إن تحري الجودة في تعليمنا الجامعي واستشراف آفاق المستقبل، يظل أمرا يشغل بال كثير من الباحثين الأكاديميين،ويشكل عائقا وتحديا كبيرا لتجاوز أزمته فمن المسؤول عن الأزمة في تعليمنا الجامعي؟ وما هي الحلول الناجعة لأ زمة طالما عانى منها الطالب الباحث، والأستاذ المكون ؟ يمكن القول: إن من ضمن العوامل الرئيسية، التي أدت إلى تقهقر التعليم الجامعي بالمغرب،هي كالتالي: - الخلل بالأساس بنيوي، ما نراه في الجامعات المغربية ، هو نتيجة للضعف الحاصل في الدراسة في مراحل الثانوي، بما فيها الإعدادي والتأهيلي ؛حيث يكون التلميذ همه هو الحصول على الشهادة، وليس التكوين الجيد، لخوض غمار المراحل الجامعية. - اقتصار دور الأستاذ في المراحل الثانوية على تلقين المعرفة، وعدم توجيه الطالب، والأخذ بيده الى المستقبل وبث فيه حب العلم والمعرفة. - تشاؤم الطالب من المستقبل، مما يقلل من عزيمته وهمته في التعلم والنهل من العلم والمعرفة . - صعود الطالب الى الجامعة حاملا هم الحصول على الشهادة الجامعية تضمن له فرص الشغل، فيغلب على باله التكوين والاستزادة في العلم. - اقتصار الأستاذ الجامعي على المطبوعات، وامتحان الطلبة فيها، فيصير الطالب عاكفا على ما طبع من الأوراق، وليس شراء الكتب العلمية القيمة . - تراجع البحوث الجامعية؛ حيث تحتوي على عناوين ومضامين لا تخدم البحث العلمي الرصين، فتصير أكواما من الأوراق ملقاة في رفوف مكتبة الجامعات،لا يلقى لها شأنا . _غياب استراتيجية واضحة للوزارة الوصية على القطاع؛ حيث توضع البرامج والمناهج،بعيدة عن تحديد الهدف من الدراسات الجامعية، ولحل المشكل ، لابد من دراسة الحلول الناجعة، ووضع برامج واقعية وملموسة. فمشكل تراجع تعليمنا العالي، يتحمله المسؤولون عن القطاع،والأستاذ الجامعي، والطالب المتمدرس،ولتجاوز هذه المعضلة،أ قترح الحلول التالية: *إعداد التلميذ وتأهيله جيدا منذ مراحل الدراسة في الثانوي؛حتى يكون قادرا على مسايرة التعليم العالي ، وتحفيزه على حب التطلع،وتكريس لديه ثقافة التفاؤل بالمستقبل. *مراجعة بعض الطرق والوسائل البيداغوجية المعتمدة في الجامعات، من قبيل التلقين والإلقاء المجرد، ووضع الطالب رهن إشارة الأوراق المستنسخة والمطبوعات. *الدور المنوط بالأستاذ الجامعي، هو الإشراف على الطالب وتتبع تكوينه وإرشاده إلى كيفية البحث العلمي الإيجابي، وليس الاقتصار على حفظ المختصرات من المطبوعات. *إعادة النظر في البحوث الجامعية، وتخصيص الجامعة بعض اللجن تشرف على إعداد البحوث، وإزاحة البحوث العادمة الجدوى، التي ليس لها صلة بالواقع. *وقوف الوزارة الوصية على القطاع على مكمن الخلل، وإيجاد الحلول الحقيقية، وتجاوز البرامج والمخططات الطويلة المدى. ولإيجاد حل لهذه المعضلة، والتخفيف من حدتها،لابد من تظافر الجهود بين جميع المكونات، فالمخططات وحدها لا تكفي، والتشاؤم من المستقبل، وإلقاء اللوم لا يغني شيئا، بل التفكير في الحلول الناجعة، هو الرهان الحقيقي والجوهري الذي يحقق الجودة في هذا القطاع.