اهتمت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية، على الخصوص، بالمفاوضات بين السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية، الميركوسور، والاتحاد الأوروبي بشان إبرام اتفاقية للتجارة الحرة، وبسعي الحكومة الأرجنتينية لتمديد سريان قانون يروم التسوية الضريبية للأموال المهربة خلال السنوات الأخيرة من النظام المالي الأرجنتيني. كما توقفت صحف المنطقة عند الاتصال الهاتفي الذي تم بين الرئيسة الشيلية ميشيل باشليت، ونظيرها الأمريكي، دونالد ترامب، وكذا عند تداعيات فضيحة تسويق اللحوم الفاسدة ومحاولات الحكومة البرازيلية لتقليل آثارها على إنتاج أكبر مصدر للحوم في العالم. فبالأرجنتين، ذكرت الصحف أن الاتحاد الأوروبي والميركوسور، الذي يضم كلا من الأرجنتين والبرازيل والباراغواي والأوروغواي، سيشرعان، خلال اجتماع للجنة الثنائية للتفاوض الذي سينطلق الثلاثاء ببوينوس آيرس، في التفاوض حول عدد من تفاصيل اتفاق التجارة الحرة بين التكتلين. وكتبت يومية "أمبيتو فينانسييرو" أن فضيحة اللحوم الفاسدة التي كانت تروج في السوق المحلية ويصدر جزء منها إلى الخارج، تهدد بتجميد المفاوضات بين التكتلين، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تعول فيه الارجنتين، التي تتولى الرئاسة الدورية للميركوسور، على مثل هذا الاجتماع لتسريع المفاوضات في أفق إبرام اتفاق بين التكتلين قبل متم السنة الجارية، تهدد فضيحة اللحوم الفاسدة بالبرازيل بعدم تحقق هذا المسعى خلال السنة الجارية. من جهتها، ذكرت يومية "إنفوباي" أن الحكومة الأرجنتينية بحاجة إلى موافقة البرلمان من أجل تمديد سريان قانون التسوية الضريبية الذي أطلقته في يوليوز الماضي بهدف استعادة الأموال المهربة من النظام المالي الأرجنتيني، سواء داخل البلاد أو إلى الخارج، إلى غاية متم ماي المقبل، بدل نهاية مارس الجاري كما هو مسطر. واشارت الصحيفة إلى أن حكومة الرئيس ماوريسيو ماكري تسعى إلى تمديد أجل سريان القانون، بالنظر إلى النجاح "المؤكد" الذي حققه القانون والذي مكن من استعادة حوالي 98 مليار دولار حتى حدود الثاني من يناير الفائت، في حين تشير التوقعات إلى أن القانون قد يمكن من استعادة 135 مليار دولار عند نهاية الشهر الجاري. وأضافت أن الحكومة تفكر في استصدار مرسوم استعجالي لتمديد أجل انتهاء سريان القانون، والذي تعول على عائداته كمصدر من مصادر تمويل عملية تسوية الوضعية المادية لنحو مليوني متقاعد لم يتوصلوا بمستحقات طالبوا بها الدولة، بينهم 300 ألف رفعوا دعاوى قضائية وانتهت بأحكام لصالحهم. وبالشيلي، تطرقت الصحف المحلية، على الخصوص، إلى الاتصال الهاتفي الذي تلقته الرئيسة ميشيل باشليت من نظيرها الأمريكي، دونالد ترامب، خلال نهاية الأسبوع المنصرم، والذي تمحور حول العديد من القضايا الثنائية والإقليمية، وفي مقدمتها الأزمة في فنزويلا. وكتبت يومية "لاتيرسيرا" أن الزعيمين تناولا خلال هذا الاتصال العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا المرتبطة ب"تعزيز التعاون بشأن قضايا التجارة والأمن"، على الخصوص، وشددا على أهمية تعزيز احترام الحقوق الديمقراطية والإنسانية في فنزويلا"، مشيرة إلى أن هذا الاتصال تم بعد اتصال مماثل من قبل الرئيس الأمريكي مع نظيره البرازيلي، ميشيل تامر. وبالبرازيل، انصب اهتمام الصحف المحلية على تداعيات فضيحة تسويق اللحوم الفاسدة ومحاولات الحكومة البرازيلية لتقليل آثارها على إنتاج أكبر مصدر للحوم في العالم. وكتبت صحيفة "جورنال دو برازيل" أن الاتحاد الأوروبي قرر تعليق استيراد اللحوم من أكثر من 30 شركة برازيلية، على إثر فضيحة "اللحوم الفاسدة"، التي تورطت فيها شبكة واسعة يفترض انها قدمت رشاوى لمفتشي الخدمات الصحية لإصدار شهادات لأغذية فاسدة دون القيام بالتفتيش اللازم. من جهتها، كتبت يومية "فوليا دي ساو باولو" أن الحكومة البرازيلية تسعى للتقليل من آثار فضيحة اللحوم الفاسدة، متحججة بارتكاب "أخطاء تقنية". وذكرت أن وزير الزراعة بلاريو ماغي انتقد الشرطة الفيدرالية بسبب "الاخطاء التقنية" التي ارتكبت في عملية "اللحوم الفاسدة"، مضيفة أن الشرطة أعلنت أن بعض شركات التبريد قامت بممارسات غير قانونية. من جانبها، اعتبرت يومية "أو غلوبو" أن المراقبة والشفافية هي أفضل الحلول التي يمكن أن تقدمها السوق للتعاطي مع هذه الفضيحة، بدل إلقاء اللوم على الشرطة لكشفها خيوط هذه الفصيحة.