على تعدُّد الرِّواقات التي يضمُّها المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، تستدعيك من بعيد ملامح البراءة والسعادة والشغب التي تطل من رواقات مخصصة للأطفال.. غنيةٌ بكتب رُصَّت بطريقة جذابة وصُفَّت بألوان زاهية بَعَثت فيها الحياة، حبلى بحيوانات أنْطَقها مؤلِّفوها وحَرصوا على أن تلعب أدوارا ساحرة تجعل الطفل يهيم بها مُستيقظا ويراها بأحلامه نائما ليقوم بعدها بمحاولة جادة لمُحاكاتها والنطق بما تقوله. هي أروقة لا تضم سوى قصصا ومجلات وملصات للناشئة، تستهدف أطفالا مشدوهين بعالم يرفُلُ بألوان سندرلا الوردية وببساط علي بابا الطائر وبقصص الأنبياء والكتب والألعاب التعليمية المساهِمة في تنويع الاستفادة وإغناء المعارف في محاولة من المؤلفين ودور النشر التي تُعنى بمثل هذه النوعية من الكتب والقراء الصغار؛ لمُلامَسة قُدرات الطفل الذهنية واستدعاء مهاراته الكامنة. فضاء الطفل...بنكهة المشاهير المغاربة لعل من أهم مميزات فضاء الطفل لهذه السنة كون عدد من الوجوه والشخصيات المغربية المشهورة في مجالات الثقافة والفن والرياضة والإعلام، كالفنان عمر السيد أحد أعمدة "ناس الغيوان" والعداءة نزهة بيدوان والزجالة المغربية زهراء الزريق والفنانين نعيمة المشرقي ولطيفة أحرار وثريا صواف ومحمود ميكري وعبد الرحيم العطري وغيرهم، يَحرصُون على تنشيط فضاءات تتنوع ما بين القراءة والحكي والورشات، إضافة إلى المساهمة في تعريف الأطفال على عدد من الحكايات العالمية المكتوبة والمصورة وتمكينهم من خلال الورشات من معارف الارتجال والخط وإبداع القصص المصورة. لطيفة أحرار..تساهم في الحث على القراءة شاركت الفنانة لطيفة أحرار في تنشيط ورشة للأطفال، عمدت خلالها إلى سرد قصة على مجموعة من أطفال المدارس الابتدائية تدور أطوارها حول طفلة تدخل مكتبة مليئة بالكتب وتعمل على نفض الغبار عنها لتقوم الكلمات والحروف بشُكرها. أحرار أكدت، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية على خلفية مشاركتها في تنشيط ذات الورشة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، أنها المرة الثالثة التي تساهم فيها في تنشيط صبيحة للأطفال بالمعرض، مؤكدة أن من بين أدوار الفنان حث الأطفال في إطار عملية تحسيسية بأهمية القراءة واقتناء الكتاب من أجل خلق شباب ونشء يستطيعون الكتابة والإبداع. الأطفال..ضيوف فوق العادة بالمقابل فقد عرف اليوم الخامس بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، حضورا قويا لوفود من تلاميذ المدارس الابتدائية من مناطق ومدن مختلفة، تَحدُوهم الرغبة في اكتشاف هذا الفضاء الواسع والنهل منه ولو قليلا، مرفوقين بمعلماتهم اللواتي حرصن على تنظيم صفوفهم الطويلة ومساعدة كل منهم على حسن اختيار كتابه الملون الصغير أو قصته الحافلة بالحياة.. تقول الصغيرة آلاء القادمة من مدينة المحمدية، " جئت اليوم إلى المعرض مع صديقاتي حتى أتمكن من شراء قصص جديدة أستمتع بقراءتها"، وتضيف التلميذة بالصف الخامس إسراء من مدينة الجديدة، "هي السنة الثالثة على التوالي التي أقوم فيها بزيارة المعرض في رحلات من تنظيم مدرستنا، كل شيء في المعرض جميل"، أما ريان من الدارالبيضاء فقدأكد لهسبريس اعتزامه شراء بعض قصص الأطفال إضافة إلى اقتناء كتاب للطبخ يهديه لأمه. مؤسسات تعليمية..تدفع بتلاميذها نحو القراءة في ذات الصدد، قالت "فاطمة" معلمة من الجديدة في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، "دأبنا على تنظيم رحلة سنوية إلى معرض الدولي للكتاب، خصوصا المستويين الخامس والسادس ابتدائي، وذلك بغية الانفتاح على الكتاب بصفته مصدرا للمعرفة، إضافة إلى محاولتنا الدفع بالطفل للقراءة". معتبرة أن استعمال الأطفال للأنترنت تقتل فيهم ملكة الإبداع والخيال،بمقابل القراءة والمطالعة التي تعد من أفضل الوسائل التي تساهم في تنمية حواس الطفل حسب المتحدثة التي تقول مستطردة بأن "مؤسسة "إحسان" بمدينة الجديدة تحرص على تنظيم أسبوع للكتاب ندعو فيها مجموعة من الناشرين والكتاب وننظم مسابقة للقصة والشعر لتنمية مهارات التلاميذ في هذا المجال".. وأشارت الأستاذة "نبيلة" بمدرسة "دار الحكمة" بالدارالبيضاء، أن المؤسسة حريصة على جلب تلاميذها في كافة المستويات بصفة سنوية إلى معرض الكتاب، "نحث الأطفال ونوجههم إلى اقتناء قصص الأنبياء مثلا وكتب التلوين، ونبحث دائما عن جديد قصص وكتب الأطفال" تقول "نبيلة" لهسبريس، مسجلة في ذات الآن ارتفاع أثمنة كتب الأطفال هذه السنة مقارنة مع السنوات الماضية. حيث أضافت المُتحدِّثة أن مؤسستها كذلك حريصة على تنظيم أنشطة مدرسية تدور حول القراءة والكتاب، إضافة إلى حث التلاميذ على تدوين ملاحظاتهم وملخصات تهم أي كتاب أو قصة يقرؤُونها. من جهتها، توقفت أستاذة من مدينة المحمدية تدعى "سلوى" عند الفوائد الكبرى في جلب تلاميذ مؤسستها إلى المعرض، معتبرة أن مثل هذه الزيارات تساعد الأطفال على تكوين فكرة عن أحدث الإصدارات، إضافة إلى تكوين رأي شخصي بخصوص المعروضات، وتقريبهم أكثر من الكتاب خصوصا وأن الانترنت والحاسوب يستحوذ على معظم أوقاتهم، علاوة على أن تلاميذ المستوى السادس خصوصا ينتظرهم امتحان في مادة التعبير باللغتين الفرنسية والعربية، "فالقراءة هنا مهمة جدا في صقل قدراتهم في هذا المجال" تورد المتحدثة.