مر كويكب قطره نصف كيلومتر بمحاذاة الأرض، الاثنين، وهو أكبر جرم يمر في هذه المسافة القريبة من كوكبنا، بحسب ما أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" التي أكدت أنه لم يشكل أي خطر. ويطلق العلماء على هذا الكويكب اسم "2004 بي أل 86"، وهو مر بمحاذاة كوكب الأرض على بعد 1.2 مليون كيلومتر، أي ثلاثة أضعاف المسافة الفاصلة بين الأرض والقمر، وذلك عند الساعة 16,19 ت.غ. من يوم الاثنين. وتشير الحسابات الفلكية إلى أن المرور المماثل لهذا الجرم بالقرب من الأرض سيكون بعد مئتي عام، دون أن يشكل وقتها أيضا أي خطر على كوكبنا. وقال دون يومانس، مدير مكتب وكالة ناسا في مركز "جت بروبالشن لاب" الذي يراقب الأجرام الفضائية المقتربة من الأرض "لا يشكل هذا الكويكب أي خطر على الأرض في المستقبل، لكن اقترابه يمنح العلماء فرصة فريدة لمراقبة جرم بهذا الحجم والتعمق في دراسته". وقال لانس بينير، المسؤول عن أعمال مراقبة هذا الجرم في مرصد غولدستون في صحراء كاليفورنيا "نكاد لا نعلم شيئا عن هذا الكويكب، ويمكن أن يقدم لنا مفاجآت". وأضاف في بيان "حين سنتلقى البيانات من الرادار ستكون لدينا الصور الأولى الدقيقة" عن هذا الجرم. ورصد هذا الكويكب لأول مرة في الثلاثين من يناير من العام 2004، بواسطة التلسكوب "لينكولن نير إيرث استيرويد ريسرتش" في نيومكسيكو جنوب غرب الولاياتالمتحدة. وسيكون الموعد الجديد لكوكب الأرض مع جرم بهذا الحجم في العام 2027. وفي الخامس من مارس من العام الماضي، مر جرم قطره 30 مترا على مسافة 348 ألف كيلومتر من الأرض، أي أقصر من المسافة بين الأرض والقمر، دون أن يشكل أي تهديد لكوكبنا. ويعكف العلماء في برنامج "نير إيرث أوبجكت أوبزرفايشن" (برنامج مراقبة الأجرام القريبة من الأرض) على مسح الفضاء لرصد الكويكبات والمذنبات التي تمر بمحاذاة الأرض بواسطة عدد كبير من التلسكوبات، وهم يحددون ما إن كان أي من هذه الأجرام يشكل خطرا على كوكب الأرض. وتسبح في جوار الأرض أعداد كبيرة من الكويكبات، لكن معظمها ذو قطر يتراوح بين 15 مترا وثلاثين، وهي من بقايا تشكل المجموعة الشمسية التي يسبح فيها كوكب الأرض.