هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'        أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء        الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    "دور الشباب في مناصرة حقوق الإنسان" موضوع الحلقة الأولى من سلسلة حوار القيادة الشبابية    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    وفاة ضابطين اثر تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية اثناء مهمة تدريب        أمن البيضاء يوقف شخصا يشتبه في إلحاقه خسائر مادية بممتلكات خاصة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في مطار الجزائر بعد انتقاده لنظام الكابرانات    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلى أين يمضي شباب الثورة؟ .. مقدمات لفهم ما يجري
نشر في محمدية بريس يوم 08 - 05 - 2011

يتعلق الأمر بقضايا سادت ثم خبت,و لا شك أنها لا تزال ,إلى حد ما,فاعلة في تشكيل الوعي السياسي العربي ,الذي انتهى اليوم إلى أن يكون وعيا سياسيا شبابيا يعبر عن نفسه بثورات تبدو وكأنها استعجلت التاريخ ,وسنن التطور,لتولد ناضجة مكتملة.
حينما شرع المنظرون و الحكام والمثقفون والسياسيون ,على مدى عشرات السنين, في الاشتغال على هذه القضايا – بصدق أم لا- ربما لم يكن يدور بخلدهم أنهم يزرعون في تربة المجتمع العربي بذورا ستنبت حينما ينسون هم قضاياهم ,ويهجرونها إلى غيرها.
من هذه القضايا:
1. الأمة العربية 2.الأمة الإسلامية 3.الديمقراطية 1.قضية الأمة العربية:
رغم ارتدادها إلى أزمنة قديمة ,أي منذ وعى العرب أنفسهم ككيان, فان اشتغالاتها المعاصرة
تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر ,مع شروع الإمبراطورية العثمانية في الانحلال والتفسخ.
أفضت هذه البدايات إلى الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين (يونيو1916).
رغم دعم فرنسا وبريطانيا لهذه الثورة ,نكاية بالأتراك,ووعود ماكمهون للشريف حسين,بالدفع في اتجاه تأسيس دولة الوحدة ,فإنهما التفتا على نتائجها في اتفاقية سايس بيكو ,وقامتا بتقسيم المنطقة العربية المحررة فيما بينهما.
في استثمار غادر لهذا التقسيم تم تأسيس الكيان الإسرائيلي في أرض فلسطين العربية ؛ إيذانا
ببداية صراع مزمن يشتغل في واجهات متعددة ,انتهى –خصوصا بعد اتفاقية كامب ديفيد ,في 17/9/1978-إلى دخول الفكر القومي العربي في بيات شتوي بدا بدون نهاية.
كان الطموح القومي شاسعا يسع حدود الأمة الثقافية واللغوية ,في تطابق مع حدودها السياسية.
لقد تأسس هذا الطموح على أن الوحدة هي الأصل ,أما التشرذم القطري فعارض مصطنع يقف وراءه المستعمر , ومن استكمل رسالته من حكام عرب أجهزوا على المقومات العربية لشعوبهم لصالح التجزئة القطرية ؛وكان ثمن خدماتهم هذه إغماض العيون عن شتى أنواع التنكيل والبطش بشعوبهم ,يسومونهم فهمهم البئيس والمغرض للديمقراطية .
انزاح طموح الفكر القومي في تأسيس " الأمة العربية" بمدلولاتها الدينية ,الثقافية ,السياسية والاقتصادية -النضالية بالضرورة- ليحل محله طموح قطري تؤثثه شعارات من مثل : الأردن أولا,لبنان أولا...وتيارات ثقافية تمجد الفرعونية , الفينيقية, الأشورية, الإفريقية,... ثم اخترقت الخريطة اللغوية العربية ,لتنتهي إلى شبه معاقل تحاصرها الانجليزية والفرنسية .
أتت القطرية على حلم الشعوب العربية ,قاطبة, في تنمية عربية شاملة تمولها أموال النفط .
لو نطق هذا النفط لنطق باللسان العربي , ولو وجد في وضع دفاع ,ضد الأجنبي, لدافع عنه – باسم العروبة -فقراء العرب أكثر من أغنيائهم المحتكرين له.
اختزلت حقوق الشعوب العربية في النهضة المتكاملة , كما نظر لها القوميون العرب,إلى مجرد هبات وصدقات تعقبها دعوات أن يزيد الله المانح غنى وسعة ,بالعثور على مزيد من مخزونات النفط في الأرض العربية ,التي يشهد الإدريسي في خريطته أنها كذلك.
هذه الأمة – وقد أصبحت مختزلة في أمة النفط - استقوت بأغنياء الغرب المتحضر والصناعي على من توهموا بأنهم شركاؤها في السعة ,كما كانوا دائما شركاءها في الفقر,قبل أن يكون هناك نفط ؛بل وصلت إلى حد اعتبارهم مجرد وجهات سياحية تقصدها لتفريغ مكبوتاتها؛ومجرد
أيادي ممدودة, إلى ما ليس لها, تمارس عليها فعل الصدقة ,المأمورة به شرعا.
كان هذا مدخلا طبيعيا ليستقوي حكامها حتى على شعوبهم ,ويصبحوا واجهة الأمة المقطوعة عن قواعدها – بفعل فاعل- والباحثة عن أمنها ودوامها لدى الغرب الضاحك والشامت .أمن مؤدى عنه من ثروة الشعوب لضرب هذه الشعوب بالذات.
الغرب يضغط ويضغط بلا مشروعية هذه الأنظمة ,وبورقة الشعوب المقهورة ,النائمة.
