07 مارس, 2016 - 12:14:00 لا يمضي فصل من فصول السنة، إلا وتتجدد معاناة المغاربة مع غلاء أسعار الخضر، أخر هذه الارتفاعات، شهدها سعر "البصل" ، الذي قفز إلى حوالي 17 درهما للكيولغرام، في الوقت الذي ألف فيه المغاربة " البصل" بسعر معقول، لا يتجاوز درهمين للكيلوغرام.
ارتفاع الأسعار يعود " للجفاف" الضاوي احمد، مزارع من منطقة دكالة، أوضح في حديثه لموقع "لكم"، ان توقف هطول الأمطار طيلة الأسابيع الماضية، ساهم في نفاذ مخزون البصل " البني والأحمر" ، الذي يتم تخزينه في الوقت الذي تنتشي فيه المحاصيل الزراعية بولادة جديدة لبصل من النوع الأخضر أو ما يطلق عليه وسط الفلاحين وتجار الخضر ب" البصلة الخضارية"، التي يتم بيعها في الأسواق مما يحد من ارتفاع ضغط الطلب على نوع واحد من البصل، ويضيف المصدر ذاته " غير أن عدم هطول الأمطار حال دون تواجد هذا النوع الثاني من البصل الشيء الذي أدى إلى ارتفاع ثمن البصل نظرا للندرة المحدودة". في المقابل، أفاد فلاح من منطقة سوس ماسة درعة، وهي من أكبر المناطق الفلاحية في المغرب المزودة بالخضر للأسواق الوطنية والدولية، بأن قلة المنتوج الفلاحي وارتفاع الطلب ، ساهما في ارتفاع أسعار العديد من الخضر وليس البصل وحده، مؤكدا أن الفيضانات الأخيرة تسببت في إتلاف قسط كبير من المحاصيل الزراعية. أقصبي: الوسطاء هم السبب ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي نجيب أقصبي، في تصريح لموقع ل"لكم"، إنه رغم تغيير الحكومات وتغيير المخططات من سياسة السدود إلى المغرب الأخضر، علينا أن نعرف أن الاختيارات الأساسية لازالت قائمة، ونفس الأسباب لازالت تؤدي إلى نفس النتائج، مشيرا أن هناك تبعية غدائية ، موضحا ان المغرب ينتج من أجل التصدير ومع ذلك لدينا صعوبة كبيرة في تصدير ما يتم إنتاجه، مضيفا أن الموارد المالية والطبيعية، التي يملكها المغرب يتم توظيفها لتلبية حاجيات السوق الخارجية وليس حاجيات السوق الداخلية للمغاربة، "مما يعني إننا نصبح خاضعين أكثر فأكثر لتقلبات الأسواق الدولية، حسب قول أقصبي. وزاد أقصبي في حديثه، "حاليا الأسعار الدولية للمواد الغدائية إلى حدا ما منخفضة، وإذا قفزت هذه المواد إلى مستوى تصاعدي سيكون وقعها على السوق الداخلية للمغرب جد كارثي، مشيرا انه سيقع ارتفاعا كبيرا في الأسعار". وفي توضيحه، لسبب ارتفاع أثمنة البصل، قال أقصبي، إن الوسطاء أو ما يُطلق عليهم ب" "القراضة" ساهموا بشكل كبير في ارتفاع سعر البصل، حيث يشترونها من عند الفلاح بثمن رخيص ويبيعونها في الأسواق بأثمنة مرتفعة.