يشكل المعرض الدولي ال23 للنشر والكتاب مناسبة للأطفال لزيارة أروقة الأعمال الأدبية الموجهة للناشئة. فالتجول بين أروقة المعرض ومشاهدة صفوف الانتظار الطويلة للحصول على توقيعات الكتاب، والتقاط الاهتمام الذي يبديه الأطفال أمام القصص التي تروى لهم بانتباه شديد مطلقين العنان لخيالهم، هو ما يسمح بتقييم هذه التظاهرة الثقافية. هذه النسخة ال23 التي شهدت اقبالا منقطع النظير٫ تعد تظاهرة فريدة للصغار والكبار٫ لم يقتصر دورها فقط على اتاحة الفرصة لولوج المكتبات وصفوف التوقيعات، بل شكلت كذلك مناسبة لحضور الورشات والنقاشات التي يؤطرها كتاب مرموقون. ويستغل تلاميذ المدارس صباحيات المعرض لاكتشاف الكتب الجديدة الموجهة لهذه الفئة أو المشاركة في الأنشطة، خصوصا في فضاء الأطفال برواق وزارة الثقافة أو معهد سيرفانتيس في إطار هذه التظاهرة ذات الاشعاع الدولي. وفي هذا الصدد، قالت مسؤولة عن فضاء الطفل بالمعرض زهرة برير، في تصريح صحافي، إن الوزارة الوصية تنظم في كل نسخة من المعرض الدولي ثلة من الورشات التي تؤثث فضاء الأطفال، حيث تنظم أنشطة تؤطرها شخصيات ثقافية وفنية، كالرسم والقصة. وسجلت أن هذه الورشات تتميز بحمولة ثقافية وبيداغوجية مهمة، وتعطي للأطفال الفرصة للتعبير وأخد الكلمة بكل حرية أمام جمهور واسع وتحفزهم على حب المطالعة. وقالت نبيلة وهي طفلة تبلغ من العمر 13 سنة ، قدمت من مدينة الرباط في زيارة مدرسية للمعرض، أن هذا الأخير يوفر لها الفرصة التجول في عالم الكتاب والقراءة، مضيفة أنها المرة الأولى التي تزور فيها معرضا مخصصا للكتاب. وأضافت "لقد أحببت هذا المعرض لأنني اكتشفت كتبا مثيرة للاهتمام لم يسبق لي رؤيتها، لقد أثار هذا الأمر إعجابي لأنني تمكنت من العثور على كل أصناف الكتب التي تستهويني كروايات المغامرة والخيال العلمي والتاريخ". بدورها قالت آية (12 سنة)، من مدينة تمارة، أن المطالعة تشكل شغفا بالنسبة لها، وأن هذا الأمر يسمح لها بالترويح عن نفسها من ضغط الامتحانات المدرسية، معبرة عن رغبتها في حضور تظاهرات من هذا النوع بمدينتها. في نفس السياق، قال أمين (تلميذ بالثانوي التأهيلي)، أحد هواة قصة "هاري بوتر" أن المعرض كان بالنسبة له فرصة للتجول بين "متاهة" الكتب هذه، من أجل اكتشاف مؤلفات أصلية وروايات الخيال باللغة الانجليزية التي تثير اعجابه. وأشار من جهة أخرى الى أنه حضر ورشة حول الطبيعة والتلوث بالمعرض، لافتا الانتباه الى أن "كل واحد منا عليه أن يراجع سلوكه للمحافظة على نظافة بيئتنا وحيويتها". أما سلمى (12 سنة) فقالت أنها حريصة على الحضور لهذا الموعد المتميز الذي يخدم الكبار والصغار، مضيفة "نأتي للمعرض كل سنة مع مدرستنا للتعرف على الاصدرات الحديثة من الكتب والتجول بين مختلف الأروقة واكتشاف الروايات وقصص الأطفال والوثائقيات والقصص البوليسية". وبحماس كبير دخل الطالبان أحمد طلال وليلى (19 سنة) بعد طول انتظار من الباب الرئيسي للمعرض، لقد كانوا مندهشين من العدد الكبير من الأطفال الذين حولهم. وقال طلال، وهو طالب اقتصاد، إنها المرة الأولى التي يزور فيها معرض الدارالبيضاء، معبرا عن اندهاشه لهذا العدد الضخم من الكتب المعروضة في مختلف أجنحة المعرض. وأضاف "أرغب في اقتناء بعض الكتب من مختلف المواضيع لأنني أحب المطالعة خصوصا حينما يتعلق الأمر بالروايات، لكنني وددت العثور على كتب متخصصة في المجال الرياضي".وقالت ليلى إنها أعجبت ب"سحر هذا الحدث الذي يجذب كل سنة عددا كبيرا من الشغوفين بقراءة الكتب".