أناخ هاجس الخوف من الشعوب ,والرقيب الذاتي الأمار بالامتثال للأجهزة الغربية الحامية,بالقضية الفلسطينية – إحدى قضايا الأمة الكبرى-لتصبح مجرد أسهم في البورصة الدولية يتعاورها الارتفاع والهبوط؛حسب الظروف والأمزجة وتقلبات الأحوال ,إلى أن أفضى التردي إلى مفاوض فلسطيني أتى على كل فلسطينيي الشتات بسقف مطلبي طائش وجبان.
هي ذي قضية العرب الأولى ,وقطب الرحى في مصطلح" الأمة العربية" ؛وهؤلاء هم
المطرودون من أرضهم وديارهم ,والذين شكلوا " القضية الفلسطينية",باعتبارهم عمودها الفقري.
الكل انتهى في جيب المفاوض الفلسطيني الكبير يصرفه كما يشاء ما دام هناك شرم الشيخ وباقي الشيوخ يذودون عنه ,ويصوبون أخطاءه المتعمدة.
ثم تأثث مشهد " الأمة النفطية" بمثقفي البلاط وفقهائه ومداحيه ؛وأفاضت الأقلام في صنع زعامات وهمية , وآباء عطوفين ,بقدرما أفاضت هذه الزعامات من أياديها البيضاء ,رغم سواد النفط.
ثم ترسخ التعامل الهبوي محل مقتضيات اشتغال قضية" الأمة العربية" ,التي تدفع في اتجاه التشارك والتضامن لتحقيق الأهداف الكبرى. هكذا أصبحنا نسمع عن هبة من فلان ؛ومشفى من هذا ,وآذان ما كان ليصدح لولا عطاء فلان.
2.قضية الأمة الإسلامية:
"هي من القضايا الكبرى التي شغلت الضمير والفكر الإسلامي,في القرون السالفة,وطيلة القرن العشرين , والى الآن" نزار الموسوي
هكذا قضايانا الكبرى ,لا نصل فيها إلى حل أبدا ؛فرغم أن الاشتغال القومي العربي ,اشتغال إسلامي بدءا؛بمعنى أن الدين الإسلامي حاضر فيه حضور تأسيس ,وحشد ؛لأن الوحدة لم تتحقق إلا من خلاله ؛وهذا يعني أن الجهود والأهداف تكاد تكون واحدة ,سواء صبت في اتجاه تحقيق الأمة العربية أو تحقيق الأمة الإسلامية؛مع تلوينات لا مجال لها هنا.
رغم وحدة الجهود,تقريبا, لم نفلح في هاتين القضيتين معا.
الاشتغال من أجل الأمة الإسلامية لم يتجاوز الاشتغال العاطفي :تجييش المسلمين لأن مصيرهم واحد , وعدوهم مشترك.
كيف ننظم كل تفاصيل وملابسات مصيرنا المشترك,سياسيا ,اجتماعيا ,اقتصاديا وثقافيا؟
كيف نفهم هذه المواجهة ,وكيف نضع استراتيجياتها ,وننفذها؟ أسئلة لا نطرحها لأننا – كحكام فاعلين , وكمثقفين ودعاة ,لم نتجاوز ,بعد, مرحلة التجييش وشحذ الهمم.
لم نتجاوز ,بعد, مرحلة " الفمية" التي لا تزيد على ترديد النصوص الشرعية الكريمة الداعية للوحدة ؛وكأن قدر هذه النصوص أن تشتغل لذاتها ,كتلك النصوص البوذية التي تلف على
اسطوانات وتدار باليد,و في تدويرها قراءة لها.
وكما هو الشأن فيما يخص إفراغ قضية الوحدة العربية من محتواها يواجه العمل الإسلامي الوحدوي – على مستوى الشعوب المؤمنة به - تحديات نتوقعها من خصومه ,ونفهمها ,لكننا نستهجنها من حكام لا يرون فيها – شأن الفكر القومي- سوى طوفانا من الفقراء المسلمين
يضيقون عليهم سعة العيش التي هم فيها. إن تعثر الوحدة , وحتى تهاويها, أفضل ,في نظرهم,من التشارك في الفقر والغنى .
ويدلون بما هو عليه وضع الاتحاد الأوروبي الغني ,بعد أن اتسع شرقا ,في اتجاه بؤساء الشيوعية المنهارة.
أن نشترك في أركان الإسلام,نعم ,لكن في آبار النفط والغاز فلا.
هؤلاء الأثرياء ,أصحاب الأرصدة والأبراج ,والملايير التي تشغل بورصات العالم؛أنساهم ,ما هم فيه من بحبوحة, حقائق التاريخ الإسلامي ,وبصفة خاصة تاريخ الفتوحات ,الذي جعل الشجعان المجاهدين يغادرون المركز الإسلامي إلى المحيط ,ويستشهدون فيه أو يستقرون ,أجيالا بعد أجيال؛ولم يكن واردا عندهم –طبعا- أن المركز, الذي حكموا على أحفادهم ,بألا يعودوا اليه أبدا ,يختزن ثروات هائلة سيجد هؤلاء الأحفاد أنفسهم محرومين حتى من الحلم بها .
حصل هذا هكذا ,بسب شجاعة أجدادهم وصدق إيمانهم.
يتشدق هؤلاء الأثرياء بالتاريخ/الماضي الإسلامي؛لكن التاريخ الذي لا يشرعن حق العودة إلى البترول؛وكأن العودة العربية والإسلامية مطلب فلسطيني فقط ,في مواجهة الصهاينة.
