فلتت شركة الطيران الإيطالية أليتاليا من الإفلاس بصعوبة بعد أن توصلت في ساعة مبكرة من يوم الجمعة إلى اتفاق مع نقابات العمال يمهد الطريق أمام إعادة رسملة الشركة، شريطة ضرورة موافقة العاملين بها على الصفقة. ولم تحقق أليتاليا أي أرباح منذ عام 2002، وهذه هي ثالث مرة تقف فيها شركة الطيران الإيطالية على حافة الإفلاس منذ عام 2007. وكشفت دراسة أجرتها مؤسسة "ميديابانكا" المصرفية أن استمرار عمل أليتاليا كلف دافع الضرائب الإيطالي 7.4 مليار يورو (7.85 مليار دولار) خلال الفترة من 1974 حتى 2014. وفي إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة من الحكومة الإيطالية الليلة الماضية، وافقت النقابات على تخفيض رواتب الموظفين بنسبة 8 بالمئة في المتوسط، وتسريح 980 شخصا من إجمالي قوة العمل بالشركة والتي تبلغ 12500 شخص. وكانت أليتاليا تقترح في الأساس خفض الرواتب بنسبة 30 بالمئة وتسريح قرابة 2000 موظف. ومن المقرر عرض شروط الاتفاق على العاملين بالشركة خلال استفتاء مزمع الأسبوع المقبل. وكان حملة الأسهم بشركة أليتاليا والجهات الدائنة قد أعلنوا أنهم سوف يحجبون حزمة مساعدات إنقاذ عن الشركة بقيمة ملياري يورو ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لخفض نفقات الشركة. وتم خصخصة شركة أليتاليا عام 2008 بعد تلقيها حزمة مساعدات انقاذ سخية من الدولة. وأصبحت شركة طيران الاتحاد الاماراتية عام 2014 أكبر حملة الأسهم في أليتاليا بحصة تبلغ 49 بالمئة، ولكنها فشلت في إنعاش الشركة. وتم الكشف الشهر الماضي عن آخر الخطط الرامية لإنقاذ أليتاليا وهي الوصول لنقطة التساوي بين الأرباح والخسائر بحلول عام 2019. وقال وزير العمل الإيطالي كارلو كاليندا في تصريحات لإذاعة راي الحكومية الإيطالية: "هذا هو أفضل حل ممكن بالنظر إلى الأزمة التي تمر بها الشركة". وتتمثل المشكلة الرئيسية بالنسبة لشركة أليتاليا في خسارة مجالات العمل في الرحلات المحلية أمام المنافسين الأرخص سعرا وخدمات القطارات فائقة السرعة، دون أن تنجح في شق طريقها إلى سوق الرحلات طويلة المدى الأكثر ربحية. ويرى كثير من المعلقين ضرورة أن تندمج أليتاليا مع إحدى الشركات المنافسة لها من أجل ضمان فرصها في الاستمرار.