توقفت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية، على الخصوص، عند تولي الأرجنتين للرئاسة الدورية للسوق المشتركة لأمريكا الجنوبية، الميركوسور، في ظل الخلاف القائم بين الدول الأربع الأعضاء في التكتل وفنزويلا إثر تعليق عضوية هذه الأخيرة، وعند مصادقة مجلس الشيوخ الأرجنتيني على مشروع قانون يتعلق بإقرار حالة الطوارئ الاجتماعية بالبلاد. كما خصصت صحف المنطقة حيزا مهما من صفحاتها لموافقة لجنة بمجلس النواب البرازيلي على نص يتعلق بإصلاح أنظمة التقاعد، ولاستقالة مستشار مقرب من الرئيس البرازيلي ميشيل تامر على خلفية اتهامات بالتوسط لتمويل غير مشروع لحملة الرئيس الحالي للدولة، فضلا عن توقعات اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكارايبي بشأن أداء الاقتصاد الشيلي. فبالأرجنتين، اهتمت الصحف بتولي الأرجنتين للرئاسة الدورية للميركوسور، وذلك خلال اجتماع، في بوينس آيرس، لوزراء خارجية الدول الأربع المؤسسة للتكتل الإقليمي، وهي البرازيل والباراغواي والأوروغواي، فضلا عن الأرجنتين. ونقلت صحيفة "إنفوباي'' عن وزيرة الخارجية الأرجنتينية، سوسانا مالكورا، قولها خلال مؤتمر صحفي عقب هذا الاجتماع الذي ضم نظراءها البرازيلي، جوزي سيرا، والأوروغواياني، رودولفو نين نوفوا، والباراغواياني، إلاديو لويزاغا، إن قضايا مثل المفاوضات بشأن اتفاقية للتجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والميركوسور ستكون ضمن أولويات هذا الأخير خلال الستة أشهر المقبلة، إلى جانب العمل على تعزيز التكامل بين دول التكتل الأمريكي الجنوبي. وأوردت اليومية أن تولي الأرجنتين للرئاسة الدورية للتكتل تم في ظل التواجد المثير للجدل لوزيرة الخارجية الفنزويلية، ديلسي رودريغيز، التي حلت ببوينس آيرس لحضور اللقاء دون توجيه الدعوة إليها، على إثر تعليق عضوية بلادها بالتكتل بسبب عدم وفائها بالتزامات الانضمام لهذا الأخير، مشيرة إلى أن رودريغيز منعت من ولوج قاعة اجتماع وزراء خارجية البلدان الأربعة المؤسسة للميركوسور، لتكتفي إثر ذلك بعقد لقاء على انفراد مع نظيرتها الأرجنتينية أعربت فيه عن رفضها لقرار تعليق عضوية بلادها في هذه المجموعة الإقليمية. وذكرت اليومية بأن الجدل والخلاف بين الدول الأربع الأعضاء في الميركوسور وفنزويلا، التي انضمت إلى التكتل سنة 2012، زاد إثر تعليق عضوية كراكاس مطلع الشهر الجاري، بعدما تأكد عدم وفائها بالتزامات الانضمام، والتي تهم على الخصوص، اتفاقية التكامل الاقتصادي رقم 18، المتعلقة بحرية حركة السلع، وبروتوكول النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها، والاتفاقية المتعلقة بالإقامة بالنسبة لمواطني الدول الأعضاء في الميركوسور. وفي موضوع آخر، تطرقت يومية "لاناسيون" بمصادقة مجلس الشيوخ الأرجنتيني، مساء أمس الأربعاء، على مشروع قانون ينص على إقرار حالة الطوارئ الاجتماعية بالبلاد لمدة ثلاث سنوات، والتي تقتضي من الحكومة الشروع في اتخاذ عدد من التدابير الاستعجالية ذات الطابع الاجتماعي في ظل تراجع القدرة الشرائية والصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها الأرجنتينيون. وأشارت اليومية إلى أن إقرار مشروع القانون، الذي سبق أن اعتمده مجلس النواب وجاء بعد اتفاق بين الحكومة ونحو 40 من الحركات