وفي إقصاء واضح ل"حلم العودة" ,وهي عودة اقتصادية ,وغير نزوحية, يفتح الخليج أراضيه
لليد العاملة ,غير العربية,حتى لا ينشأ وضع ديموغرافي , يظل دابتهم السوداء التي ترعبهم.
من رحم هذا الإرهاب الاقتصادي ,المدعم بالإرهاب الدولي ألمصلحي ,ولد ما يسميه الغرب اليوم إرهابا إسلاميا ,يتخذه ذريعة لمواصلة إحكام السيطرة على الثروة ,بمواصلة تخويف الحكام من شعوبهم ,وعزلهم لترويعهم أكثر.
ها هو مبارك ,وقد ردد الفوبيا الغربية الوهمية ,بكونه مستهدفا من إرهابيين؛وقد أضحك عليه
اوباما وكل الصقور والحمائم في الولايات المتحدة.
هاهو القذافي مسكون –بهتانا-هذه الأيام بهاجس القاعدة ,وهاهو يشير على الغرب بأن احذروا زلزلة الأرض تحت أقدامكم ,وانهيار أنظمتكم إذا استولت القاعدة على ليبيا. يستمعون إليه ويضحكون من أحجية ,من صنعهم, حولت "ثوريا" عربيا إلى ثور بدون قرون.
ما هي فرص نجاح قضية الأمة الإسلامية؛ بدون توزيع عادل للثروة ؟
يمكن الحديث عن وحدة " مثالية نظرية" أما الوحدة الحقيقية فلا مجال للحديث عنها ,في إقصاء
للوحدة الاقتصادية.المال عصب الحرب كما كان يقول نابوليون.
لقد توهم المتربصون ,المختصون في تدمير القضايا الكبرى,بأن الشعوب كالأفراد ,سرعان ما تنسى ؛وهي مهيأة لتلبس لكل حال لبوسه.
لم يحدث ما أرادوه,و واصلت الشعوب إيمانها ,المكبوت ,بالأمة العربية ,والأمة الإسلامية,خصوصا حينما وحد التهميش والفقر بين شعوب المنطقة لتصبح كلها في مواجهة "أمة النفط".
إن قضيتي " الأمة العربية" و" الإسلامية" ,اللتين ولدتا في حضن النخبة السياسية,والدينية ,والثقافية,وتم استغلالهما,من طرف الحكام وحلفائهم , في تجميع شعوب ,خارجة لتوها من الاستعمار؛ثم بعد ذلك تم إفراغهما من محتواهما النضالي لتسهل المتاجرة يهما؛انتهتا إلى أن تنبتا وسط الشعوب المضطهدة ,وتواصلا الازهار, في غفلة من الذين اعتقدوا أنهم واروهما التراب ,جثتين لا حياة فيهما.
كل الشعوب العربية والإسلامية-وشعوب من أمم أخرى- كانت في شارع بورقيبة ,وكلها رابطت بميدان التحرير, وكلها تتتبع ما يجري في دوار اللؤلؤة ,وطرابلس وبنغازي والزاوية, وصنعاء.
وتواصل الإيمان, لدى الشعوب, بالأمة الإسلامية؛كهدف ,بل مشروع حضاري عام ,ومتكامل,
يتخذ له موقعا- غير صدامي دائما- ضمن الحضارة الإنسانية ,المتعددة المشارب.
وكلما ازداد هذا الإيمان إلا وازدادت الاتهامات للشعوب بأنها حينما تتنادى لأمر وتعلنه,تبطن أمورا أخرى.
حينما هدد قذاف الدم شعبه أو "لجانه الثورية "بمتابعتهم في الأزقة والمنازل والبيوت ؛كان جواب الشباب ,في " الأمة العربية" واحدا: أغنية كادت تكون مضحكة لولا أنها مبكية:" زنقة ,زنقة, دار دار ,بيت بيت ".
3. قضية الديموقراطية:
لبس الهدف التنظير للديمقراطية ,وإنما رصدها كمطلب شبابي ,نابع من كونها من
القضايا الفاشلة في أغلب الدول العربية؛ليس لخلل بنيوي فيها ,أو في المجتمعات العربية ؛رغم كل ما يدفع به من كون هذه المجتمعات – ولاعتبارات دينية ثقافية وإيديولوجية- لا يمكن أن تحتضن الخطاب الديمقراطي ,بله ممارسته.
سيتضح من خلال الاقتباسات ,أسفله,أن الشباب محقون حينما يعتبرون أن الخلل ليس في هيمنة قضية الأمة العربية ,والأمة الإسلامية,على العقل السياسي العربي ,وإنما
يكمن في حكام آمنوا دائما ,ولنفس الأسباب المذكورة أعلاه,أن تمتيع شعوبهم بمختلف الحقوق يشكل تهديدا مباشرا لكراسيهم ومصالحهم.
وتفضح التصريحات الآتية ,بعض ما كان هؤلاء الحكام يسوقونه إلى الغرب الديمقراطي , ليزكيهم في ما هم فيه ,ماداموا يحكمون شعوبا عنيفة تستعصي على منظومة القيم الكونية:
( الديموقراطية طموح اصبح عالميا مع الثورات العربية
باريس "العرب اونلاين" - يرى مراقبون وسياسيون ان الاحتجاجات والثورات في العالم العربي من تونس الى البحرين مرورا بليبيا للمطالبة بالحرية والعدالة، تسقط الفكرة التي طالما عملت الأنظمة الاستبدادية على ترسيخها بان الديمقراطية وحقوق الإنسان مفاهيم غربية غريبة عن المنطقة.
