محمد اهرمش – الحاجب انطلقت عملية تخزين البصل بإقليم الحاجب الذي يوصف بأنه “بعاصمة البصل” بالمغرب، وذلك منذ مطلع شهر أكتوبر الجاري إلى غاية نهايته، في جو تعرف فيه المنطقة تساقطات مطرية فجائية، حيث من المتوقع أن يؤثر على جودة المحصول كله لهذه السنة، خصوصا أن الفلاح لا يزال يعتمد على الطريقة التقليدية في التخزين المعروفة ب”لكراير” أو “الشيشوارات” المبنية بالأحجار والتبن وتغطى بغطاء من نوع البلاستيك “الميكا”. ورغم الطقس غير المناسب في فترة إنتاج البصل لهذه السنة وتميزها بشدة البرودة، اجتهد الفلاحون الذين راكموا تجربة في زراعة وإنتاج مادة البصل بإقليم الحاجب، خاصة بمركز بودربالة الملقب باللغة الأمازيغية ب”تامزيات” أي فرنسا الصغيرة، وهو الإقليم الذي يغطي حاجيات الأسواق المغربية بحوالي 80 %، مع تصدير نسبة مهمة من هذه المادة إلى الدول الإفريقية جنوب الصحراء مثل الكوتديفوار والسنيغال وبوركينافاصو ونجيريا وموريتانيا، وبعض الدول الأوربية. محمد شرو فلاح بمنطقة بودربالة، قال في تصريح لجريدة “العمق”: “نحن نجتهد كل سنة من أجل إنتاج وافر لتغطية حاجيات الأسواق المغربية وتصدير كمية كبيرة جدا خارج أرض الوطن، لنربح في زراعتنا ونتمكن من الحصول على مبالغ مالية هامة للمساهمة في تطوير هذه الزراعة الأولى بإقليم الحاجب، وتشغيل المزيد من اليد العاملة المنحدرة من الأسر الفقيرة جدا”. وأضاف شرو بالقول: “لكننا نعاني من غلاء الأسمدة الكيماوية والمبيدات، ويكلفنا إنتاج 1 كيلوغرام من البصل درهما و50 سنتيم، في حين ثمن البيع حاليا بالجملة يتراوح مابين 60 سنتيم ودرهم و20 سنيما للكيلوغرام الواحد”، وختم قوله: “الله يهدي المسؤولين بوزارة الفلاحة بالدعم المادي للفلاحين الصغار مثلي حتى لا نضيع وتضيع العديد من الأسر يشتغلون معنا”. أما محمد يجو المدير الإقليمي لوزارة الفلاحة بالحاجب، فقال في تصريح لجريدة “العمق”، إن هذه السنة الفلاحية تميزت ببرودة الطقس والرطوبة، أثرت بنسبة قليلة جدا على المنتوج، وذلك بفضل يقظة المزارعين ومراكمتهم في تجربة زراعة البصل بالمنطقة، وكذلك تدخل المستشارين الفلاحيين في الوقت المناسب ونجاعة نصائحهم المقدمة للفلاح أعطت نتائج إيجابية بالرغم من التغيرات المناخية. واعتبر يالمتحدث أنه بالنسبة للأثمنة بالأسواق فيحددها سوق العرض والطلب، عندما يرتفع العرض على الطلب يقل ثمن البصل وعندما يرتفع الطلب على العرض يرتفع الثمن، في انتظار الانتهاء من مشروع التخزين العصري للبصل لفائدة المنتجين الصغار بإقليم الحاجب، حيث سيمكن من الإحتفاظ بمادة البصل لمدة طويلة لا تتعدى فيه نسبة الضياع 3%، مقارنة مع عملية التخزين التقليدية مدتها قصيرة ونسبة الضياع تتعدى 30 %، حسب قوله.