عبر مجموعة من الآباء والأمهات بجماعة سيدي بوتميم، التابعة ترابيا لدائرة ترجيست، لهسبريس عن استيائهم وتذمرهم من حرمان فلذات أكبادهم من حقهم في متابعة دراستهم الإعدادية بالثانوية الإعدادية سيدي بوتميم، وذلك بعد إقصائهم من الاستفادة من منح الدراسة، وعدم توفرهم على النقل المدرسي، وغياب "داخلية" بالمؤسسة. وينحدر أغلب التلاميذ المهددين بسنة بيضاء من أسر فقيرة، ومناطق نائية تنعدم فيها أبسط مقومات الحياة الكريمة، ويجبرون على قطع مسالك وعرة تتجاوز أحيانا 20 كلم يوميا، كما يضطرون إلى الاستيقاظ باكرا جدا، مع الساعة الرابعة صباحا، للالتحاق بالثانوية الإعدادية سيدي بوتميم، الشيء الذي دفع بغالبيتهم إلى الانقطاع عن الدراسة. وتشير الإحصائيات المتوفرة إلى أرقام متنامية للهدر المدرسي، فقد سُجل أن أزيد من 40 تلميذا لم يلتحقوا بالمؤسسة هذا الموسم، وفق ما أكده أحمد الإدريسي، الكاتب العام لجماعة آباء وأولياء التلاميذ، حيث قال إن أغلب التلاميذ بالقرى النائية لم يتوصلوا بالمنح الدراسية، كما أن المؤسسة لا تتوفر على نظام داخلي. وتابع المتحدث أن دارا للطالبة تتوفر على طاقة استيعابية محدودة لا تتعدى 30 سريرا، ولا تستطيع إيواء جل التلميذات، مردفا أن "أغلب هؤلاء التلاميذ لا يستفيدون من النقل المدرسي، وحتى إن وجد فإنه يتركهم على بعد مسافة أزيد من 7 كلمترات عن منازلهم". وفي سياق متصل أكد إدريس باهدي، فاعل جمعوي، أن "غياب داخلية بالمؤسسة يعتبر السبب الرئيسي لانقطاع العديد من التلاميذ"، ويضيف بأن المدرسة حاليا تشكل نقطة استراحة للتلاميذ، وليس مكانا للتحصيل، نظرا للإجهاد البدني الذي يبذلونه بعد قطع مسافات طويلة. وطالب السلطات المعنية بالتدخل العاجل والفوري لإيجاد حل للحالات الراهنة بصفة خاصة، ولمشكلة الهدر المدرسي بالثانوية الإعدادية سيدي بوتميم بصفة عامة، والذي وصفه بالخطير والمتنامي والمناقض لتوجهات الدولة في قطاع التعليم." وقد حمل أولياء التلاميذ الجهات المسؤولة عن الشأن التعليمي بالحسيمة مسؤولية انقطاع أبنائهم عن الدراسة، متشبثين في نفس الوقت بحق فلذات أكبادهم في متابعة الدراسة، وذلك بإيجاد حل عاجل وفوري للحيلولة دون انقطاعهم عن التمدرس.