وقال فرنسوا زيموراي السفير الفرنسي المكلف بحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس ان "ما يجري في العالم العربي هو نفي قاطع لكل اللذين أرادوا ان يقنعوننا بان حقوق الإنسان مفهوم غربي مفروض فرضا" على المنطقة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الأحد في القاهرة "قد نكون وقعنا في التضليل بعض الشيء عندما كان يقال لنا ان الأنظمة المتسلطة هي الحاجز الوحيد في وجه الإسلاميين".
ويقول المؤرخ بيا فيرميران "مع ورود المساعدة المالية من السعودية، شجعت الأنظمة المتسلطة ظهور التيار الإسلامي. واقنع جميع الحكام الديكتاتوريون القادة الغربيين بفكرة كون شعوبهم عنيفة وأمية ولا يمكن التعاطي معها".
ولم تكن تسمع أصوات المعارضين لهذه الأنظمة لا في دولهم ولا في الخارج.
وقال المعارض التونسي محيي الدين شربيب إن "الحكام الديكتاتوريين كانوا يدعون أنهم أبطال الكفاح من اجل الشعب الفلسطيني. كانوا يلعبون ورقة القومية العربية مع شعوبهم وورقة الخوف مع الغرب الذي كانوا يخيرونه ما بين نظام دكتاتوري ونظام إسلامي".
وأبدى الناشط أسفه للمناقشات "العبثية" حول موضوع "انسجام الإسلام مع الديمقراطية" مؤكدا إن "الإسلام هو مثل كل ديانات العالم".
واعتبر بيار فيرميرن آن هناك لدى شعوب المنطقة "تطلعا مزدوجا إلى ضمان سلامة الاقتصاد وتقديم دعم فني وقانوني" للبناء الديمقراطي من جانب الغرب. ودعا إلى إقرار "خطة مارشال طموحة" للضفة الجنوبية للبحر المتوسط. "ا ف ب"
هل شباب الثورة وطنيون ديمقراطيون ؟
هل هم وحدويون :عروبيون أم اسلاميون؟
رغم حضور صور جمال عبد الناصر –كأحد القوميين العرب – إضافة إلى قيادات وشعارات إسلامية ,في ميدان التحرير بالقاهرة ؛فان الشعار المهيمن كان " الشعب يريد إسقاط النظام" .
وقد أجمع المحللون على أن الثورة لا آباء سياسيين,أو دينيين , مباشرين, لها ,رغم انضمام هؤلاء إليها ,وان متأخرين .
كيف تحل هذه المفارقة؟ من قاد من ؟ صوب من ؟
بين يدينا نصوص لسياسيين ,سواء في تونس أو في مصر ,أو في اليمن , أو في البحرين أو في ليبيا . يفترض قي هذه النصوص أن تكون مؤسسة لفعل الثورة ,وموجهة له لولا أن الشباب جعلوا منها مجرد نصوص/خطب لا حقة للحدث ,تلاحق لاهثة قطار الثورة عساها تحوز فيه مقعدا.
سأعرض عن هذه النصوص لأنها لو كانت حقا فاعلة في الأحداث الأخيرة لما سارت الأمور بالكيفية التي سارت بها ,لاستنفاذ الخطاب السياسي العربي طاقته , وتحوله الى تابع منفعل.
وسأستعيض عنها بنصوص شبابية فيسبوكية , عسانا نجيب من خلالها عن السؤال.
هذه النصوص ,مجرد عينة عشوائية ؛إذا لم تكن في مستوى التأسيس لنتائج سوسيولوجية وسياسية رصينة ,فهي على الأقل مقدمة لتحقيق مثل هذا الطموح.
بعد قراءتي للمئات من هذه النصوص الشبابية ,أو المعتبرة هكذا على الأقل ,لأنني لا أستبعد وجود نصوص " مخدومة"مدسوسة ,بينها, تخدم أهدافا بعينها, حاولت ألا أركز إلا على ما يبدو عفويا ,فكانت الحصيلة الآتية؛وهي تغطي – جغرافيا-عددا من الدول العربية.
من تونس:
يقول حمزة السايحي: 1مارس 2011
" بدا السيد محمد علولو وزير الشباب والرياضة وكأنه لم يفهم مبادئ الثورة ؛فرغم أنه وزير شباب تونس ,الذي بذل دماءه وروحه للإطاحة بالطاغية ,وانجاز أول ثورة شعبية في التاريخ الحديث ,ثورة العز والكرامة والديمقراطية ؛فان السيد الوزير سقط علينا من كوكب آخر ,وكأنه سلحفاة لا يمكنها أن تواكب المرحلة الجديدة ,بكل متغيراتها وتطلعات شبابها ؛فأصبح هذا الوزير قوة جذب إلى الوراء ,شأنه شأن الحكومة التي انبثق منها .ربما سيسقط في القريب العاجل."
التعليق:
*رغم كل ما بذله الغنوشي للإقناع بأنه لن يخدم سوى أهداف الثورة فان الخطاب الشبابي أصر على ألا يرى فيه ,وفي حكومته ,ومنها وزير الشباب هذا,سوى قوة جذب إلى الوراء.
* فرحة إسقاط الرئيس لم تجعل هذا الشاب يغفل عن باقي أهداف الثورة.
*رغم تعاطف الخطاب السياسي العربي ,أو أغلبه,مع الغنوشي فان آلية الاشتغال هذه –وهي تقليدية- لم ترض الشباب.
