لازالت معاناة تلاميذ الإعدادية الثانوية إيمولاس التي تبعد عن مدينة تارودانت بحوالي 45 كيلومترا، والتي انطلقت الدراسة بفصولها خلال الموسم الدراسي 2014-2015 بهدف التخفيف من حدة الهدر المدرسي بالعالم القروي، مستمرة؛ ذلك أن الغاية التي شيدت من أجلها المؤسسة التعليمية لم تتحقق بسبب "عدم قدرة أزيد من 70 تلميذا عن الالتحاق بالمؤسسة منذ انطلاق الموسم الدراسي". يقول التلميذ الحسين أحساين، الذي يتابع دراسته بالسنة الثالثة إعدادي، "نعاني ولا أحد يلتفت لصرخاتنا"، موضحا أن "المؤسسة لا تتوفر على قسم داخلي أو دار للطالب تؤوي تلاميذ المنطقة؛ إذ يضطر أغلب التلاميذ على قطع مسافات طويلة تتراوح ما بين 7 كيلومترات و14 كيلومترا، انطلاقا من بيوتهم صوب المدرسة، في غياب النقل المدرسي". من جهتها تقول حجيبة العباسي، تلميذة بالسنة الثانية إعدادي، بصوت حزين: "نخرج من بيوتنا في 5 صباحا للالتحاق بالحصة. الوضع مزر ومعاناتنا طالت"، وتابعت: "أسير 12 كيلومترات مشيا على الأقدام، ولا نحصل على وجبة غذائية خلال اليوم، فكثيرون منا لا قدرة لهم على تناول وجبة في المقاهي المجاورة". أحمد برتش، مدير الإعدادية الثانوية إيمولاس، أكد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن 70 تلميذا لم يلتحقوا فعلا بالدراسة، وقال: "دار الطالبة تم افتتاحها مؤخرا بطاقة استيعابية لا تتعدى 100 نزيلة في الوقت الذي بلغ العدد الإجمالي للتلاميذ بالثانوية والإعدادية إيمولاس 351 متمدرسا، من بينهم 121 تلميذة"، في حين تستفيد منها 36 تلميذة فقط، مضيفا أن "الجهات المسؤولة تبحث عن حلول؛ حيث عاين مدير الأكاديمية الوضعية بنفسه خلال زيارة له للمؤسسة، ووعد بإيجاد الحلول المناسبة للتلاميذ". بدوره اعتبر عضو جمعية "أوليم للتنمية المستدامة" عزيز ايت واعراب أن المشكل يتجلى في بعد المؤسسة، "فمنذ تشييدها، لم يتم وضع استراتيجية مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار خصوصية المنطقة باعتبارها منطقة جبلية، الأمر الذي أفرز مشاكل عدة"، مضيفا: "بدل العمل على تقليص الهدر المدرسي زادت نسبته". وطالب الناشط الحقوقي الجهات المعنية بوضع حد للهدر المدرسي وإيجاد الحلول المناسبة من أجل مساعدة التلاميذ على متابعة دراستهم بالمؤسسة حديثة التشييد، مشيرا إلى أن فاعلين محليين حاولوا مساعدة التلاميذ عبر توفير وجبات غذائية "إلا أنها تبقى خطوات ترقيعية"، بتعبيره. *صحافية متدربة