الربيع العربي الذي استبشرت به شعوب المنطقة خيرا يبدو أنه ينقلب قبل الأون إلى شتاء قاتم في العديد من الدول العربية ليبيا اليمن سوريا و لكن وع ذالك يبدوا أن الرابحين الكبار في نهاية هذا الموسم يمكن تعدادهم على رؤوس الأصابع . لا يتعلق الأمر بالحظ فقط بل يتجاوز الأمر إلى الدلالة على مستوى النخبة السياسية و الأنظمة الحاكمة التي دبرت الاستيقاظ المتأخر للشعوب. الآن موسم الربيع العربي يدخل مراحله الأخيرة يتضح أننا نحن المغاربة نعتلي صدارة قائمة الرابحين الكبار وفي هذه اللحظة التاريخية نعيش نقاشا مفتوح حول الوثيقة الدستورية الجديدة.يتبادر إلى ذهني سؤال واحد ألم يكن بإمكان خيرة ونخبة تلاميذ الفقهاء الدستوريين للجمهورية الخامسة أن ينتجوا وثيقة أكثر ضوء ا من ضلال " التأويل" الظاهرة و الخفية التي تحيط بالكثير من فصول الدستور الجديد , أم أن الإنتاج النهائي للجنة خضع لارغامات السياسة و اكرهات تدبير القادم من المراحل و التي يبدو من خلال حمولات النقاش العمومي أنها لن تكون يسيرة على مختلف الفاعلين . يبدو لي شخصيا أن البحث عن جوب للسؤال السالف أشبه بمطاردة الساحرات, و أنه و مهما تكن الحقيقة فالوثيقة الدستورية الجديدة أفضل تعاقد سياسي أنتجنه حتى اللحظة الراهنة, وفي الكثير من فصوله يلاحظ أن يحقق الوظيفة التوقعية/ المستقبلية للدساتير و أنه حرر السياسية في شقها التطبيقي / تدبير الشأن العام من متاهات المسؤولية و المحاسبة .و أن مضامينه تلزمها نخب جديدة متحررة من اكرهات تدبير نهاية المسار السياسي التي تواجه جزء كبير من النخبة السياسية الموجودة حاليا و التي أعمى أبصارها التشبث بالكراسي. أملي كبير في أن نؤمن يوما أن وحدها الصناديق كفيلة بتحديد مستقبلنا و مستقبل الأجيال القادمة, و أنها الفيصل بين مخلف المشاريع المجتمعية لبتي يحملها مختلف الفاعلون . هذه هي الديمقراطية كما أفهمها فكريا و أنتمي إليها مجتمعيا و في ذالك فل يتنافس المتنافسون. لن أدخل في التفاصيل الصغيرة رغم أن الشيطان مقيم فيها. و لن أعيد إنتاج المرافعات الكلاسيكية الممعنة في استخدام زخرف الكلام من أجل البرهنة عن لماذا سوف أصوت بنعم......لأني مقتنع تمام الاقتناع بأن واجبي كمواطن واعي و مسؤول متحرر من حسابات أجيال الماضي, يحتم قول" نعم" من أجل الوطن عوض " لا" من أجل التاريخ.