علي ألقاب:25 فبراير 2011
" بعد نوم دام عقودا ودهورا ,صحت شعوبنا العربية , من المحيط إلى الخليج, فجأة وتذكرت أن لها حقوقا هضمت ,وانسانية هدرت ,وتاريخا اندثر ,وهوية مفقودة .صحوة لكن تأتي متأخرة وغير منظمة وغير مدروسة"
التعليق: الخطاب عروبي شامل ؛والاتهام خطير وثقيل وكأن الحاكم من طينة أخرى غير الطينة العربية ,إذ أتى على كل شيء :الحقوق,الإنسانية,التاريخ,الهوية.
ويعكس النص نوعا من عدم الاطمئنان إلى الأسلوب الثوري: غير منظم , غير مدروس.
مصر: حزب شباب التحرير المصري العربي:( في طور التأسيس)
النص عبارة عن تعليق على صورة بها أمراء خليجيون حاكمون:
" سأقول بصراحة ,أغلب هؤلاء هم من أهم أسباب التخلف العربي؛وهم أيضا أكثر من يعارضون الوحدة العربية ,بكل أشكالها ؛بسبب أنها ستكون سببا في نهب ثروات الخليج
وتعطيها لباقي الشعوب العربية الفقيرة .هذا التفكير العقيم والغبي بدأ ينتقل إلى الشعب العربي في الخليج ؛ويجب تصحيح هذا فورا."
التعليق: غيرة على الوحدة العربية ,واتهام صريح بوجود عرقلة لها من طرف حكام الخليج؛خوفا على الثروة أن يصير فيها حق للدول العربية الفقيرة.
يعتبر الحزب أن هذا الخوف في غير محله ؛وقد بدأ – ربما بجهود من الحكام- يشيع وسط الشعب الخليجي."
نفس الحزب:
" لا للترقيعات ,لا للتعديلات الدستورية, وندعو كل الشباب إلى التصويت ب ( لا) في الاستفتاء على هذه التعديلات في الدستور, الذي لم يعد له وجود بعد 25 يناير ؛وإذا قامت أي محاولة لتزوير نتائج الاستفتاء لصالح إقرار التعديلات (الترقيعات) فستنطلق بإذن الله المظاهرات المليونية من جديد."
التعليق:
* لا بديل عن دستور جديد؛وتهديد – كله ثقة بالنفس- بحشد مظاهرات مليونية.
* لعل الثقة مستمدة من " الصوت المدوي" لنقرات الأزرار في الفايسبوك والتويتر وغيرهما.
وهذه قوة شبابية جديدة.
نفس الحزب:
" هل يعتقد أحد الآن أن الوحدة العربية حلم يستحيل تحقيقه .يجب أن يساهم كل مصري , وكل عربي في وضع الأفكار والاقتراحات لتقريب هذه الوحدة العربية "
التعليق:
• الحزب ,ينعت نفسه بالعربي.
• خطاب قومي ناصري ينبعث من مرقده,شابا ,منفتحا على كل الأفكار والاقتراحات.
• اشتغال قومي يعلوا على مجرد مطالب الإصلاح الوطنية.
نفس الحزب:
" لماذا لا ننمي ثقافة الاختلاف في الرأي ؟ أقصد مثلا لماذا نعتبر أن من يختلف معنا في الرأي هو العدو بعينه؟ لماذا لا نناقشه في رأيه ؟ ربما اقتنع في نهاية النقاش بأن الرأي الآخر أفضل.أريد أن أقول :إن النقاش الهادئ والحوار المحترم هو من أهم أسباب تقارب البشر من بعضهم البعض ,وبالتالي تقارب الشعوب من بعضها."
التعليق:
• خطاب ليبرالي يؤمن بالاختلاف, واحترام الآخر.
• خطاب يتجاوز العروبة إلى الكونية.
رشا صلاح:
" أقترح أن ننادي بوقفة مليونية ,الجمعة القادم, في وقت واحد ,وليكن بعد صلاة الجمعة ؛مباشرة في جميع الدول العربية ,وأن نحمل لافتات تدل على الوحدة العربية ,وتنادي بتحرير فلسطين . تخيلوا الرعب الذي يسببه ذلك لحكام العرب واسرائيل."
التعليق:
• سهولة المناداة على الملايين ,عبر العالم العربي.
• انضباط ذو حمولة دينية: صلاة الجمعة.
• التمسك بالوحدة العربية.
• حضور البعد الفلسطيني.
• التسوية بين الحكام العرب وإسرائيل ( إلى هذا الحد وصل اليأس من الحاكم).
BELLA ROZA
" نحن كافة أمم البشر معكم ,بكل ما يملكه كل واحد منا من إمكانيات وقدرات مختلفة ؛وذلك دون أن نكون مسلمين ,لأنه ثمة شيء كبير جدا يربطنا بكم ,أكبر من اشتراكنا في الدين؛ألا وهو أننا كلنا بشر ....كلنا لدينا نفس المتطلبات والحاجات في الحياة...وكما أتمنى لكم أيها الشعب الليبي النصر ,على هذا المختل عقليا في أقرب وقت ممكن."
التعليق:
• خطاب كوني يعلو على الانتماءات الدينية.
• التشابه في الحاجيات الحياتية بين بني البشر كلهم.
• بهذا البعد تغدو القضية الليبية قضية كونية.