الاجتماعية، تم بعد تأييد بإجماع 49 عضوا الذين حضروا جلسة التصويت بمجلس الشيوخ. وينص القانون، حسب الصحيفة، على رصد نحو 30 مليار بيسو أرجنتيني (نحو 9ر1 مليار دولار) على مدى ثلاث سنوات لتمويل برامج ومشاريع اجتماعية لفائدة الطبقات الفقيرة، على الخصوص، وذلك مقابل وقف الاحتجاجات التي باشرتها الحركات الاجتماعية والمركزيات النقابية المحسوبة على المعارضة خلال الشهور الأخيرة. وبالبرازيل، تناولت الصحف المحلية موافقة لجنة بمجلس النواب على نص يتعلق بإصلاح أنظمة التقاعد، وكذا استقالة مستشار مقرب من الرئيس ميشيل تامر على خلفية اتهامات بالتوسط لتمويل غير مشروع لحملة الرئيس الحالي للدولة وآخر فصول المواجهة بين فنزويلا والدول الأربع المؤسسة للميركوسور. وكتبت يومية "جورنال دو برازيل" أن لجنة الدستور والعدل والمواطنة بمجلس النواب وافقت، صباح اليوم الخميس، على مشروع مثير للجدل يتعلق بإصلاح أنظمة التقاعد، ما يعني أن المشروع سيطرح للمناقشة والتصويت بالمجلس في فبراير المقبل. وينص مشروع القانون على رفع الحد الأدنى لمدة المساهمة من 15 إلى 25 سنة، حسب اليومية، التي أشارت إلى أن الإجراء سيقصي العديد من البرازيليين، لاسيما من الفقراء، من الحق في التقاعد. وكتبت يومية "فوليا دي ساو باولو"، من جانبها، أن أحد المستشارين المقربين من الرئيس تامر، المحامي جوزي يونيس، قدم استقالته امس الاربعاء بعد اتهامه من قبل الرئيس السابق لشركة البناء العملاقة "أودبريشت"، المتورطة في فضيحة الفساد داخل شركة "بتروبراس" النفطية العمومية، بلعب دور الوسيط لتمويل حملة الرئيس الحالي للبلاد، بشكل غير مشروع. واعتبرت الصحيفة أن هذه الاستقالة تضعف الرئيس البرازيلي نوعا ما، المتهم بدوره من قبل كلاوديو ميلو فيليو، أحد الأطر ال77 السابقين بشركة ''أودبريشت'' الذين وقعوا اتفاق تعاون مع القضاء في فضيحة "بيتروبراس"، بتلقي عشرة ملايين ريال برازيلي سنة 2014 لتمويل حملات لحزبه "الحركة الديمقراطية البرازيلية". من جهتها، توقفت صحيفة "أو غلوبو" عند انتقاد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، من هافانا، حيث شارك في تجمع للتحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية" (ألبا)، استبعاد وزيرة الخارجية ديلسي رودريغيز من اجتماع وزراء خارجية الدول المؤسسة للميركوسور من اجتماعهم المنعقد أمس ببوينس آيرس. وبالشيلي، اهتمت الصحف المحلية بتوقعات اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكارايبي بشأن أداء الاقتصاد الشيلي، حيث ذكرت يومية "لاتيرسيرا"، استنادا إلى التقرير الأخير للجنة الذي صدر أمس الأربعاء، أن الناتج الداخلي الخام للبلاد سيسجل نموا بنسبة 6ر1 في المائة عند متم السنة الجارية وبواقع 2 في المائة العام المقبل، وذلك نتيجة تحسن أسعار المواد الأولية، لاسيما النحاس، والتي يعد البلد الجنوب أمريكي من أبرز مصدريها، في الأسواق العالمية. وأشار تقرير اللجنة، تضيف الصحيفة، إلى أن النتيجة الإيجابية التي يتوقع أن يحققها الاقتصاد الشيلي خلال السنة المقبلة ترتبط أساسا، فضلا عن ارتفاع أسعار المواد الأولية في الأسواق العالمية، بتدابير ماكرواقتصادية مثل خفض سعر الفائدة الأساسي من قبل البنك المركزي، وما لذلك من انعكاسات إيجابية على معدل التضخم.