تعرّض جزء كبير من مخزون مادة البصل، في فترة مبكرة من الموسم الفلاحي الحالي، إلى الضياع. وحتى المحصول المتبقي لا يمكنه أن يدوم طويلا في الشهور المقبلة إلا جزء قليل جدا منه؛ على عكس الموسم الماضي، الذي لم تصب فيه هذه المادة بما يسمى ب"لَخْماجْ" أو ما يعرف كذلك في أوساط فلاحية ب"الحمق" الناتج عن ضعف في الجودة. هذه الظاهرة دفعت بجل الفلاحين والتجار، الذين قاموا بتخزين البصل، إلى فتح المخازن ونقلها إلى الأسواق الوطنية؛ وهو ما أثر بشكل كبير على ثمنها العادي الذي تشهده باقي السنوات العادية. وكان سعر البصل، قبل عملية التخزين، 0.6 درهم للكيلوغرام الواحد بمركز بودربالة، وإذا أضفنا تكلفة عملية التخزين المقدر ب1.50 درهما للكيلوغرام. وبما أن ثمن عملية التسويق بالجملة حاليا بمركز بودربالة هو 1.20 درهم للكيلوغرام الواحد يكون الفلاح قد خسر قيمة 0.90 درهم في الكيلوغرام الواحد بعد عملية التخزين، بسبب العرض الموجود في السوق أكثر من الطلب، في حين أن عرض مادة البصل في الشهور المقبلة سيقل؛ وهو ما يرجح ارتفاع ثمنها. وإذا أخدنا على سبيل المثال موزع أسواق الدارالبيضاء يشتري البصل بثمن 1.70 درهما للكيلوغرام الواحد، وتصل بيد المستهلك إلى ثلاثة دراهم للكيلوغرام، وفي هذه الوضعية الراهنة للسوق يكون المستفيد نسبيا هم تجار البصل، أما الفلاح فقد أصيب بخسارة كبيرة جدا قد تعرض بعضهم إلى الإفلاس. عثمان التازي، أحد موزعي البصل، قال، في تصريح لهسبريس، إن بعض الموزعين بصدد تأسيس تعاونية فلاحية ستعمل على تجميع البصل والبحث عن الأسواق داخل وخارج أرض الوطن لتسويق المنتوج في الوقت المناسب، قبل تعرضها للهلاك؛ وذلك بحثا عن ربح للتعاونية وحل مشكل التسويق الذي يعاني منه الفلاح بالمنطقة. محمد اعبيد، فلاح بمنطقة أيت حرز الله، أشار في تصريح لهسبريس، إلى إن سبب "الحمق" الذي أصاب البصل مبكرا هذه السنة هو ارتفاع درجة الحرارة صيفا، وعملية التخزين كانت في وقت شهدت فيه المنطقة ارتفاع درجة الحرارة وتغيرا مباشرا للمناخ إلى طقس بارد جدا مؤخرا. وأفاد المتحدث بأنه "في هذه اللحظة فتح جل الفلاحين مخازنهم، قصد التسويق خوفا المزيد من الضياع؛ وهو ما جعل العرض يفوق الطلب والذي أثر بشكل كبير في انخفاض ثمنها".