فادي عيسى:
" تعلن اللجان الشعبية لثورة عودة اللاجئين الفلسطينيين ,بدء فعاليات ثورة عودة اللاجئين الفلسطينيين عبر زحف مليوني ؛ونعلن أننا لا ننتمي إلى أي حزب سياسي ,وأننا تجمع شبابي فلسطيني هدفه الأول هو رفع علم فلسطين فوق أرضنا المحتلة عام 1948م , وأن فلسطين أكبر من الجميع"
التعليق:
• الزحف المليوني الشبابي ,كأسلوب جديد لتحرير فلسطين.( الثقة التامة في سهولة الحشد)
• ضاقت كل الحركات الفلسطينية عن هؤلاء الشباب فصرحوا بكونهم لا انتماء حزبي لهم.(هذا مستجد فلسطيني شبابي).
محمد أحمد:الجزائر
" إخواني الكرام إنها الفرصة لتوحد كل الجزائريين الراغبين في إحداث التغيير الجذري ,السلمي؛ دعوة من شباب الجزائر إلى الخروج إلى الشوارع يوم 19مارس2001 للمطالبة بالتغيير الجذري في البلاد. شعارنا لتنتصر الجزائر ضد الفساد ...ليست هذه هي الجزائر التي ضحى من أجلها مليون ونصف مليون شهيد."
التعليق:
• تجاوز الخطاب لمجرد الاصطلاح إلى التغيير الجذري.
• اجتثاث الفساد المستشري.
الجزائر الحالية هي غير التي ضحى من أجلها الشهداء.
بشير الباشا: الجزائر:
" يا عرب يا مسلمين ألا يكفينا الذل ,ألا يكفينا الهوان ؟لماذا الصمت وقد جاءت لحظة الحرية؟ ما هو دورك؟ لماذا تكون سعيدا للمظاهرات وأنت لا تشارك ؛وبعد الفوز تركب على أكتاف الشباب؟ ماذا قدمتم للشهداء ؟ماذا قدمت للوطن؟ أهو الصمت سلاحك؟ لماذا تخاف من الحرية؟"
التعليق:
• عمومية الخطاب ,وخصوصيته في نفس الوقت: العرب ,المسلمون, الجزائريون.
• الحرية كمطلب.
• استلهام نتائج ثورتي تونس ومصر: ركوب الانتهازيين مركب الثورة بعد الفوز.
• حقوق الشهداء والوطن.
شباب الجزائر المتضامن مع ثورة مصر:
" تهانينا للثوار المصريين ,تهانينا لشباب مصر الذي رفض الذل والهوان ,وظلم السجان.تهانينا لأشجع شباب عربي ومسلم. تحية إجلال وتعظيم من شباب الجزائر إلى شباب مصر .هنيئا يا أرض الكنانة."
التعليق:
• فجأة غابت حزازات الصراع الكروي المفتعل بين الشعبين.
• عروبة الشباب وإسلاميته.
• غبطة الشباب الجزائري للشباب المصري.
• تهاني تستبطن التحريض على الاقتداء.
المغرب: مسيرة مليونية لتحرير سبتة ومليلية.
" يتهموننا بأننا جيل الألعاب ,جيل التيكتونيك,جيل هيفاء ونانسي عجرم ,وجيل (البارصا والريال) .نعم لا أحد يمكنه إنكار كل هذه الحقائق ,نحن جيل اللهو.....لكن هل من سبيل نحو التغيير؟ هل سنمر في هذه الحياة مرور الكرام,دون أي انجازات تذكر؟ هل سنذهب إلى مزبلة التاريخ ؟ لدينا فرصة لنؤكد للعالم بأننا جيل سيصنع التغيير وسيسجل اسمه بأحرف من ذهب .كيف ذلك؟
سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان ,بالجغرافيا والتاريخ, لكنهما ما زالتا تحت الاحتلال لقرون طويلة .هل مسيرة مليونية تكفي لتحرير المدينتين؟ الجواب (نعم) علينا فقط أن نؤمن بذلك.
أمازيغي ,عربي, صحراوي,يهودي ,مسلم ,مسيحي,نحن في أشد الحاجة إلى صوتك.لنكن مغاربة أكثر من أي وقت مضى."
التعليق:
• دعوة للشباب لعدم الاقتصار على اللهو ,والسعي إلى صنع التغيير.
• حصر التغيير في تحرير سبتة ومليلية.
• المسيرة المليونية كأسلوب.
• كل أطياف المجتمع مدعوة للانضمام للمسيرة.
هل يتعلق الأمر هنا بخطاب شبابي عفوي,من نوع خاص, يحل الوحدة الترابية محل الصدارة أم بمجرد توجيه سياسي للشباب لتفريغ طاقتهم (المليونية )في قضايا الوطن الكبرى؟ لا نستطيع أن نجزم لا بهذا ولا بذاك.
المغرب: مسيرة المحبة , المسيرة الخضراء الثانية:
" أمام هذا التعنت والتعسف الإسرائيلي ,قررنا نحن الشباب المغربي والعربي ,الغيور على قضيته الفلسطينية ,القيام بمسيرة سلمية تضامنية مع الشعب الفلسطيني ؛بغية فك الحصار عن غزة.. مرورا بالجزائر ,تونس ,ليبيا,ومصر.إن هدفنا الأول والأخير هو صلة الرحم .
تبدو هذه الفكرة مستحيلة لكن بعون الله نستطيع تحقيقها."
التعليق:
. استلهام المسيرة الخضراء للشعب المغربي لتحرير الصحراء من الاستعمار الاسباني.
• توجه مغربي عربي ,نحو فك الحصار عن غزة وصلة الرحم.
• مسار المسيرة يخترق الحدود الجزائرية المغلقة ,وتتراءى في الخلفية وحدة المغرب العربي.
