تعرف منطقة إقليمالحاجب، طيلة شهر أكتوبر من كل سنة، موسم تخزين البصل على الطريقة التقليدية، أو ما يعرف ب "لَكْرَايَرْ" أو "الشَّيشْواراتْ"، خصوصا بمركز بودربالة الرائد على الصعيد الوطني في إنتاج أجود مادة البصل بأنواعها الثلاثة: الأحمر وهو النوع الأكثر استهلاكا، والأصفر، والأبيض. ويقال في المنطقة: "عام بصْلة وعام حَصْلة"، فإذا كانت مادة البصل قد ارتفع ثمنها إلى 20 درهما للكيلوغرام الواحد أواخر السنة الماضية، وخلقت ضجة إعلامية وعُلِّق على مزارعيها بأنهم من "أغنى المغاربة"، فهذه السنة، عكس نظيرتها الماضية، نزل ثمن البصل إلى نصف درهم للكيلوغرام الواحد، وتكبد مزارعوها خسائر فادحة أدت إلى إفلاس البعض منهم، فأصبحوا من "أفقر المغاربة". حاول بعض الفلاحين الولوج إلى أسواق بعض الدول الإفريقية لترويج العرض الكبير في مادة البصل، مثل مالي وكوتديفوار وبوركنا فاصو والسنيغال، لكن الوضع ظل على حاله، نظرا للضعف الذي تعرفه أسواق هذه الدول، وتعرض العديد من الشاحنات للسرقة على طريق الدول المذكورة من طرف عصابات. مصطفى الرحية، فلاح من منطقة بودربالة، قال في تصريح لهسبريس: "الجو المعتدل طيلة نونبر وأكتوبر من السنة الماضية وشهر يناير من السنة الجارية عامل أدى إلى نمو الأبصال (النقلة) بشكل جيد، ووجودها بشكل وافر شجع العديد من المزارعين على القيام بزرع كل المساحات التي يملكونها دون تردد". وأضاف مصطفى: "بالإضافة إلى ذلك، دخل على خط زراعة البصل الموظفون وغيرهم، ما أدى إلى كثرة العرض الحاصل على الطلب في الأسواق المغربية. وفي غياب البحث عن أسواق خارج أرض الوطن، يبقى الفلاح معرضا للإفلاس، والمنتوج المحصل عليه من مادة البصل للإتلاف"، وطالب الدولة بأن "تتدخل لتنظيم هذا القطاع ليصل الكيلوغرام الواحد من البصل إلى المستهلك بثمن مناسب، ونرفض كذلك بأن ينزل ثمنها إلى الأدنى حفاظا على رأس مال الفلاح وعلى استمرارية الإنتاج".