تتهدد كارثة بيئية دوار النورات بجماعة مول البركي إقليمآسفي ، بعد أن أقدم النائب الثالث لرئيس هذه الجماعة القروية على تفويت جزء من أرضه دون ترخيص إلى أحد المقاولين الذي حولها إلى مقلع لتراب «بياضة» الممزوج بأحجار صغيرة لا تصلح لترميم الطرق والممرات. خطورة هذا التفويت غير القانوني، وفق مصادر الجريدة، تتجلى في موقع هذه البقعة الأرضية المحاذي للطريق المؤدية إلى مجموعة من الدواوير المحيطة والقريبة من دوار «لبحارة»، هذه الطريق أصبحت بفعل عدد الشاحنات والجرافات التي تمر منها، في حالة جد متردية ، وكان أول أمر ممكن القيام به هو إصلاحها بعد أن أفسدها المقاول، خصوصاً وأنها الممر الوحيد المؤدي إلى مركزية مجموعة مدارس ابن الهيثم. أيضاً عمق هذا المقلع الذي وصل، حسب مصادر من عين المكان، إلى ما يقارب 12 مترا، وهو ما سيشكل، بعد الانتهاء من استغلال المقلع ، حفرة كبيرة ستتحول إلى ملاذ لكل الممارسات اللا أخلاقية وملجأ لكل مدمن وصاحب بلية. ويبقى الأخطر من هذا وذاك، هو ما حصل لتلك البئر الموجودة على مقربة من المقلع والمعروفة ببئر بوحميك، والموجودة لما يفوق 400 سنة، حسب نفس المصادر، التي أكدت أن وجوده كان أيام الاستعمار البرتغالي، وأن هذا الأخير هو السبب في وجودها صحبة صهريج ، حيث أصيبت البئر بأضرار كبيرة جراء الحفر العميق ، كما هدم جزء منها، مما أثر سلباً على مخزونها المائي، بعد أن كانت البئر تغطي حاجيات الدواوير الأربعة المحيطة بها من الماء الشروب. وحتى مواشي السكان ودوابهم كانت تروي ظمأها من هذه البئر، حيث قل ماؤها ، وتسبب ذلك في أضرار جسيمة لسكان هذه الدواوير التي استنكرت هذا العمل غير المسؤول. يقع هذا أمام أعين رئيس الجماعة القروية مول البركي الذي بات غير قادر على ضبط إيقاع التسيير وعلى التحكم في قبضة التدبير، حيث برزت عدة اختلالات لبعض نوابه، وعلى رأسهم النائب الثالث الذي طالت تجاوزاته أموراً عديدة، كاستغلاله لسيارة الإسعاف وكأنها ملكه الخاص، فهو الذي يقودها بنفسه، وهو الذي ينقل عبرها المرضى والحوامل، بالمقابل الذي يكون ما بين 200 إلى 600 درهم بحجة واجب المازوط، ليترك السائق بمقر الجماعة دون مهمة، دون تسليم أي وصل للمريض! هذا بالإضافة إلى استحواذه على سيارة الرئيس السابقة «سينيا» قبل أن يتبرع الرئيس على نفسه ويختار سيارة أفخم، والتي أصبح يستعملها هو الآخر لملاحقة محاصيله الزراعية! لقد استغل النائب الثالث موقعه وفوت للمقاول الذي أصبح معروفاً بهذه الجماعة لتعاملها المستمر والدائم معه ، هذا المقلع عن طريق الكراء دون ترخيص أو سند قانوني ، تضيف المصادر ذاتها ، و ضرب عرض الحائط بكل القوانين والمساطر وحرم الجماعة القروية مول البركي من مداخيل جد مهمة كانت ستستغل في أمور حيوية للغاية. هذه الاختلالات والتصرفات غير القانونية والضارة بالبيئة، دفعت جمعية ريح تراب الحصبة إلى التدخل كطرف مدني معني يمثل المجتمع المدني، حيث بادرت إلى استنكار ما يحصل من تشويه للبيئة وضرب لسلامتها، وإفساد والعبث بالطرقات والممرات وغزو المرافق الحيوية، عبر إرسال رسائل احتجاجية تؤكد من خلالها خطورة الأوضاع البيئية، تماشياً مع الرسالة الملكية الموجهة إلى المؤتمر العالمي للتربية على البيئة الذي انعقد مؤخراً بمدينة مراكش، إلى كل من والي جهة عبدة دكالة، عامل إقليمآسفي، مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، مندوبية المياه والغابات بآسفي، قائد سرية الدرك الملكي بآسفي، قائد قيادة مول البركي، مطالبة هؤلاء المسؤولين بالتدخل الفوري لوقف هذا العبث و إرسال لجن مختصة للبحث في كيفية تصريف المال العمومي لهذه الجماعة القروية، كما تحتفظ لنفسها بالحق في رفع دعاوى قضائية ضد كل متورط في إلحاق الضرر بسكان الجماعة والعبث بمصالحها الحيوية، وكل من عمل على تخريب بيئتهم، من أجل وقف نزيف الاستهتار بالمرافق الحيوية وهدر المال العام.