• عدم الاعتراف بالمستحيل ؛والخلفية دينية( معونة الله ).
بشرى أيوب: المغرب
" الملكية البرلمانية:ملك بدون سلطات ؛الانتقال لهذه الملكية سيكون في مصلحة البوليزاريو؛وسنتحول من مغرب حر موحد إلى مغرب منقسم ومهدد بالفتنة.مثال بلجيكا,ملكية برلمانية ؛أكثر من عام والدولة بدون حكومة,البلاد مهددة بالانقسام.الملك لا يمكنه التدخل لحماية بلاده .لولا التقدم الفكري والثقافي للبلجيكيين لكانت بلجيكا مثل العراق."
التعليق:
• الملكية مؤسسة ثابتة.
• المفاضلة فقط بين أن تظل دستورية كما هي أو تتحول إلى البرلمانية/السيادية.
• حضور قوي لثابت الوحدة الترابية.
• الانفتاح على التجربة البلجيكية ,كمثال للمحاجة.
مواطن من المغرب:
جلالة الملك محمد السادس بويع مرتين:بيعة رسمية توجته ملكا للمغرب,وبيعة شعبية توجته ملكا للفقراء.
ملكنا حول كل المدن والقرى إلى عواصم مغربية لتواجده,باستمرار, في كل مكان :كل المدن اما مستقبلة له أو تنتظر استقباله.
اعتاد المغاربة أن يتساءلوا ,حينما يرون أشغالا كبرى تنجز:هل الملك قادم؟
هذا لا يمنع من القول بالحاجة إلى إصلاح النظام ,عبر تعديل الدستور وتغيير حكومة عباس الفاسي لأنها لم تقو على مسايرة ملكنا الشاب.
التعليق:
• إبراز الجانب الاجتماعي ,كمرتكز للنشاط الملكي.
• الثناء على تنقل الملك المستمر عبر مدن وبوادي الوطن.
• ارتباط اسم الملك بالمشاريع الكبرى في الوعي الجمعي.
• الحاجة إلى تعديل الدستور.
• النشاط الحكومي لا يواكب النشاط الملكي المكثف.
" وثيقة شباب السعودية لملك الإنسانية"
". تطبيق الملكية الدستورية. تحديد صلاحيات الأمراء والوزراء,وتحديد مدة قصوى لشغلهم مناصبهم.. فصل الملك عن رئاسة مجلس الوزراء. برلمان منتخب بالكامل من طرف الشعب. مجلس بلدي منتخب بالكامل. حرية التعبير عن الرأي. استقلال القضاء عن الدولة ضمان الرعاية الصحية للجميع. . صرف بدل غلاء المعيشة لموظفي القطاع الخاص. صرف بدل سكن لموظفي الدولة ,مدنيين وعسكريين.
. حقوق ومطالبات المطلقات والأرامل والعازبات. حقوق ومطالبات المرأة.
. حقوق ومطالبات العاطلين."
التعليق:
* محاباة واضحة لعاهل المملكة بنعته ب: ملك الإنسانية .
*يتم التقديم لهذه اللائحة المطلبية السياسية والاجتماعية والاقتصادية , الهامة ,بكونها أنسب وسيلة ,بدل فوضى المسيرات التي " لا يقرها الشرع الإسلامي".
* القائمة مفتوحة لتدوين الشباب للمزيد من مطالبهم ؛في سخاء واضح.
* المطالب السياسية تظهر الدولة وكأنها في طور التأسيس: لا برلمان , لا مجالس منتخبة , لا دستور ,لا فصل بين السلط , لا حريات.
خلاصات :
. يبدي الشباب – سواء من خلال عينة الآراء " الفيسبوكية",أو من خلال شعاراتهم الميدانية,-وعيا بالقضايا الكبرى المذكورة ؛ سواء من حيث أهميتها للشعوب العربية والإسلامية ,أومن حيث تشخيص أسباب فشلها.
. لا يبدو هذا الوعي الشبابي مؤطرا ,بالهيئات السياسية التقليدية ؛ولا يبدو أنه يركن إلى أساليبها العتيقة في إيصال صوتها إلى الحاكم.
. التشخيص يحصر فشل القضايا الثلاث في الحكام العرب وأنظمتهم.
. ينزع الشباب الثقة من الحكام ,جملة وتفصيلا؛ ولا يرضون بغير تنحيهم ,وأنظمتهم عن السلطة.
. ينطلق الخطاب الشبابي من موقع قوة ؛مصدرها القدرة على حشد مسيرات مليونية
في ظرف وجيز ,بفضل شبكة الانترنيت ,والمواقع الاجتماعية.
. يتسع الخطاب الشبابي ليشمل ,إضافة إلى إسقاط الحكام وأنظمتهم,قضايا عربية أخرى:
تحرير سبتة ومليلية ,فك الحصار عن غزة.(حالة الآراء المغربية).
. حل القضية الفلسطينية يتخذ منعطفا شبابيا جديدا:حشد المسيرات المليونية .
. ينفرد الخطاب الشبابي المغربي بالانتصار للملك الشاب ,والثقة فيه وفي جهوده التنموية,وفي نفس الوقت يطالب بالإصلاح؛ مما يستدعي وقفة خاصة عند هذه الحالة.
. يعكس الخطاب الشبابي الجزائري تذمرا كبيرا من النظام ,ويعتبره مهينا ومذلا.
يبدو الشباب السعودي وكأنه يستدرك كل ما فاته منذ عشرات السنين ؛فسقف مطالبه يكشف عن كون الدولة ,بمفهومها الحديث,غير قائمة ؛ومن هنا يظهر وكأنه يطالب بإنشاء النظام وليس إسقاطه.
