوكب يعد أقرب مسار إلى الأرض من أي كويكب معروف آخر من هذا الحجم. كما توقعت "ناسا" أن يكون العلماء والفلكيون على موعد مع مرور كويكب آخر من حجم مماثل عام 2027، إذ سيسير كويكب يدعى "AN 10-1999" يبلغ طوله 800 متر، على مسافة تبعد ب 236 ألف ميل لا غير، ما يعادل 380 ألف كيلومتر. سمير القادري، أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أكد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن خطر ارتطام الكويكب الكبير بالأرض مستبعد، مشيرا إلى أن أخطار ارتطام من هذا القبيل قد تتكرر كل 65 مليون سنة. وعن إمكانية تتبع الفلكيين لمرور الكويكب عبر التلسكوبات، أفاد مدير مرصد الفلك "رباط الفتح" بأنه ليس من السهل تتبع الكويكب عبر تلسكوبات صغيرة، موضحا أن رؤيته ستكون أفضل ليلا؛ ذلك أنه سيظهر كالنجم قبل أن يبتعد عن الأرض بالتدريج. وأبرز عالم الفلك المغربي أن التتبع اليومي للأجرام السماوية والتقاط صور لها مكنا العلماء والفلكيين من اكتشاف هذا الكويكب قبل سنوات قليلة، مشيرا إلى أن تغيير الوضع والموقع مكَّن من رصده قبل مروره زوال اليوم بمحاذاة كوكب الأرض.