أكد خبير مغربي في مجال ترميم المآثر التاريخي أن الزجاج التاريخي المتواجد بالطوابق العليا لكنيسة "القلب المقدس" بالدارالبيضاء قد تعرض للسرقة من لدن أشخاص أجانب كانوا يزورون هذه البناية التاريخية، والذي تم تعويضه بزجاج مصنوع محليا. وقال الخبير المغربي في الترميم محمد جطاري، الذي يشتغل مع الشركة التي تشرف على أشغال ترميم الكنيسة، في تصريح مسجل لهسبريس: إن "الزجاج التاريخي تم السطو عليه من لدن أشخاص أجانب، وأنا أرجح هذه الفرضية بنسبة 99 في المائة؛ فألوان هذا الزجاج تختلف بشكل كلي عن الزجاج الأصلي الذي بنيت به نوافذ الكنيسة، وقد تم تعويضه بزجاج ملون مصنوع محليا، والذي كان يستعمل على نطاق واسع في المغرب". وأضاف جطاري، في التصريح ذاته، أن "هذه النوافذ تمت سرقتها لأنها كانت في متناول الأفراد في الطابق العلوي، وهو ما سهل عليهم مأمورية انتزاعه لاستعماله كتذكار. وأستبعد تماما أن يكون الأشخاص العاديون من المغاربة قد قاموا بهذا الأمر؛ لأن الزجاج بالنسبة إليهم يظل مجرد زجاج عادي عكس الأجانب". وفي معرض تعليقه عن واقعة إهمال النوافذ التاريخية التي أشرفت المهندسة الفرنسية فلورنس تورنون برانلي على تصميمها وبنائها، أكد المهندس الخبير في مجال الترميم، والذي اشتغل على مشاريع ترميم مجموعة من البنايات في مدينة الرباط، أن هذه النوافذ لا قيمة تاريخية لها وقد جرى وضعها بعد إزالة النوافذ الأصلية، مضيفا: "سنعمل على تشييد نوافذ مطابقة للنوافذ الأصلية والتي سيتم تركيبها بعد صناعة هيكلها من الإسمنت المسلح ووضع الزجاج الشبيه بالأصلي". وذهب عبد الرحيم قسو، الرئيس السابق لجمعية "كازا ميموار" والعضو النشيط بها حاليا والمسؤول عن ورش أشغال ترميم الكنيسة المثيرة للجدل، على المنوال نفسه مؤكدا أن هذه النوافذ الخشبية قد تم وضعها بعد إنشاء الكنيسة. وقال الرئيس السابق لجمعية "كازا ميموار" في تصريح لهسبريس: "في اعتقادي الشخصي، فعمر هذه النوافذ لا يتجاوز 30 سنة، وقد قمنا بإزالتها وترقيمها من أجل معالجتها أو إيجاد حل تقني لهذا الموضوع". من جانبه، قال مصطفى الحيا، نائب عمدة مدينة الدارالبيضاء، لهسبريس: "نحن لن نتكلم في موضوع النوافذ، والشركة قالت كلمتها الفصل، وأنا لست محققا قضائيا أنا مدبر للشأن جماعي أحرص على المعلمة ولن أدخل في تفاصيل من وضع النوافذ ماذا وقع؟ وجزئيات (شرجم... زاجة) لن أدخل في تفاصيلها".