في الوقت الذي يأخذ مستعملو الطريق الجهوية رقم 312، الرابطة بين مدينتي خريبكة وأبي الجعد، انطباعا إيجابيا نوعا ما حول أوضاع البنية التحتية لمدينة وادي زم، انطلاقا من الشارع الرئيسي الذي يقسمها إلى نصفين، يتفاجأ كل من انعرج يمينا أو شمالا، وسط الأحياء السكنية للمدينة، بانتشار الحفر والمطبّات بمختلف الشوارع والأزقة والطرقات. مدينة وادي زم الواقعة بتراب إقليمخريبكة، والمعروفة على الصعيد الوطني بعاصمة الشهداء، وسبق أن لقّبها الفرنسيون إبان فترة الاستعمار ب"باريس الصغيرة"، لما يتوفّر عليه باطن أرضها من ثروات فوسفاطية لا تقل أهمية عن القرى المنجمية المجاورة، تعيش شوارعها وأزقتها، في السنوات القليلة الماضية، أوضاعا تثير استنكار السكان والزوار وعابري السبيل على حدّ سواء. منصف الرفيق، أحد سكان مدينة وادي زم، قال إن "الحالة الكارثية لطرقات وشوارع المدينة لا تُعتبر نشازا عن القاعدة العامة لعشوائية التسيير والتدبير بكل تجلياتها، في كل مناحي الشأن المحلي"، مضيفا أن "أشغال تعبيد الطرقات تنطلق قبيل مواعيد الانتخابات الجماعية والبرلمانية، من أجل "تزفيت" أعين الناخبين مؤقتا". وتابع المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "تقرير المختبر الواقعي المرتبط بالتساقطات المطرية يكشف حقيقة وجودة الأشغال التي يباشرها المسؤولون عن تدبير الشأن المحلي، من جهة، ويوضّح بالملموس، من جهة ثانية، أن الإصلاحات الترقيعية لا تستهدف الشوارع بدرجة أولى، بل تستهدف أصوات عموم الناخبين، مثلما يحدث مع أشغال الإنارة العمومية وما جاورها". وأبرز منصف الرفيق أن شوارع المدينة وأزقتها صارت في الفترات الأخيرة مؤثثة بتشققات غريبة على مستوى مجموعة من النقط والمقاطع الطرقية، إلى جانب الحفر المتناثرة هنا وهناك، فضلا عن مخلفات عدد من أشغال الصرف الصحي التي لم يحرص منجزوها على إعادة الأمور إلى أوضاعها السابقة، سواء بطمر الحفر أو إعادة تعبيد الطرقات. أما الناشط الجمعوي أحمد فتح الله، وأحد سكان "باريس الصغيرة"، فقد أوضح أن "أغلب الشوارع في حالة كارثية، وجلّها محفر وتتوسطه تشققات طولية شبيهة بمخلفات الزلازل، إلى جانب مخففات السرعة التي انتشرت بشكل متسارع وغريب، وأضحت مصدر إزعاج لمستعملي وسائل النقل بالمدينة". وتابع المتحدث أن استغلال البؤر العشوائية في الانتخابات، من خلال مدها بالماء والكهرباء، تسبّب في إنهاك صندوق خزينة البلدية؛ وهو ما دفع مدبّري الشأن المحلي إلى البحث عن حلول على حساب شوارع المدينة، مشيرا إلى أن أحد المجالس السابقة لجأ إلى اقتراض ما يقارب ملياريْ سنتيم من صندوق التجهيز الجماعي، من أجل تعبيد الطرقات، ولا تزال البلدية تحاول إلى حدود الساعة تسديد القروض السابقة. وختم فتح الله تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية بالتأكيد على أن مدينة وادي زم أصبحت في حاجة ماسة، أكثر من أيّ وقت مضى، إلى طرقات بمواصفات جديدة وجيّدة، سواء داخل أحيائها السكنية أو على مستوى مداخلها الأربعة، مع ضرورة تأهيل القديمة منها، وتقوية الإنارة العمومية، والحرص على الرفع من جمالية الشارع العام، بما يتناسب وقيمة المدينة التاريخية والاقتصادية. وحاولت هسبريس، طيلة الأسبوعين الماضيين، ربط الاتصال برئيس المجلس البلدي لمدينة وادي زم، من أجل استفساره حول الموضوع، ومدى حرص المجلس على وضع برامج لإعادة تهيئة الطرقات والشوارع بعاصمة الشهداء؛ غير أن هاتفه ظل يرنّ دون ردّ.