بعد ما خلفت تصريحات حميد شباط غضبا واسعا في موريتانيا، خاصة لدى الحزب الحاكم الذي لم يبد أي تحفظ في توجيه السب والشتم إلى زعيم الاستقلالين، خرجت قيادة هذا الأخير لترد عبر بيان اعتبرت من خلاله رد فعل الحزب الموريتاني بكونه "رجع صدى لسياسة الجزائر في المنطقة وموريتانيا". واتهمت قيادة حزب الاستقلال المسؤولين عن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، الحزب الحاكم بموريتانيا، ب"دفع العلاقات المغربية الموريتانية تجاه مرحلة توتر شديدة"، بعد البلاغ الناري الصادر عنهم، مؤكدة أن موريتانيا الرسمية قد تخلت عن حيادها بخصوص الصحراء المغربية. وزاد بلاغ حزب "الميزان" إذكاء حرب التصريحات والتصريحات المضادة، بعد ما اتهم، في بلاغه الذي توصلت به هسبريس، قيادة الحزب الماسك بزمام الحكم في الجارة الجنوبية بعزل تصريحات أمينه العام خارج سياقها، ما يكشف "أن الحزب واقع تحت تأثير جهة تتوهم أنها تستطيع تنفيس أزمتها الداخلية باستدعاء الشعور الوطني وتهييجه ضد حزب الاستقلال والمغرب"، في إشارة واضحة إلى الجزائر. وبلغة أقرب إلى التوضيح، أكد حزب الاستقلال، المعروف أمينه العام بإطلاق تصريحات تخوض في السياسة الخارجية للمغرب، أن طرح حزبهم لموضوع موريتانيا، "جاء من منطلق مسؤولياته في التحرير والإعتاق وتوظيفا لحقائق التاريخ والجغرافية، وتنفيذا لمهام التحرر الوطني، ولم يكن بهدف الهيمنة والتوسع"، قبل أن يزيد بلاغ الاستقلاليين بالقول: "وحتى عندما اختار الشعب الموريتاني الشقيق بناء دولة مستقلة، فإن حزب الاستقلال قبل بذلك دون تردد". ويبدو أن الأمين العام لحزب الاستقلال قدم لخصوم المملكة فرصة لمهاجمته، وهو ما تأكد بعد دخول جبهة البوليساريو على خط تصريحات شباط، بالرغم من كونها غير معنية بها، معتبرة ما صدر عنه "تصريحات استفزازية لا يمكن فصلها عن التوجه المغربي الرسمي الخطير، الرامي إلى التصعيد وخلق التوتر والاحتقان بالمنطقة"، وفق تعبيرها. وعبرت حكومة التنظيم الانفصالي عن تنديدها بكلام زعيم الاستقلاليين، مستغلة النقاش للتأثير على طلب المغرب العودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي، بعد ما أشارت إلى أن "عهد الاستعمار والاحتلال والتوسع قد ولى، وأنه لا مكان في المنظمة القارية إلا للبلدان التي تحترم ميثاق الاتحاد ومبادئه، وفي مقدمتها احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال واحترام سيادة الدول الأعضاء"، وفق تعبير "الجبهة".