اعتاد الجميع، خاصة في المجال القروي ،على تصرفات بعض المنتخبين التي تتخللها سلوكات شائنة واختلالات تمس العديد من المجالات تخص الشأن المحلي والصفقات التي تبرمها ذات الجماعة، لكن أن يحشر بعض المنتخبين انوفهم في الشأن التعليمي، فهذه هي الطامة الكبرى، لأن المجال التعليمي ليس كالمجال الجماعي الذي يمكن ان «تخترقه» الأمية وأساليب التحايل و حتى النصب احيانا في إبرام العديد من الصفقات. فما وقع يوم الاثنين 17/09/2014 خلال الجمع العام لتجديد مكتب جمعية آباء و امهات و اولياء تلاميذ الثانوية الاعدادية عثمان بن عفان بمقر المؤسسة لا يمكن اعتباره جمعا عاما لجمعية اعتبرها المشرع اول شريك للمنظومة التربوية والتعليمية، ذلك أن النائب الثالث لرئيس الجماعة القروية مول البركي بإقليم اسفي، حضر هذا اللقاء صحبة مجموعة من الاشخاص غرباء عن الجمعية و لا تربطهم بها أية علاقة، فهم ليسوا آباء او أمهات، فقط هم مبعوثون ، كما اكد للجريدة بعض الاباء الذين حضروا هذا الجمع العام، من طرف رئيس الجماعة باعتباره أستاذا بهذه الاعدادية و كثير الغياب بدون مبرر، و لكي يتقوى على المدير الذي ما فتئ يسائل هذا الرئيس/ الاستاذ و يستفسره عن غياباته المتكررة و التي يذهب ضحيتها التلميذ الذي ينتظر أستاذه «رئيس الجماعة» قد يأتي و قد لا يأتي ! هذا النائب حين اخذ مدير الاعدادية الكلمة وسط الجمع العام بصفته مديرا و هو المسؤول الاول عن كل ما يجري داخل اسوار مؤسسته بما في ذلك هذا الجمع العام، ليعطي كالعادة نظرة موجزة عن نقائص المؤسسة و خصاصها و المجهودات التي بذلتها الجمعية السابقة، ان كانت هناك مجهودات و ما قام به بعض المحسنين لصالح المؤسسة و بنيتها التحتية ، لكنه ما كاد يتطرق لما قام به أحد المحسنين حتى صاح من وسط القاعة النائب الثالث للرئيس الجماعة القروية و أخوه و بعض من جيء بهم لهذه المهمة، حيث صرخوا في وجهه متهمينه بالدعاية الانتخابية و تسييس الجمع العام! في حين ان المدير فقط قام بواجبه الذي تفرضه اللحظة، و هو ما يقوم به جميع المدراء في الجموع العامة لجمعيات الاباء والأمهات .و استمر الصياح و الصراخ إلى ان وصل الى حد السب و القدف بالكلام النابي، رغم أن القاعة كانت غاصة بالأمهات ! ثم صاح في وجهه النائب الثالث الذي لا يحق له الحضور، لأنه لايملك أية صفة قانونية لحضوره، فقط حضر لينسف الجمع العام ، يقول بعض الآباء، اذا سار في طريق غير التي ارادها الرئيس و من معه :« اخرج من القاعة لا يحق لك الحضور سير.»!! وهكذا تم طرد مدير الإعدادية من حضور الجمع العام لتجديد مكتب جمعية الآباء والأمهات! لم يقف الامر عند هذا الحد، بل كل من أخذ الكلمة ، و كان حسب رأيهم، من الذين من الممكن أن يضيق الخناق على مجموعته، إلا وأسمعوه ما كان غير منتظر! أما الغريب في الامر فهو حين وقف أخ النائب الثالث للرئيس حين تدخل أحد الآباء أحرزت ابنته على أعلى معدل في الاعدادية قبل التحاقها بالتعليم الثانوي التأهيلي ، وخاطبه : «انت مراكشي و حنا لا نقبل ان يكون بالجهة مراكشية او بيضاوية»! و حول كلامه القاعة الى هيجان حيث استنكرت النساء قبل الرجال هذه «العنصرية » التي ميزت تدخل أخ نائب الرئيس، علما بأن المتدخل يعيش بهذه المنطقة لمدة تفوق العقدين من الزمن! اجتاحت فوضى عارمة القاعة وامتزجت المداخلات باحتجاجات مجموعة كبيرة من النساء حول موضوع النقل المدرسي الذي يسيطر عليه النائب الثالث والسائق الذي تشير كل الدلائل إلى عدم توفره على رخصة السياقة والذي يحرم العديد من المتمدرسات والمتمدرسين من فرصتهم في النقل، لأنه مزاجي ويخضع لتعليمات النائب الثالث ، حتى ان عددا مهما من الاباء منعوا بناتهن من متابعة دراستهن رغم نجاحهن لعدم وجود نقل مدرسي خاص للجميع، فقط المحاباة و المحسوبية و الزبونية... هذه العملية استنكرها عدد كبير من الحضور، لكن عوض الانكباب على البحث عن حلول شافيه تحول الجمع العام الى حرب كلامية و اتهامات مجانية من طرف مجموعة مأجورة من طرف الرئيس ، يتابع آباء محتجون ، و قد علمت الجريدة ان الأب المتدخل الذي تعرض لوابل من السب و القذف فقط لأنه مراكشي و المسمى حسن عماد فخري بطاقته الوطنية عددE276152 الساكن بصور القائد جماعة مول البركي دائرة حرارة، قد تقدم بشكاية للوكيل العام للملك بآسفي حول ما تعرض له من عنف لفظي تجلى في السب و القذف و الاساءة النفسية لمجرد انه من مدينة مراكش و لا يحق له حضور الجمع العام لجمعية الاباء والامهات، وهو ما اعتبره تمييزا عرقيا وعنصريا. كما أكدت مصادر مطلعة ان مدير الثانوية الاعدادية عثمان بن عفان قد تقدم بتقرير مفصل حول ما حدث وما تعرض له من إهانة وسط أمهات وآباء تلاميذ المؤسسة من طرف النائب الثالث لرئيس الجماعة القروية مول البركي و اخيه و مجموعتهما، الى نائب وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بآسفي و الى مدير الاكاديمية الجهوية لجهة دكالة عبدة، و من المرتقب ان يكون قد وضع شكاية لدى الوكيل العام للملك بآسفي حول ما تعرض له وسط الجمع العام من نفس الاشخاص. هذا وأُجل الجمع العام الى يوم 29/09/2014، وقد يعقد تحت حراسة مشددة مع وضع آليات لضبط حضور الآباء والأمهات فقط اعتمادا على لائحة التلاميذ المسجلين لقطع الطريق على مثل هؤلاء الذين يسخرون كل شئ لحماية مقاعدهم الجماعية!