لم تجد تلميذة لايتجاوز عمرها 13 ربيعا من حل لإقناع والدها بمتابعة دراستها بالسنة الأولى إعدادي بالثانوية الإعدادية عثمان ابن عفان بالجماعة القروية مول البركي أسفي، سوى أن تضرب عن الطعام ، حيث قاومت الجوع والعطش لمدة 3 أيام ، لتؤكد للمحيط الذي تعيش فيه أن التمدرس بالنسبة إليها يفوق بكثير الأكل والشرب رغم أنها طفلة قروية إلا أنها تملك رغبة قوية لمتابعة دراستها وتحقيق حلمها . وجاء قرار والدها بتوقيف مسيرتها الدراسية بناء على سببين أساسيين: الأول لأنها لم تجد مقعدا بدار الطالبة بالثانوية الإعدادية عثمان ابن عفان لأن الطاقة الاستيعابية لهذه الدار لاتكفي لاستقبال كل التلميذات .الثاني لأن النقل المدرسي الموجود تشوبه عدة نقائص ، أهمها أن السائق مزاجي ولا يتوقف لنقل كل تلميذ وتلميذة بالطريق .أيضا لما يشوب هذا النقل من سلوكات فضل الأب عدم اشتراك ابنته فيها! ومن غرائب الصدف أن هذه الإعدادية التي تعاني من عدة نقائص في بنيتها التحتية لولا أحد المحسنين الذي قام بعدة إصلاحات وترميمات ، يُدرس بها رئيس الجماعة القروية مول البركي، ولم يسجل عليه خلال ولايتين من رئاسته أن قام بأي مبادرة إصلاح أو ترميم للمؤسسة التي يعمل بها كأستاذ لمادة الفيزياء . والأكثر غرابة، حسب مصادر تربوية ، أنه كثير الغياب عن حصصه ، مما جعل مدير الإعدادية دائما في جدال معه وصل إلى حد الاستفسارات الكتابية،لأنه حرم تلاميذ أبرياء من عدة دروس ! مصادر من جماعة مول البركي أكدت أن هناك عدة تلميذات منعتهن أسرهن من متابعة دراستهن لنفس السبب . وإذا كانت طفلة دوار الربايع قد اختارت خوض الإضراب عن الطعام فإن أخريات يفكرن في حلول أخرى، كطريقة لإفراز غضب داخلي ، كمغادرة المنزل أو الفرار بحثا عن حياة بعيدة عن كل من يحرمها من حقها في متابعة دراستها ، مما دفع العديد من ذوي النيات الحسنة إلى التدخل وفتح حوار مع رب الأسرة لتغيير رأيه وقراره في الوقت الذي تسعى فعاليات جمعوية بالمنطقة إلى فتح باب التواصل مع أبناء المنطقة داخل تراب الجماعة وبكل من الدارالبيضاء وأسفي في محاولة لإيجاد سيولة مالية لتوسيع دار الطالبة بالثانوية الإعدادية عثمان بن عفان بالجماعة القروية مول البركي في الوقت الذي غابت ولو التفاتة واحدة وبسيطة من مجلس الجماعة المذكورة أو من الولاية أو الجهة أو الاكادمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة عبدة دكالة أو من نيابة وزارة التربية الوطنية بأسفي ، في حين أن الدولة صرفت أموالا طائلة لمحاربة الهدر المدرسي وتشجيع تمدرس الفتاة القروية، لكن في غياب بنية تحتية ملائمة وتشييد دور للطالبات ووضع استراتيجية ملائمة، يبقى هدر المال العام هو المجسّد على أرض الواقع!