إلى أين يتجه الشباب العربي؟
يمكننا الآن أن نقترح الإجابة المؤسسة الآتية:
يتجه الشباب العربي صوب إسقاط ,أو إصلاح الأنظمة العربية,باعتبارها تتحمل المسؤولية في فشل قضايا الأمة الكبرى.
لقد تجووزت الهيئات السياسية العربية ,باعتبار أغلبها – حسب الخطاب الشبابي -جزءا
من الأنظمة القائمة؛وتم تعويضها بنوادي الدردشة الاجتماعية الرقمية ,والدولية؛المجمعة للنخبة الشبابية, المحققة لتواصل سريع,يتمتع بنوع من الحماية الدولية,ضمن منظومة العولمة , و يستعصي على الأساليب التقليدية ,في الاختراق والمراقبة ,واستشعار الحدث.
يجب على الحكام العرب ايقاف المهازل المتمثلة في التعامل مع حركات شبابية ,بهذا
البعد الكوني,وهذه الترسانة الرقمية ,بأساليب قمعية تقليدية تؤكد أنهم على حق.
انخرطوا مع شبابكم في الإصلاح ,فهم رهان العولمة وجيوشها.
في غمرة حشد الجموع ,والانبهار بالنتائج السريعة والمتلاحقة , يبدو أن طرح
أسئلة مستقبلية ,من قبيل : وماذا بعد؟ كيف نحقق ما حاسبنا الأنظمة على عدم تحقيقه؟
لم يحن أوانه بعد.
حالة المغرب:
في خضم هذه الأحداث يقدم المغرب نموذجا فريدا؛سواء فيما يخص آراء وأحكام شبابه؛أو فيما يخص تعاطي الدولة معها:
يبدو الشباب المغربي ,من خلال الآراء المعبر عنها في النوادي الاجتماعية الرقمية ,ومن خلال شعاراته المرفوعة في المسيرات,كما لو أنه يجيب عن استفتاء,عفوي, حول الملكية
الدستورية,والملك محمد السادس .
رغم الظرفية العربية الصعبة المحيطة بهذا الاستفتاء, والتي تدفع صوب الثورة على الأنظمة العربية القائمة – الملكية والأميرية والجمهورية- حصل إجماع - لم يتأت إلا لقلة من الملوك والحكام العرب, عبر التاريخ – حول النقط الآتية:
• شعبية جلالة الملك محمد السادس .
• ترسيخه للملكية المواطنة .
• قيادته الإستراتيجية والميدانية لمشروع إصلاحي وطني شامل على مختلف المستويات.
• قصور الأداء الحكومي , وحتى الحزبي , عن مواكبة الجهود الملكية.
في المغرب أيضا ,تجاوز الخطاب الشبابي الأحزاب السياسية ,إما لترهلها أو النظر إليها على أنها لم ترق إلى مستوى الأداء الملكي ,والطموح الشبابي؛وقد أكدت هذه الأحزاب-
بعدم انخراطها في المسيرة الشبابية,أو انخراط بعضها المحتشم– أن رأي الشباب فيها لا يجانب الصواب كثيرا.
وفي تحالف استراتيجي نادر بين الملكية الشابة الطموحة ,وفئات الشباب ,ارتقى جلالة الملك محمد السادس إلى مستوى رفيع من الأداء :الإعلان عن إصلاحات دستورية أساسية تنقل المشروع الملكي الإصلاحي الشامل إلى سرعته الثانية.
الشابة, في مواجهة بدا وكأن الأمر يتعلق باستعادة التحالف التاريخي بين العرش ونخبة الحركة الوطنية المستعمر .
ثم بدا وكأن الملك يسقط النظام ليوجد نظاما يستجيب لطموحه المؤسس على طموح الشباب.
وبدت الأحزاب في عطالة تقنية ؛محرجة إزاء الشعب ومحرجة إزاء "شبيباتها "؛لا هي طالبت بجرأة وشفافية , ولا هي أطرت ولا هي شاركت , ولا هي حفزت شبابها على المشاركة .
لعل الأحزاب كانت تنتظر ,كعادتها,إشارة ما لتتشجع ,وتنسى مصالحها الآنية, وتحيي مطالبها ,وتثريها وتجعلها أكثر جرأة ؛لكن الملك الشاب كان أكثر جرأة وأكثر حضورا منها في الأوساط الشبابية.
ليس في الدستور الحالي ,ولا في قانون الأحزاب ,ولا في أنظمتها الداخلية ,ما يلزمها
بتأجيل المطالب , وعدم الانخراط في الزخم الإصلاحي الكبير ؛وعليه ليس أمامها الآن إلا
أن تجمع مكاتبها و مجالسها على عجل ,عساها تلحق الركب ,لأن حمل اللجنة الدستورية أجله ثلاثة أشهر فقط.
ولعل الشاعر العربي عنى مثل حالتها ,حينما قال:
ودع هريرة إن الركب مرتحل فهل تطيق وداعا أيها الرجل
الإصلاحات الدستورية قادمة,والوعاء الجهوي شبه جاهز ,والانتخابات البرلمانية على الأبواب , فعلى شباب الأحزاب أن يقود ثورات حزبية داخلية - مادام قد حرم من حماس المطالبة الميدانية ونشوة التحقيق-ليسقط قياداته ,حتى ترقى هذه الأحزاب إلى مستوى المنعطف الذي توجد فيه البلاد.
الشبكة العربية العالمية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.